‫‪99989‬‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫التفاوتات واالنتفاضات والصراع‬ ‫في العالم العربي‬ ‫أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫التفاوتات واالنتفاضات والصراع‬ ‫في العالم العربي‬ ‫‪ 2015‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪/‬البنك الدولي‬ ‫‪1818H Street, NW‬‬ ‫‪Washington, DC 20433‬‬ ‫هاتف‪202-473-1000 :‬‬ ‫‪www.worldbank.org‬‬ ‫موقع اإلنترنت‪:‬‬ ‫جميع الحقوق محفوظة‪.‬‬ ‫اء االقتصاديين بمكتب منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬وما يتضمنه التقرير من‬ ‫هذا التقرير هو نتاج عمل مكتب رئيس الخبر‬ ‫ال تعكس بالضرور‬ ‫ة وجهات نظر مجلس المديرين التنفيذيين للبنك‬ ‫نتائج وتأويالت واستنتاجات إنما تخص المؤلف (المؤلفين) و‬ ‫الدولي أو الحكومات التي يمثلونها‪.‬‬ ‫ى ّ‬ ‫المبينة‬ ‫ال يضمن البنك الدولي دقة البيانات التي يتضمنها هذا التقرير‪ .‬و‬ ‫ال تعني الحدود واأللوان والمسميات والمعلومات األخر‬ ‫و‬ ‫على جميع الخر‬ ‫ائط الواردة في هذا التقرير أي حكم من جانب البنك الدولي بشأن الوضع القانوني ألي إقليم أو تأييد هذه‬ ‫الحدود أو قبولها‪.‬‬ ‫الحقوق واألذون‬ ‫تخضع محتويات هذا التقرير لحقوق الطبع والنشر ‪.‬وقد تُعتبر عملية طبع و‪/‬أو نشر أجز‬ ‫اء من هذه المطبوعة أو كلها بدون إذن مخالفةً‬ ‫للقوانين النافذة‪ .‬علماً بأن البنك الدولي يشجع نشر مؤلفاته ويمنح عادةً التصريح الالزم لذلك على الفور‪.‬‬ ‫جى إرسال الطلب مستوفيا كامل المعلومات إلى مركز‬ ‫ء من هذه المطبوعة‪ُ ،‬‬ ‫ير‬ ‫لطلب التصريح بنسخ أو إعادة طبع أي جز‬ ‫التصر‬ ‫يح بحقوق النشر على العنوان التالي‪Copyright Clearance Center, Inc, 222 Rosewood Drive, Danvers, MA ( :‬‬ ‫‪ ،)09123, USA‬هاتف‪ ،978-750-8400 :‬فاكس‪ ،978-750-4470 :‬موقع اإلنترنت‪.www.copyright.com :‬‬ ‫ات عن الحقوق والتر‬ ‫اخيص‪ ،‬بما في ذلك حقوق التبعية‪ ،‬إلى مكتب الناشر بالبنك الدولي على‬ ‫جى توجيه جميع االستفسار‬‫وير‬ ‫ُ‬ ‫العنوان التالي‪ Office of the Publisher, World Bank, 1818H Street, NW, Washington, DC 20433, USA :‬؛ فاكس‪:‬‬ ‫‪202-522-2422‬؛‬ ‫بريد إلكتروني‪.pubrights@worldbank.org :‬‬ ‫الصور‬ ‫ة‪© ISTOCK:‬‬ ‫مطبوعة مجانية‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫التفاوتات واالنتفاضات والصراع‬ ‫في العالم العربي‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫تقرير المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا هو نتاج عمل مكتب رئيس الخبر‬ ‫اء االقتصاديين بمكتب منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫ا في المدى القصير‪ .‬ويركز الجز‬ ‫ء الثاني من التقرير على الموضوعات‬ ‫ء األول من التقرير آفاق االقتصاد الكلي عالميً‬ ‫ا واقليميً‬ ‫بالبنك الدولي‪ .‬ويناقش الجز‬ ‫ء الثالث على مذكر‬ ‫ات خاصة بكل بلد‪ .‬وتم‬ ‫المهمة لتحقيق التنمية االقتصادية والرخاء المشترك في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬كما يشتمل الجز‬ ‫اجان‪ ،‬رئيس الخبر‬ ‫اء االقتصاديين بمكتب منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي‪.‬‬ ‫إعداد التقرير بتوجيه من شانتايانان ديفار‬ ‫اع في المنطقة‪.‬‬ ‫ء األول من التقرير التوقعات في المدى القصير‪ ،‬ويسلط الضوء على التحديات وأجواء عدم اليقين الناجمة عن تز‬ ‫ايد الصر‬ ‫ويستعرض الجز‬ ‫انشيسكا‬ ‫اء االقتصاديون بالمكاتب القطرية من مدخالت‪ .‬ونعرب عن االمتنان ٍ‬ ‫لكل من فر‬ ‫ء مع االستفادة بما َّ‬ ‫أعده الخبر‬ ‫وقامت ليلى متقي بكتابة هذا الجز‬ ‫ة‪ ،‬وعمل مارك‬ ‫ابيل تشال دابي مساعدات إدارية ممتاز‬ ‫ج ودانا لورين فوريسيك وايلينا إيانتشوفيتشينا لما َّ‬ ‫قدمن من تعليقات مفيدة‪ .‬كما قدمت إيز‬ ‫ليزيلوت أونسور‬ ‫فولك على تصميم صفحات التقرير‪.‬‬ ‫اع في العالم العربي‪ .‬وتولت إيلينا إيانتشوفيتشينا كتابة هذا الجز‬ ‫ء من التقرير‬ ‫ع التفاوتات واالنتفاضات والصر‬ ‫ويركز الجز‬ ‫ء الثاني من التقرير على موضو‬ ‫جر‪ ،‬ونادية حسين‪ ،‬وروي فان دير فايدى‪ ،‬وكريستوف الكنر‪ ،‬ويوسف كيندربيوجو‪ ،‬وافستر‬ ‫اتيا‬ ‫وقيادة عملية إعداده مع االستفادة بمساهمات من مارتن بير‬ ‫جعية لهذا‬ ‫اسات والمذكر‬ ‫ات المر‬ ‫ي‪ ،‬وسليمان أبو بدر‪ ،‬وكارولين ويت‪ ،‬ونيلز يوهانسن‪ ،‬وستيليانوس ميكالوبولوس‪ .‬وقد تلقينا تعليقات قي‬ ‫ِّمة على الدر‬ ‫أر‬ ‫امباتز‬ ‫ء من التقرير‪ ،‬وذلك من المشاركين في حلقة العمل المعنية بلغز التفاوتات في العالم العربي والتي نظمها مكتب رئيس الخبر‬ ‫اء االقتصاديين لمنطقة الشرق‬ ‫الجز‬ ‫افاليون‪،‬‬ ‫ا‪ ،‬ومارتن ر‬ ‫انشيسكو فيرير‬ ‫وعقدت في ‪ 27‬أبريل‪/‬نيسان ‪ 2015‬بواشنطن‪ .‬ونتوجه بشكر خاص ٍ‬ ‫لكل من فر‬ ‫األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي ُ‬ ‫اما‪ ،‬وكارول جر‬ ‫اهام‪ ،‬وباولو‬ ‫افي كانبور‪ ،‬وبيتر النجو‪ ،‬وكارولين فرويند‪ ،‬وبر‬ ‫انكو ميالنوفيتش‪ ،‬وكي توان دو‪ ،‬ومارتن ر‬ ‫ومارسيلو جيجالي‪ ،‬وأنا ريفنجا‪ ،‬ور‬ ‫ة إلى أننا تلقينا تعليقات مفيدة على مسودات التقرير من تا ا‬ ‫ر فيشواناث‪ ،‬وناجي‬ ‫فيرمي‪ ،‬وسامي بيبي‪ ،‬وهادي األصفهاني‪ ،‬وهاي آن دانج‪ .‬وأخي ً‬ ‫ا‬ ‫ر‪ ،‬نود اإلشار‬ ‫ر ويتزيل‪ ،‬وجابرييل إبار‬ ‫ا‪.‬‬ ‫بن حسين‪ ،‬وديبو ا‬ ‫ً إلى تقارير أعدها‪ ،‬تحت قيادة أوجست تانو كوام‪ ،‬الخبر‬ ‫اء االقتصاديون بالمكاتب القطرية والتالية‬ ‫وقام فاروق إقبال بإعداد الجز‬ ‫ء الثالث من التقرير استنادا‬ ‫ة النشار‪ ،‬وجان‪ -‬وك برناسكوني‪ ،‬وخوزيه لوبيز كاليكس‪ ،‬وجان بيير شوفور‪ ،‬وخالد المسناوي‪ ،‬وشهرز‬ ‫اد فرد‪،‬‬ ‫أسماؤهم‪ :‬إبر‬ ‫اهيم الغليقة‪ ،‬وداليا القاضي‪ ،‬وسار‬ ‫ي‪ ،‬وسحر ّ‬ ‫سجاد حسين‪ ،‬وعبد اهلل سي‪.‬‬ ‫الكسيز‪ ،‬وتوماس لورسن‪ ،‬ور‬ ‫اج ناالر‬ ‫وليا حكيم‪ ،‬ووسام حر‬ ‫اكي‪ ،‬ونور جالل ناصر الدين‪ ،‬وأحمد كوشوك‪ ،‬وسيبل كو‬ ‫جدول المحتويات‬ ‫ات االقتصادية األخير‬ ‫ة واآلفاق المستقبلية ‪1........................................................................‬‬ ‫التطور‬ ‫اآلفاق العالمية ‪1.........................................................................................................‬‬ ‫اآلفاق المستقبلية لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا ‪3...................................................................‬‬ ‫التفاوتات واالنتفاضات والصر‬ ‫اع في العالم العربي ‪12......................................................................‬‬ ‫مقدمة ‪12................................................................................................................‬‬ ‫هل التفاوت االقتصادي في البلدان العربية مرتفعا؟ ‪15.....................................................................‬‬ ‫انهيار التصور‬ ‫ات الخاصة بالرفاه في أعقاب الربيع العربي‪24...............................................................‬‬ ‫المظالم واالنقسامات والتداعيات ‪32.......................................................................................‬‬ ‫المر‬ ‫اجع ‪40..............................................................................................................‬‬ ‫اإلطار‬ ‫ات‬ ‫اإلطار ‪ 1-1‬تأثير اضطر‬ ‫اب األسواق الناشئة على بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا ‪8.............................‬‬ ‫األشكال‬ ‫ات األخير‬ ‫ة في االقتصاد العالمي ‪1.....................................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 1-1‬التطور‬ ‫الشكل ‪ 2-1‬االستثمار‬ ‫ات الجديدة عالمياً ‪3.................................................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 3-1‬أرصدة المالية العامة واألرصدة الخارجية ‪4....................................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 4-1‬الوضع االقتصادي في البلدان النامية المصدر‬ ‫ة للنفط ‪5........................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 5-1‬الوضع االقتصادي في البلدان المستوردة للنفط ‪6..............................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 6-1‬مركز المالية العامة والمركز الخارجي للمنطقة ‪8...............................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 1-2‬معدالت الفقر ونمو اإلنفاق لدى أفقر ‪ 40‬في المائة من السكان ‪13............................................‬‬ ‫الشكل ‪ 2-2‬انعدام المساواة – على مدار السنين وفي مختلف أنحاء العالم ‪14..............................................‬‬ ‫الشكل ‪ 3-2‬سياق التنمية في المنطقة العربية ‪16..........................................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 4-2‬مقارنات بين تفاوت اإلنفاق في المنطقة ‪17...................................................................‬‬ ‫ات ‪20...................................................................‬‬ ‫الشكل ‪ُّ 5-2‬‬ ‫تركز الثروة في أيدي أصحاب المليار‬ ‫الشكل ‪ 6-2‬الودائع المصرفية المخفية ‪22.................................................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 7-2‬الواقع مقابل التصور‬ ‫ات في مصر (بالنسبة المئوية العشرية) ‪24................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 8-2‬متوسط الرضا عن الحياة حسب البلد (‪26.................................................... )2012-2006‬‬ ‫الشكل ‪ 9-2‬متوسط الدخل والرفاه الشخصي حسب البلد (‪27............................................. )2011-2008‬‬ ‫الشكل ‪ 10-2‬النمو االقتصادي والتغي‬ ‫ُّر في الرفاه الشخصي ‪28............................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 11-2‬التغي‬ ‫ُّر في الرضا عن الحياة‪29............................................................ 2010-2009 ،‬‬ ‫الشكل ‪ 12-2‬تطور الرضا عن الحياة خالل النصف الثاني من العقد األول من القرن الحالي ‪29............................‬‬ ‫الشكل ‪ 13-2‬تأثير‬ ‫ات المجاالت المختلفة على الرضا عن الحياة في العالم العربي ‪30.......................................‬‬ ‫الشكل ‪ 14-2‬األسباب الرئيسية الندالع انتفاضات الربيع العربي ‪30.......................................................‬‬ ‫الشكل ‪ 15-2‬عدم الرضا عن الخدمات الحكومية (نسبة من يشعرون بعدم الرضا)‪31.......................................‬‬ ‫الشكل ‪ 16-2‬التغي‬ ‫َّر في الرضا عن الحياة لدى شريحة الستين في المائة األعلى دخالً مقارنة بشريحة األربعين في المائة‬ ‫األدنى دخال‪32......................................................................................... 2010-2009 ،‬‬ ‫الشكل ‪ :17-2‬تحليل التفاوت في اإلنفاق حسب سمات األسر المعيشية ‪34................................................‬‬ ‫الشكل ‪ :18-2‬التفاوت العرقي والتفاوت المكاني ‪36.......................................................................‬‬ ‫الجداول‬ ‫الجدول ‪ 1-1‬اآلفاق االقتصادية الكلية ‪10.................................................................................‬‬ ‫الجدول ‪ 1-2‬مقاييس التفاوت في المناطق الحضرية بمصر التي تم تصحيحها لعدم إدر‬ ‫اج أعلى الدخول ‪17.................‬‬ ‫الجدول ‪ 2-2‬االرتباط بين نسبة ودائع المالذات إلى إجمالي الناتج المحلي ومعامل جيني ‪23...............................‬‬ ‫المرفق الجدول ‪ 1-2‬إحصاءات الفقر (حساب معدالت الفقر عند مستوى ‪ 1.25‬دو‬ ‫الر للفرد في اليوم على أساس تعادل القوة‬ ‫الشر‬ ‫ائية)‪38..............................................................................................................‬‬ ‫ات االقتصادية األخير‬ ‫ة واآلفاق المستقبلية‬ ‫التطور‬ ‫اآلفاق العالمية‬ ‫على مدار األشهر الثالثة الماضية‪ ،‬شهدت األسواق العالمية تقلبات غير معتادة‪ .‬فقد تعرضت أسعار السلع األولية لضغوط‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل‬ ‫ات الزر‬ ‫اعة والمعادن والطاقة وهبوط أسعار النفط إلى أقل من ‪ 46‬دو‬ ‫دفعتها نحو االنخفاض مع تر‬ ‫اجع جميع مؤشر‬ ‫جة كبير‬ ‫ة خالل‬ ‫في شهر أغسطس‪/‬آب‪ ،‬وهو أدنى مستوى لها منذ عام ‪ .2008‬وز‬ ‫ادت التقلبات في أسعار العمالت واألسهم بدر‬ ‫ي يوليو‪/‬تموز وأغسطس‪/‬آب في أعقاب إجر‬ ‫اء تصحيح بنسبة ‪ 40‬في المائة في سوق األسهم الصينية بعد ارتفاعها في‬ ‫شهر‬ ‫يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان‪ ،‬مع حدوث انخفاض غير متوقع في قيمة العملة الصينية‪ ،‬الرينمينبي‪ ،‬في أغسطس‪/‬آب‪ .‬والى جانب الحالة الضبابية‬ ‫بشأن التوقيت الذي يرفع فيه مجلس االحتياطي الفيدر‬ ‫الي األمريكي أسعار الفائدة‪ ،‬فإن انخفاض أسعار السلع األولية وتصحيح‬ ‫اجع حاد في أسعار العمالت واألسهم باألسواق الناشئة‪ .‬وارتفعت تكاليف االقتر‬ ‫اض في‬ ‫أسعار األسهم الصينية تسببا في حدوث تر‬ ‫البلدان النامية تماشياً مع ارتفاع االتجاه إلى تجنب المخاطر‪ ،‬وذلك مع زيادة الهامش في مؤشر سندات األسواق الناشئة بواقع‬ ‫ة بين نهاية يوليو‪/‬تموز ومنتصف سبتمبر‪/‬أيلول (الشكل ‪ ،1-1‬الجز‬ ‫ء األيسر)‪ .‬وكانت تدفقات صناديق‬ ‫‪ 23‬نقطة أساس في الفتر‬ ‫ة تر‬ ‫اجعت فيما يبدو في سبتمبر‪/‬أيلول‪.‬‬ ‫ج األسواق الناشئة ضخمةً في أغسطس‪/‬آب‪ ،‬لكن هذه الوتير‬‫السندات واألسهم إلى خار‬ ‫ات األخير‬ ‫ة في االقتصاد العالمي‬ ‫الشكل ‪ 1-1‬التطور‬ ‫نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي‪ ،‬بالنسبة المئوية‬ ‫مؤشرسندات األسواق الناشئة‪ ،‬نقطة أساس‬ ‫‪8‬‬ ‫اضطراب أسواق المال‪ ...............‬انهيار أسعار النفط‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪2015Q1‬‬ ‫‪2015Q2‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫الهند ‪China‬‬ ‫الصين‬ ‫‪India‬‬ ‫المملكة ‪United‬‬ ‫الواليات ‪Japan‬‬ ‫اليابان‬ ‫منطقة ‪South‬‬ ‫جنوب ‪United‬‬ ‫‪Brazil‬‬ ‫البرازيل ‪Euro‬‬ ‫‪Russia‬‬ ‫روسيا‬ ‫المتحدة‬ ‫‪States Kingdom‬‬ ‫اليورو ‪Africa‬‬ ‫أفريقيا‬ ‫‪Area‬‬ ‫يناير ‪2013‬‬ ‫سبتمبر ‪2015‬‬ ‫المتحدة‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‬ ‫‪1‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫تُظهر البيانات الحديثة أن النمو العالمي وجد صعوبة في اكتساب قوة دفع خالل الربع الثاني من عام ‪ ،2015‬وذلك في ظل بطء النشاط‬ ‫اجع معدل النمو في الصين‪ ،‬واالنكماش االقتصادي في روسيا والب ا‬ ‫رزيل‪ ،‬وضعف األوضاع‬ ‫االقتصادي في منطقة اليورو واليابان‪ ،‬واستمر‬ ‫ار تر‬ ‫افا للمستقبل‪ ،‬ال تز‬ ‫ال استقصاءات مؤشر‬ ‫ة للسلع األولية (الشكل ‪ ،1-1‬الجز‬ ‫ء األيمن)‪ .‬واستشر‬ ‫ى المصدر‬‫االقتصادية في البلدان الرئيسية األخر‬ ‫ر توسعيا ثابتا في البلدان المرتفعة الدخل‪ ،‬لكنها تشير إلى انكماش في البلدان النامية‪ .‬وفي يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان‪،‬‬ ‫ي المشتريات تُظهر مسا ا‬‫مدير‬ ‫توقع البنك الدولي أن يبلغ معدل نمو إجمالي الناتج المحلي العالمي ‪ 2.8‬في المائة عام ‪ ،2015‬بارتفاع طفيف عن معدله عام‬ ‫‪ 2014‬وهو ‪ 2.6‬في المائة‪ .‬وفي ظل نواتج البيانات المخيبة لآلمال واالضطر‬ ‫ابات في األسواق المالية العالمية‪ ،‬فمن المحتمل‬ ‫أال يتحقق حتى هذا االرتفاع المتواضع في معدل النمو العالمي الذي كان تم توقعه في يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان لعام ‪.2015‬‬ ‫ال معدل التضخم العالمي منخفضاً‪ ،‬مما يعكس استمر‬ ‫ار األثر غير المشجع النخفاض أسعار السلع األولية وبطء نمو األجور في‬ ‫و‬ ‫ال يز‬ ‫اد معدل التضخم في عدد من األسواق الناشئة الكبير‬ ‫ة هذا العام‪ ،‬السيما‬ ‫البلدان المتقدمة وفائض الطاقة اإلنتاجية في الصين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ز‬ ‫رزيل وروسيا واندونيسيا وماليزيا وكولومبيا وشيلي وتركيا وجنوب أفريقيا ومصر‪ .‬ونتج ذلك في معظمه عن االنخفاضات الكبير‬ ‫ة‬ ‫في الب ا‬ ‫ائب غير المباشر‬ ‫ة‪.‬‬ ‫في قيمة العمالت‪ ،‬وبدرجة أقل عن الزيادات في األسعار اإلدارية والضر‬ ‫اجعت التجار‬ ‫ة العالمية حوالي ‪ 4‬في المائة خالل النصف‬ ‫اجع في وتير‬ ‫ة النمو في اقتصاد األسواق الناشئة‪ ،‬تر‬ ‫وفي أعقاب زيادة التر‬ ‫األول من عام ‪ 2015‬مقارنةً بالنصف الثاني من عام ‪ .2014‬وكان هذا التر‬ ‫اجع‪ ،‬وهو األول منذ عام ‪ ،2009‬مدفوعاً بانكماش‬ ‫كبير في الطلب على الواردات من األسواق الناشئة‪ ،‬ومن بينها أسواق آسيا ووسط وشرق أوروبا‪.‬‬ ‫وفضال عن ذلك‪ ،‬أدى انخفاض أسعار السلع األولية واالضطر‬ ‫ابات في الشرق األوسط‪ ،‬إلى جانب توقعات بارتفاع أسعار الفائدة األمريكية‪،‬‬ ‫اجع ملحوظ في تدفقات رؤوس األموال لمشروعات جديدة إلى البلدان النامية‪ .‬ووفقا لتقدير‬ ‫ات إف دي آي ماركتس (‪،)fDi Markets‬‬ ‫إلى تر‬ ‫ات الجديدة في عدد كبير م ن البلدان‪ ،‬السيما األسواق الناشئة‪ ،‬تر‬ ‫اجعت بشدة في األشهر الستة األولى من عام‬ ‫فإن االستثمار‬ ‫‪ 2015‬مقارنةً بالفتر‬ ‫ة نفسها من العام الماضي (الشكل ‪.)2-1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 2-1‬االستثمار‬ ‫ات الجديدة عالميا‬ ‫‪Republic‬‬ ‫البرازيل ‪Saudi‬‬ ‫جمهورية‬ ‫‪of‬‬ ‫تركيا‬ ‫عمان‬ ‫السعودية روسيا‬ ‫العراق‬ ‫تونس‬ ‫األردن‬ ‫لبنان‬ ‫اليمن‬ ‫الكنغو‬ ‫‪Turkey Oman‬‬ ‫‪Russia Arabia‬‬ ‫‪Brazil‬‬ ‫‪Iraq‬‬ ‫‪Tunisia Jordan Lebanon Yemen Congo‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪-30‬‬ ‫‪-40‬‬ ‫‪-50‬‬ ‫‪-60‬‬ ‫‪-70‬‬ ‫‪-80‬‬ ‫النسبة المئوية للتغي‬ ‫ُّر في تدفقات االستثمار األجنبي المباشر‪،‬‬ ‫‪% change in FDI inflows, H1 2015‬‬ ‫األول من ‪2014‬‬ ‫‪compared‬‬ ‫‪to H1‬‬‫النصف‬ ‫‪2014‬‬‫النصف األول من ‪ 2015‬مقابل‬ ‫‪-90‬‬ ‫‪-100‬‬ ‫المصدر‪ :‬إف دي آي ماركتس‬ ‫اآلفاق المستقبلية لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫اجع نمو االقتصاد العالمي‪ ،‬تمر منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بحالة من الركود‪ .‬فاستمر‬ ‫ار انخفاض أسعار النفط وتصاعد‬ ‫في ظل تر‬ ‫اعات والحروب األهلية تجعل احتماالت انتعاش النمو في المدى القصير ضئيلة‪ .‬وتشير تقدير‬ ‫ات البنك الدولي إلى أن معدل نمو‬ ‫حدة الصر‬ ‫إجمالي الناتج المحلي للمنطقة سيظل عند نحو ‪ 2.8‬في المائة عام ‪ ،2015‬أي أقل مما تم توقعه في أبريل‪/‬نيسان‪ .‬ومع أن معدل النمو‬ ‫ارتفع قليالً ّ‬ ‫عما كان عليه العام الماضي‪ ،‬فإن معدل النمو اإلجمالي في المنطقة لم يتجاوز ‪ 3‬في المائة ألكثر من ثالثة أعوام (الجدول ‪-1‬‬ ‫ات في ليبيا والعر‬ ‫اق وسوريا‪ ،‬إلى جانب حدوث انتعاش في منطقة اليورو يمكن أن يعزز‬ ‫‪ .)1‬وفي ظل سيناريو إيجا بي بتر‬ ‫اجع حدة التوتر‬ ‫الطلب الخارجي‪ ،‬فإن معدل النمو في المنطقة يمكنه معاودة االرتفاع إلى ‪ 4.4‬في المائة عام ‪ 2016‬والعام التالي‪ .‬لكن إذا استمرت‬ ‫الظروف الحالية‪ ،‬فليس من المتوقع انتعاش النمو قريبا‪.‬‬ ‫وباستثناء مصر والمغرب واير‬ ‫ان‪ ،‬تشهد جميع بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا تقريبا بطئا في النمو‪ ،‬وان كان ذلك يرجع إلى‬ ‫أسباب مختلفة‪ .‬فدول مجلس التعاون الخليجي والجز‬ ‫ائر تعاني من انخفاض أسعار النفط وعدم تصحيح أوضاع المالية العامة‪ .‬ومن المتوقع‬ ‫أن يبلغ معدل النمو في دول الخليج ‪ 3.2‬في المائة عام ‪ 2015‬مقابل ‪ 3.9‬في المائة العام السابق نظ اً‬ ‫ر ألن اقتصادها تضرر بشدة من‬ ‫يتوقع أن يظل معدل النمو في الجز‬ ‫ائر عند ‪ 2.8‬في المائة عام ‪.2015‬‬ ‫اء انخفاض أسعار النفط‪ .‬ولألسباب ذاتها‪ُ ،‬‬ ‫جر‬ ‫وتزداد أوضاع المالية العامة في البلدان المصدر‬ ‫ة للنفط سوءاً‪ .‬فمن المتوقع أن يتحول الفائض الذي بلغ نحو ‪ 5.4‬في المائة من إجمالي‬ ‫ٍ‬ ‫عجز يصل إلى حوالي ‪ 9.8‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪ 2015‬في دول مجلس التعاون‬ ‫الناتج المحلي عام ‪ 2013‬إلى‬ ‫ه ‪ 136‬مليار دو‬ ‫الر عام ‪ 2015‬مع تحمل‬ ‫ائر‪ .‬وفيما يتعلق بدول الخليج‪ ،‬فإن هذا يعني عج ا‬ ‫ز قدر‬ ‫الخليجي‪ ،‬بل وأعلى من ذلك في الجز‬ ‫‪3‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫المملكة العربية السعودية حوالي ‪ 129‬مليار دو‬ ‫الر (أو عجز بنسبة ‪ 19.5‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪ ،)2015‬مع توقع‬ ‫انخفاض الفوائض في الكويت وقطر إلى النصف عام ‪( 2015‬الشكل ‪3-1‬أ)‪ .‬وستسير موازين المعامالت الجارية على النمط ذاته‪،‬‬ ‫ومن المتوقع أيضا انكماش الفوائض بشكل سريع عام ‪( 2015‬الشكل ‪3-1‬ب)‪.‬‬ ‫الشكل ‪ 3-1‬أرصدة المالية العامة واألرصدة الخارجية‬ ‫‪3-1‬ب رصيد المعامالت الجارية‪،‬‬ ‫‪ 3-1‬أ رصيد المالية العامة‪ ،‬كنسبة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫كنسبة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫‪40‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫‪-20‬‬ ‫اإلمارات المملكة‬ ‫اإلمارات المملكة‬ ‫‪Bahrain Kuwait Oman Qatar Saudi UAE Algeria‬‬ ‫البحرين‬ ‫الكويت‬ ‫ُمان‬ ‫ع‬ ‫‪Bahrain Kuwait Oman Qatar‬‬ ‫قطر‬ ‫العربية ‪Saudi‬‬ ‫العربية‬ ‫الجزائر‬ ‫‪UAE Algeria‬‬ ‫الكويت البحرين‬ ‫عُمان‬ ‫قطر‬ ‫العربية العربية‬ ‫الجزائر‬ ‫المتحدة السعودية‬ ‫‪Arabia‬‬ ‫المتحدة السعودية‬ ‫‪Arabia‬‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪ .‬تشير "‪ "e‬إلى التقدير‬ ‫ات و"‪ "p‬إلى التوقعات‪.‬‬ ‫غم من أن بعض البلدان‪ ،‬السيما السعودية ودولة اإلمار‬ ‫ات العربية المتحدة‪ ،‬بدأت تعيد النظر في إنفاقها الضخم على‬ ‫على الر‬ ‫الدعم‪ ،‬فإن اختالالت االقتصاد الكلي ستمتد آثار‬ ‫ها على األرجح إلى عام ‪ 2016‬والعام الذي يليه إذا ما بقيت أسعار النفط عند‬ ‫مستوياتها المنخفضة وواصل كل من الحكومتين برنامج اإلنفاق الحالي‪.‬‬ ‫ائر واير‬ ‫ان بعد رفع العقوبات) ضربة مزدوجة تتمثل في انخفاض أسعار النفط‬ ‫وتواجه البلدان النامية المصدر‬ ‫ة للنفط في المنطقة (باستثناء الجز‬ ‫والحرب األهلية (متقي‪ .)2015 ،‬فمن المتوقع أن يؤدي تصاعد حدة الصر‬ ‫اع‪ ،‬وأعمال التخريب لحقول النفط في غالبية البلدان النامية‬ ‫اعات الدائر‬ ‫ة في ليبيا‬ ‫ار متوسط معدل النمو عند مستوى منخفض‪ .‬وقد تضررت هذه البلدان بشدة بسبب الصر‬ ‫المصدر‬ ‫ة‪ ،‬إلى استمر‬ ‫واليمن والعر‬ ‫اق وسوريا‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 4-1‬الوضع االقتصادي في البلدان النامية المصدر‬ ‫ة للنفط‬ ‫الخسارة التراكمية من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي‪،‬‬ ‫رصيد المالية العامة‪ ،‬كنسبة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫‪2015-2013‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-10%‬‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪-20%‬‬ ‫‪-6‬‬ ‫‪-30%‬‬ ‫‪-8‬‬ ‫‪-40%‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-50%‬‬ ‫‪-12‬‬ ‫‪-60%‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫ليبيا‪Libya‬‬ ‫سوريا‪Syria‬‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪ .‬تشير "‪ "e‬إلى التقدير‬ ‫ات و"‪ "p‬إلى التوقعات‪.‬‬ ‫ار كبير‬ ‫ة‬ ‫ع أضر‬ ‫ة للنفط تر‬ ‫اجعا في اإلنتاج بنسبة وصلت إلى حوالي ‪ 40‬في المائة أو أكثر‪ ،‬مع وقو‬ ‫شهدت غالبية البلدان النامية المصدر‬ ‫ع كارثة‬ ‫ات الخاصة باليمن غير متاحة)‪ .‬وقد تصاعدت حدة الصر‬ ‫اع في اليمن مما نتج عنه وقو‬ ‫بقطاعاتها النفطية وهبوط إنتاج النفط (التقدير‬ ‫ة في سوريا والصر‬ ‫اعات‬ ‫إنسانية طارئة‪ ،‬وتشريد أعداد كبير‬ ‫ة من المواطنين‪ ،‬وتدمير شديد للبنية التحتية المدنية والعامة‪ .‬كما أدت الحرب الدائر‬ ‫ى بالمنطقة إلى تشريد أكثر من ‪ 11‬مليون شخص‪ ،‬من بينهم ‪ 7.6‬مليون مشرد داخليا و‪ 4.1‬مليون الجئ بالبلدان المجاور‬ ‫ة‪ .‬وباإلضافة‬ ‫األخر‬ ‫اجعا في النمو وتدهو ا‬ ‫ر في‬ ‫اعات‪ ،‬فإن البلدان التي لها حدود مشتركة مع سوريا كلبنان واألردن ال تز‬ ‫ال تشهد تر‬ ‫إلى التأثير المحلي للصر‬ ‫ة (انظر أدناه)‪ .‬ومن‬ ‫ى في معظمه إلى زيادة اإلنفاق على استضافة الالجئين واضطر‬ ‫اب حركة التجار‬ ‫أوضاع المالية العامة‪ ،‬وهو ما ُ‬ ‫يعز‬ ‫المتوقع أن يصل إجمالي معدل النمو لمجموعة البلدان النامية المصدر‬ ‫ة للنفط إلى ‪ 1.3‬في المائة عام ‪ ،2015‬بارتفاع طفيف‬ ‫ة االنتعاش في ليبيا والعر‬ ‫اق‪.‬‬ ‫عن العام الماضي‪ ،‬وهو ما يرجع باألساس إلى احتمال بطء وتير‬ ‫ة أسر‬ ‫ع عام ‪ 2016‬وما بعده‪ ،‬وذلك في أعقاب االتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في‬ ‫ومن المتوقع انتعاش االقتصاد اإلير‬ ‫اني ونموه بوتير‬ ‫‪ 14‬يوليو‪/‬تموز ‪ .2015‬ومع رفع العقوبات واعادة اندماج إير‬ ‫ان في االقتصاد العالمي‪ ،‬فإن إضافة مليون برميل يومياً من النفط الخام ستؤثر‬ ‫في نهاية األمر على سوق النفط العالمية‪ ،‬مما سيؤدي إلى انخفاض أسعار النفط بنحو ‪ 13‬في المائة (إيانتشوفيتشينا‪ ،‬ديفار‬ ‫اجان‪ ،‬الكاتوس‪،‬‬ ‫ان‪ .‬ويمكن أن تعزز‬ ‫‪ .)2015‬وسيؤثر ذلك سلبا على االقتصاد الضعيف بالفعل في البلدان المصدر‬ ‫ة للنفط‪ ،‬لكنه سيؤثر بدرجة أقل على إير‬ ‫ان بما يفوق اآلثار السلبية لهبوط أسعار النفط (ديفار‬ ‫اجان‪ ،‬متقي‪.)2015 ،‬‬ ‫زيادة إنتاج النفط معدل النمو االقتصادي في إير‬ ‫ومن المتوقع أن يتدهور مركز المالية العامة واألرصدة الخارجية لهذه المجموعة من البلدان النامية المصدر‬ ‫ة للنفط عام ‪ 2015‬ليصل العجز‬ ‫إلى ‪ 10.3‬و‪ 8.4‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي على التوالي‪ .‬ويبرز ذلك في ليبيا حيث سيتجاوز عجز الموازنة ‪ 55‬في المائة من‬ ‫‪5‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫إجمالي الناتج المحلي ويبلغ عجز المعامالت الجارية ‪ 70‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪( 2015‬الجدول ‪ .)1-1‬وتشكل األجور‬ ‫والرواتب في ليبيا ‪ 60‬في المائة‪ ،‬ويشكل الدعم ربع إجمالي اإلنفاق الحكومي‪ .‬وفي حالة انحسار الص ا‬ ‫رعات وانتعاش أسعار النفط‪ ،‬فقد‬ ‫تشهد هذه البلدان تحسنا في أرصدة المالية العامة واألرصدة الخارجية عام ‪ 2016‬وما بعده‪.‬‬ ‫ة في البلدان المجاور‬ ‫ة‪ ،‬وبطء‬ ‫هابية‪ ،‬واآلثار غير المباشر‬ ‫ة للحروب الدائر‬ ‫وتتضرر البلدان المستوردة للنفط في المنطقة من جر‬ ‫اء الهجمات اإلر‬ ‫النمو في منط قة اليورو‪ ،‬واالحتماالت المجهولة على الصعيد السياسي‪ .‬وكان للتوتر‬ ‫ات األمنية وضعف الطلب الخارجي تأثير شديد الوطأة‬ ‫على النشاط االقتصادي في غالبية البلدان المستوردة للنفط بالمنطقة‪ .‬كما تأثر االستثمار األجنبي وقطاع السياحة بذلك (الشكل ‪-1‬‬ ‫‪.)5‬‬ ‫الشكل ‪ 5-1‬الوضع االقتصادي في البلدان المستوردة للنفط‬ ‫‪5‬‬ ‫نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي‪ ،‬بالنسبة المئوية‬ ‫‪20‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫النسبة المئوية للتغيُّر في أعداد السائحين الوافدين خالل الفترة‬ ‫ذاتها من العام الماضي‬ ‫‪10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫البلدان المستوردة للنفط‬ ‫أفريقيا‬ ‫‪North‬‬ ‫شمال‬ ‫‪Africa‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪Oil Importers‬‬ ‫‪-15‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫‪14Q1‬‬ ‫‪14Q2‬‬ ‫‪14Q3‬‬ ‫‪14Q4‬‬ ‫‪2015 YTD‬‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي ومنظمة السياحة العالمية‪ .‬يشير الحرف "‪ "e‬إلى التقدير‬ ‫ات و"‪ "p‬إلى التوقعات‪.‬‬ ‫اجع وتير‬ ‫ة النمو‬ ‫ار الركود فتر‬ ‫ة طويلة في منطقة اليورو‪ ،‬فمن المتوقع أن تتر‬ ‫ونتيجة للهجومين اإلر‬ ‫هابيين اللذين شهدتهما تونس واستمر‬ ‫االقتصادي عام ‪ .2015‬ومن المتوقع أيضا هبوط معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى ‪ 0.8‬في المائة مقابل ‪ 2.3‬في المائة‬ ‫العام الماضي‪ ،‬مع وجود مخاطر باستمر‬ ‫ار االنخفاض عام ‪ .2015‬ويشهد االقتصاد الفلسطيني انتعاشا حالياً بعد الكساد الذي أعقب‬ ‫ة النمو االقتصادي في لبنان واألردن بسبب اآلثار غير المباشر‬ ‫ة‬ ‫ات إلى تر‬ ‫اجع وتير‬ ‫الحرب في قطاع غز‬ ‫ة العام الماضي‪ .‬وتشير التقدير‬ ‫ات‪ .‬ويزداد عدد الالجئين الذين يدخلون هذين البلدين‪ ،‬حيث وصل إلى ‪1.1‬‬ ‫ة في سوريا والعر‬ ‫اق ونقص االستثمار‬ ‫للصر‬ ‫اعات الدائر‬ ‫و‪ 0.6‬مليون الجئ خالل سبتمبر‪/‬أيلول في لبنان واألردن على التوالي‪ ،‬مما يزيد الضغوط على حيز المالية العامة المضغوط‬ ‫بالفعل‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫وهناك بلدان فقط‪ ،‬هما مصر والمغرب‪ ،‬قد يشهدان انتعاشا في النمو خالل عام ‪ ،2015‬لكن مخاطر الهبوط ال تز‬ ‫ال قائمة‪ .‬وفي أعقاب‬ ‫اء‪ ،‬أقدم مجلس الوزر‬ ‫اء في مصر على االستقالة في أوائل سبتمبر‪/‬أيلول‪ .‬وقد يتم تغيير الحكومة الجديدة‪،‬‬ ‫توجيه تهم بالفساد لبعض الوزر‬ ‫اء االنتخابات البرلمانية‪ .‬وفي ظل سيناريو تعزيز الوضع األمني‬ ‫ى عقب إجر‬ ‫التي تم تعيينها في أواخر سبتمبر‪/‬أيلول‪ ،‬مر‬ ‫ة أخر‬ ‫ح معدل النمو في مصر حول ‪ 4‬في المائة عام ‪ 2015‬والعام الذي يليه‪ .‬أما اقتصاد المغرب‬ ‫واإلصالحات‪ ،‬فمن المتوقع أن يتر‬ ‫او‬ ‫فيعتمد بشدة على الزر‬ ‫اعة‪ ،‬وبالتالي يمكن أن يتأرجح معدل النمو بين االرتفاع والهبوط تبعاً لألحوال المناخية‪.‬‬ ‫ار بر‬ ‫امج اإلنفاق المالي الحالية‪ ،‬إلى إبقاء منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫وقد يؤدي استمر‬ ‫ار االنخفاض في أسعار النفط‪ ،‬مع استمر‬ ‫ة للنفط في المنطقة‪ ،‬السيما السعودية وليبيا‪ ،‬ال تز‬ ‫ال تستخدم احتياطياتها النقدية والصناديق السيادية‬ ‫على حافة الهاوية‪ .‬فبعض البلدان المصدر‬ ‫لتخفيف تأثير انخفاض أسعار النفط‪ .‬وفي ليبيا‪ ،‬من المتوقع هبوط احتياطيات النقد األجنبي ‪ 50‬في المائة عام ‪ 2015‬إلى نحو ‪ 50‬مليار‬ ‫الر‪ ،‬مقارنةً بما كانت عليه قبل عامين حيث كانت تتجاوز ‪ 100‬مليار دو‬ ‫الر‪ .‬وفي السعودية‪ ،‬من المتوقع انخفاض احتياطيات النقد‬ ‫دو‬ ‫ى في العام التالي‪ .‬ولكن حتى البلدان التي لديها احتياطيات ضخمة‬ ‫الر هذا العام و‪ 80‬مليار دو‬ ‫الر أخر‬ ‫األجنبي أكثر من ‪ 60‬مليار دو‬ ‫ع‬‫شهدت إيقاف بعض مشاريع االستكشاف والتنقيب الجديدة‪ .‬ففي يناير‪/‬كانون الثاني على سبيل المثال‪ ،‬أوقفت شركة رويال داتش شل مشرو‬ ‫اجع في أسعار النفط‪ .‬وفي نهاية المطاف سيضر هذا الوضع‪ ،‬إذا لم يتوقف‪،‬‬ ‫عانة للبتروكيماويات في قطر بسبب استمر‬ ‫ار التر‬ ‫الكر‬ ‫ى بالمنطقة‪.‬‬‫ببلدان المنطقة إذ أنه سيحد من قدرتها على االستثمار محلياً وفي البلدان األخر‬ ‫وتُعد االحتياجات االستثمارية لبلدان المنطقة ضخمة‪ ،‬وأدى نقص رؤوس األموال األجنبية أيضا إلى تفاقم الوضع‪ .‬وهناك تقدير‬ ‫ات تفيد أن‬ ‫ى في تطوير البنية التحتية‬ ‫ات دو‬ ‫الر أخر‬ ‫ة مليار‬ ‫الر‪ ،‬والى استثمار عشر‬ ‫ح بين ‪ 30‬و‪ 35‬مليار دو‬ ‫ات إضافية تتر‬ ‫او‬ ‫مصر تحتاج إلى استثمار‬ ‫ات دو‬ ‫الر سنويا لوضع االقتصاد‬ ‫خالل األعوام المقبلة‪ ،‬لكن ما تم التعهد به قليل للغاية‪ .‬ويحتاج األردن إلى استثمار‬ ‫ات تزيد على ‪ 6‬مليار‬ ‫على مسار لتحقيق معدل أعلى من النمو‪ ،‬وتتوقع تونس زيادة االستثمار‬ ‫ات بواقع ‪ 7‬نقاط مئوية إضافية من إجمالي الناتج المحلي خالل‬ ‫الر‬ ‫ات لتحديث حقولها النفطية من أجل‬ ‫ان بعد رفع العقوبات عنها إلى مئات المليا ا‬ ‫رت من الدو‬ ‫األعوام الخمسة القادمة‪ .‬وتحتاج إير‬ ‫إعادة اإلنتاج إلى مستوياته قبل فرض العقوبات‪.‬‬ ‫اجع حيز المالية العامة لبلدان المنطقة تر‬ ‫اجعا شديدا نتيجة النخفاض‬ ‫وتحتاج جميع البلدان النامية في المنطقة إلى موارد تمويلية‪ .‬فقد تر‬ ‫أسعار النفط وعدم تصحيح أوضاع المالية العامة‪ .‬ومن المتوقع أن يتحول إجمالي فائض الموازنة الذي وصل إلى حوالي ‪ 2‬في المائة من‬ ‫ى هذه‬‫إجمالي الناتج المحلي عام ‪ 2013‬إلى عجز بنسبة ‪ 9.2‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪ 2015‬في المنطقة ككل‪ .‬وتُعز‬ ‫النتيجة إلى الزيادة الحادة في عجز الموازنة بالبلدان المصدر‬ ‫ة للنفط وأغلبها هي دول مجلس التعاون الخليجي (الشكل ‪6-1‬أ)‪ .‬وللسبب ذاته‪،‬‬ ‫من المتوقع أن يتحول فائض الحساب الخارجي الذي حققته المنطقة في العامين الماضيين إلى عجز بنسبة تصل إلى ‪ 2.6‬في المائة من‬ ‫إجمالي الناتج المحلي عام ‪( 2015‬الشكل ‪6-1‬ب)‪ .‬وتتمثل األسباب الرئيسية لذلك في استمر‬ ‫ار انخفاض أسعار النفط الذي بدأ عام ‪2014‬‬ ‫وأدى إلى تقليص الفائض لدى مجموعة البلدان المصدر‬ ‫ة للنفط ‪ 50‬في المائة (انظر اإلطار ‪ ،)1-1‬وضعف االنتعاش االقتصادي في منطقة‬ ‫ات النفطية وغير النفطية‪ .‬فإذا عاودت أسعار النفط االرتفاع وانتعش الطلب‬ ‫اليورو والذي أدى إلى خفض الطلب الخارجي على الصادر‬ ‫الخارجي على الصادر‬ ‫ات‪ ،‬يمكن أن يتحسن المركز الخارجي للمنطقة عام ‪.2017‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫اجعا في وتير‬ ‫ة النمو‪ ،‬وتصاعدا في‬ ‫ات الربيع العربي التي بدأت في أواخر عام ‪ ،2010‬ال تز‬ ‫ال المنطقة تشهد تر‬ ‫وخالصة القول أنه منذ ثور‬ ‫حدة الصر‬ ‫اعات العنيفة والحروب األهلية‪ ،‬وفي عهد أقرب ضغوطا شديدة على الموازنة بسبب انخفاض أسعار النفط‪ .‬وفي القسم التالي‪،‬‬ ‫نتناول كيف وصلت المنطقة إلى هذه الحالة‪ .‬وسنبحث بشكل خاص ما إذا كانت التفاوتات أو غير‬ ‫ها من العوامل قد أسهمت في‬ ‫اعات طالت أنحاء كثير‬ ‫ة من المنطقة‪.‬‬ ‫اندالع االنتفاضات خالل الفتر‬ ‫ة ‪ 2011-2010‬وما أعقبها من صر‬ ‫الشكل ‪ 6-1‬مركز المالية العامة والمركز الخارجي للمنطقة‬ ‫‪ 6-1‬ب رصيد المعامالت الجارية‪،‬كنسبة من إجمالي‬ ‫‪ 6-1‬أ رصيد المالية العامة‪،‬كنسبة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫الناتج المحلي‬ ‫‪15‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪-10‬‬ ‫‪ Oil Exporters‬البلدان النامية في‬ ‫‪MENA‬‬ ‫في‬ ‫البلدان النامية‬ ‫‪Developing‬‬ ‫‪Oil Exporters‬‬ ‫‪GCC‬‬ ‫الشرق‬ ‫منطقة‬ ‫‪MENA‬‬ ‫‪Developing‬‬ ‫البلدان‬ ‫‪GCC‬‬‫دول مجلس‬ ‫الشرق‬ ‫منطقة‬ ‫منطقة الشرق‬ ‫البلدان‬ ‫دول مجلس‬ ‫األوسط وشمال‬ ‫منطقة الشرق‬ ‫األوسط وشمال‬ ‫‪MENA‬‬ ‫وشمال‬ ‫األوسط‬ ‫‪ countries‬المصدرة للنفط‬ ‫التعاون الخليجي‬ ‫‪MENA‬‬ ‫وشمال‬ ‫األوسط‬ ‫المصدرة للنفط‬ ‫‪countries‬‬ ‫التعاون الخليجي‬ ‫أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪ .‬يشير الحرف "‪ "e‬إلى التقدير‬ ‫ات و"‪ "p‬إلى التوقعات‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫اإلطار ‪ 1-1‬تأثير اضطر‬ ‫اب األسواق الناشئة على بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫ى‪ ،‬إلى خفض‬ ‫اق المالية في الصين‪ ،‬وما تبعها من آثار غير مباشر‬ ‫ة على األسواق الناشئة األخر‬ ‫ابات األخير‬ ‫ة في سوق األور‬ ‫أدت االضطر‬ ‫آفاق النمو االقتصادي لهذه البلدان‪ .‬وباستثناء بلدان شرق أوروبا المرتبطة باالتحاد األوروبي الذي يشه انتعاشا بطيئا والهند‪ ،‬بدأت بلدان‬ ‫األسواق الناشئة المتوسطة الدخل في تعديل توقعاتها للنمو بالخفض‪ .‬كما أثَّر بطء النمو في الصين وضعف االنتعاش االقتصادي في‬ ‫ان‪ .‬ويمكن لالضطر‬ ‫ابات في‬ ‫أوروبا والو‬ ‫اليات المتحدة على أسواق السلع األولية‪ ،‬السيما أسعار النفط التي تواصل االنخفاض منذ يونيو‪/‬حزير‬ ‫األسواق الناشئة أن توثر على بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا من خالل قنوات عديدة‪ ،‬وان كان بطرق مختلفة‪.‬‬ ‫الً‪ ،‬ستتوقف االستدامة المالية لبر‬ ‫امج اإلنفاق العام الحالية‪ ،‬بما فيها الدعم‪،‬‬ ‫البلدان الخليجية‪ .‬تتأثر هذه البلدان من خالل قناتين اثنتين‪ :‬أو‬ ‫بدرجة كبير‬ ‫ة على المدة التي سيستمر عليها االنخفاض في أسعار النفط‪ .‬وباستثناء الكويت‪ ،‬فإن دول مجلس التعاون الخليجي قد بلغت‬ ‫ي إما استخدام االحتياطيات النقدية‬‫بالفعل أسعار التعادل ألرصدة الموازنات العامة وحسابات المعامالت الجارية‪ ،‬وهو ما يعني أنه يجر‬ ‫وأموال الصناديق السيادية أو أن الدين العام آخذ في التر‬ ‫اكم‪ .‬واذا بقيت أسعار النفط عند مستوياتها الحالية‪ ،‬فإن البحرين وسلطنة عمان‬ ‫وحتى السعودية ستستنفد احتياطياتها في بضع سنوات ما لم يتم تقليص اإلنفاق العام‪ .‬وثانياً‪ ،‬يمكن أن يتأثر تقييم صناديق الثروة السيادية‬ ‫ار الو‬ ‫اليات المتحدة رفع أسعار الفائدة‪ ،‬وما يصاحبه من تأثير على أسعار السندات ‪.‬‬ ‫واالحتياطيات بقر‬ ‫بلدان المشرق العربي‪ .‬سينتقل التأثير الرئيسي لالضطر‬ ‫ابات في األسواق الناشئة من خالل قناتين اثنتين‪ ،‬هما أسعار النفط والتمويل‬ ‫الخارجي‪ .‬واألولى هي األهم ألن األسواق المالية في بلدان المشرق العربي ليست مندمجة بشكل كامل في األسواق المالية العالمية‪ .‬ومن‬ ‫اق وسوريا‪ ،‬والى حد ما على إير‬ ‫ان‪ ،‬وأن يؤدي إلى اتساع الفجوات التمويلية‬ ‫المتوقع أن يؤثر انخفاض أسعار النفط بدرجة كبير‬ ‫ة على العر‬ ‫ان المدفوعات)‪ .‬وبالنسبة إلير‬ ‫ان‪ ،‬سيظل رفع العقوبات هو المحرك الرئيسي لالقتصاد خالل‬ ‫لهذه البلدان (على صعيد الموازنة العامة وميز‬ ‫غم كونه أحد البلدان المستوردة للنفط (انظر الفقر‬ ‫ة التالية)‪ ،‬بانخفاض أسعار النفط‬ ‫السنوات القليلة القادمة‪ .‬ويمكن أن يتأثر األردن سلبا‪ ،‬ر‬ ‫اجع المنح والتحويالت التي تأتي من دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬وهناك أيضا آثار إيجابية متوقعة‪ :‬انخفاض أسعار‬ ‫نظ اً‬ ‫ر الحتمالية تر‬ ‫ان المدفوعات ومركز المالية‬ ‫هما من مستوردي النفط)‪ .‬إذ أن ذلك سيؤدي إلى تحسين ميز‬ ‫النفط أمر جيد ٍ‬ ‫لكل من لبنان واألردن (باعتبار‬ ‫ة الدعم الكبير‬ ‫ة ستنخفض)‪ ،‬وسيساعد في زيادة صافي الدخل المتاح لإلنفاق لدى المستهلكين‪.‬‬ ‫العامة لكال البلدين (خاصةً لبنان ألن فاتور‬ ‫بلدان المغرب العربي‪ .‬تتسم جميع بلدان المغرب العربي األربعة بضعف ارتباطها ببقية دول العالم‪ ،‬باستثناء تصدير النفط والغاز (الج ا‬ ‫زئر‬ ‫وليبيا) والسياحة والتحويالت (المغرب وتونس)‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ففي ظل الضوابط المفروضة على رؤوس األموال وعدم تطور أسواق األور‬ ‫اق‬ ‫المالية‪ ،‬تكون جميع البلدان األربعة محمية نسبياً من االضطر‬ ‫ابات وانتقال األزمات المالية العالمية إليها في المدى القصير‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫اجع الصادر‬ ‫ات غير النفطية‬ ‫ة النمو في الصين وغير‬ ‫ها من األسواق الناشئة إلى إضعاف الطلب العالمي‪ ،‬ومن ثم تر‬ ‫سيؤدي تر‬ ‫اجع وتير‬ ‫لبلدان المغرب العربي‪ .‬وثانياً‪ ،‬سيفضي انخفاض قيمة العملة في الصين وغير‬ ‫ها من بلدان األسواق الناشئة إلى تعزيز قدرتها التنافسية‪ ،‬مما‬ ‫يضع منتجات بلدان المغرب العربي في وضع سيء من حيث األسعار في أسواق أطر‬ ‫اف ثالثة‪ .‬وثالثاً‪ ،‬إذا أدى الركود في األسواق الناشئة‬ ‫ة لكنها متباينة على بلدان المغرب العربي المستوردة والمصدر‬ ‫ة للنفط‪ .‬فيمكن أن يجني‬ ‫إلى زيادة هبوط األسعار‪ ،‬سيكون لذلك عواقب كبير‬ ‫المغرب وتونس منافع أكبر من انخفاض أسعار النفط‪ ،‬وهو ما سيحس‬ ‫ِّن من وضع حساب المعامالت الجارية لديهما من خالل انخفاض‬ ‫اجع تكلفة دعم الوقود‪ .‬وسيتضرر اقتصاد كل من الجز‬ ‫ائر وليبيا بدرجة أشد عند حدوث‬ ‫فواتير االستير‬ ‫اد‪ ،‬وحساب المالية العامة مع تر‬ ‫ة من إير‬ ‫ادات الموازنة ‪.‬‬ ‫هبوط جديد في أسعار النفط الذي يشكل أكثر من ‪ 95‬في المائة من إجمالي الصادر‬ ‫ات في البلدين ونسبة كبير‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الجدول ‪ 1-1‬آفاق االقتصاد الكلي‬ ‫رصيد حساب المعامالت الجارية‪ ،‬كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫رصيد المالية العامة‪ ،‬كنسبة مئوية من إجمالي الناتج‬ ‫نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي‪ ،‬نسبة مئوية‬ ‫‪2017p‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫المحلي‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2017p‬‬ ‫‪2016p‬‬ ‫‪2015e‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪-1.3‬‬ ‫‪-2.6‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪9.0‬‬ ‫‪-4.5‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪-9.2‬‬ ‫‪-2.4‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪-6.0‬‬ ‫‪-7.7‬‬ ‫‪-4.7‬‬ ‫‪-2.4‬‬ ‫‪-4.0‬‬ ‫‪-5.8‬‬ ‫‪-9.1‬‬ ‫‪-6.6‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫البلدان النامية بمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪8.5‬‬ ‫‪14.5‬‬ ‫‪-3.9‬‬ ‫‪-5.6‬‬ ‫‪-9.8‬‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫ة للنفط‬ ‫البلدان المصدر‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪15.1‬‬ ‫‪21.7‬‬ ‫‪-5.1‬‬ ‫‪-6.0‬‬ ‫‪-9.4‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪-2.1‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫‪-6.2‬‬ ‫‪-6.1‬‬ ‫‪-9.9‬‬ ‫‪-5.7‬‬ ‫‪-4.3‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫‪5.3‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪14.0‬‬ ‫‪13.8‬‬ ‫‪12.9‬‬ ‫‪31.9‬‬ ‫‪41.2‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪17.2‬‬ ‫‪34.2‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪-10.8‬‬ ‫‪-9.6‬‬ ‫‪-1.8‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪-10.1‬‬ ‫‪-11.1‬‬ ‫‪-12.9‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫عمان‬ ‫ُ‬ ‫‪5.3‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪30.7‬‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪-3.5‬‬ ‫‪1.4‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪14.3‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪6.3‬‬ ‫قطر‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪10.7‬‬ ‫‪18.2‬‬ ‫‪-11.5‬‬ ‫‪-12.6‬‬ ‫‪-19.5‬‬ ‫‪-3.9‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫‪6.3‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪13.7‬‬ ‫‪18.5‬‬ ‫‪1.8‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪-2.9‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫ات العربية المتحدة‬‫اإلمار‬ ‫‪-2.2‬‬ ‫‪-5.3‬‬ ‫‪-8.4‬‬ ‫‪-2.8‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪-1.9‬‬ ‫‪-5.0‬‬ ‫‪-10.3‬‬ ‫‪-5.8‬‬ ‫‪-3.1‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫ة للنفط‬‫البلدان النامية المصدر‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪-18.9‬‬ ‫‪-69.3‬‬ ‫‪-49.9‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫‪16.3‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪-55.2‬‬ ‫‪-43.3‬‬ ‫‪-4.0‬‬ ‫‪16.6‬‬ ‫‪34.8‬‬ ‫‪2.9‬‬ ‫‪-24.0‬‬ ‫‪-13.6‬‬ ‫ليبيا‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫‪-1.7‬‬ ‫‪-2.9‬‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫‪-5.3‬‬ ‫‪-6.9‬‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫…‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪4.8‬‬ ‫اليمنية‬ ‫‪-13.1‬‬ ‫‪-13.8‬‬ ‫‪-15.0‬‬ ‫‪-4.2‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪-6.4‬‬ ‫‪-9.4‬‬ ‫‪-11.5‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫ائر‬‫الجز‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪-0.3‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪-0.6‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪-2.6‬‬ ‫‪-1.2‬‬ ‫‪-0.9‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪4.3‬‬ ‫‪-1.9‬‬ ‫ان اإلسالمية‬‫جمهورية إير‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪-4.8‬‬ ‫‪-7.3‬‬ ‫‪-3.1‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪-2.8‬‬ ‫‪-8.9‬‬ ‫‪-16.2‬‬ ‫‪-5.3‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪-2.4‬‬ ‫‪8.4‬‬ ‫اق‬‫العر‬ ‫‪-10.4‬‬ ‫‪-16.1‬‬ ‫‪-12.7‬‬ ‫‪-17.8‬‬ ‫‪-14.7‬‬ ‫‪-18.7‬‬ ‫‪-17.3‬‬ ‫‪-21.8‬‬ ‫‪-22.3‬‬ ‫‪-18.5‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪10.1‬‬ ‫‪-15.8‬‬ ‫‪-18.0‬‬ ‫‪-20.6‬‬ ‫الجمهورية العربية السورية‬ ‫‪-5.7‬‬ ‫‪-6.6‬‬ ‫‪-7.0‬‬ ‫‪-6.8‬‬ ‫‪-7.5‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪-6.5‬‬ ‫‪-7.9‬‬ ‫‪-7.5‬‬ ‫‪-8.9‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫البلدان المستوردة للنفط‬ ‫‪-2.7‬‬ ‫‪-3.3‬‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫‪-0.8‬‬ ‫‪-2.3‬‬ ‫‪-9.4‬‬ ‫‪-10.5‬‬ ‫‪-11.5‬‬ ‫‪-12.8‬‬ ‫‪-13.7‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫جمهورية مصر العربية‬ ‫‪-6.9‬‬ ‫‪-7.8‬‬ ‫‪-8.4‬‬ ‫‪-8.8‬‬ ‫‪-8.3‬‬ ‫‪-3.3‬‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪-6.3‬‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪-6.2‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫تونس‬ ‫‪-13.4‬‬ ‫‪-21.8‬‬ ‫‪-27.7‬‬ ‫‪-27.4‬‬ ‫‪-23.3‬‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫‪-12.5‬‬ ‫‪-14.1‬‬ ‫‪-12.0‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪-6.3‬‬ ‫‪-6.8‬‬ ‫‪-7.1‬‬ ‫‪-6.8‬‬ ‫‪-10.3‬‬ ‫‪-2.0‬‬ ‫‪-2.8‬‬ ‫‪-4.1‬‬ ‫‪-9.1‬‬ ‫‪-11.4‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪2.8‬‬ ‫األردن‬ ‫‪-20.2‬‬ ‫‪-21.9‬‬ ‫‪-21.2‬‬ ‫‪-26.7‬‬ ‫‪-26.6‬‬ ‫‪-9.8‬‬ ‫‪-7.0‬‬ ‫‪-7.2‬‬ ‫‪-6.6‬‬ ‫‪-9.4‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫‪-4.5‬‬ ‫‪-4.8‬‬ ‫‪-5.9‬‬ ‫‪-7.5‬‬ ‫‪-3.0‬‬ ‫‪-3.7‬‬ ‫‪-4.6‬‬ ‫‪-4.9‬‬ ‫‪-5.6‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪4.7‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪-12.4‬‬ ‫‪-12.0‬‬ ‫‪-11.1‬‬ ‫‪-10.9‬‬ ‫‪-19.1‬‬ ‫‪-10.6‬‬ ‫‪-11.2‬‬ ‫‪-11.8‬‬ ‫‪-12.4‬‬ ‫‪-12.6‬‬ ‫‪3.7‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪-0.3‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫الضفة الغربية وقطاع غز‬ ‫ة‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫التفاوتات واالنتفاضات والصر‬ ‫اع في العالم العربي‬ ‫مقدمة‬ ‫غ هدفي البنك الدولي المتمثلين في إنهاء الفقر‬ ‫تمثل منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا لغز‬ ‫ا‪ .‬فالمنطقة كانت تحقق تقدما مطردا نحو بلو‬ ‫اء المنخفضة بالفعل آخذةً في التر‬ ‫اجع في جميع البلدان باستثناء اليمن (الشكل ‪،1-2‬‬ ‫المدقع وتعزيز الرخاء المشترك‪ .‬وكانت نسبة الفقر‬ ‫َّ‬ ‫المعدل على‬ ‫المرفق الجدول ‪ .)1-2‬كما كانت مستويات الدخل ألفقر ‪ 40‬في المائة من السكان‪ ،‬التي تم قياسها بنصيب الفرد من اإلنفاق‬ ‫ع من متوسط اإلنفاق في معظم البلدان العربية التي توف‬ ‫ّرت معلومات عنها (الشكل‬ ‫ائية عام ‪ ،2005‬تنمو بوتير‬ ‫ة أسر‬ ‫أساس تعادل القوة الشر‬ ‫‪ .)1-2‬وفي الواقع‪ ،‬فإن نسبة اإلنفاق ألفقر ‪ 40‬في المائة من السكان إلى متوسط اإلنفاق كانت أعلى من جميع المناطق باستثناء‬ ‫منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي (الشكل ‪.)1-2‬‬ ‫ولم تحقق المنطقة فقط األهداف اإلنمائية لأللفية المتعلقة بالفقر واتاحة الحصول على خدمات البنية التحتية (السيما مياه الشرب والصرف‬ ‫ع وخفض وفيات األطفال واألمهات وزيادة معدالت‬ ‫الصحي‪ ،‬واالتصال باإلنترنت)‪ ،‬بل قطعت أيضا خطوات كبير‬ ‫ة نحو الحد من الجو‬ ‫اجع انعدام تكافؤ الفرص في بعض البلدان وفقا للشواهد في در‬ ‫اسة حسين (‪.)2011‬‬ ‫االلتحاق بالمدارس (إقبال وكيندربيوجو‪ .)2015 ،‬وتر‬ ‫ح‬ ‫ة وظل يتر‬ ‫او‬ ‫وأخير‬ ‫ا‪ ،‬لم يتفاقم التفاوت في اإلنفاق‪ ،‬كما تم قياسه بمؤشر جيني‪ ،‬في معظم بلدان المنطقة خالل السنوات األخير‬ ‫من المستوى المنخفض إلى المتوسط وفقا للمعايير الدولية (الشكل ‪ ،2-2‬المرفق الجدول ‪.)1-2‬‬ ‫ة‬ ‫ات في ٍ‬ ‫كل من تونس ومصر واليمن وليبيا‪ ،‬وحدث تمرد أدى إلى حرب أهلية في سوريا مستمر‬ ‫لكن بدءاً من أواخر عام ‪ ،2010‬اندلعت ثور‬ ‫ة‪ .‬وقد فاجأت أحداث الربيع العربي العالم‪ .‬فمؤشر‬ ‫ات التنمية‬ ‫ى كثير‬ ‫منذ مدة طويلة‪ ،‬وز‬ ‫اد االستياء الشعبي على نطاق واسع في بلدان أخر‬ ‫القياسية عجزت عن رصد انفجار الغضب الشعبي أو التنبؤ به خالل ربيع عام ‪ .2011‬وبالتالي‪ ،‬فما الذي يفس‬ ‫ِّر هذه المعضلة التي نشير‬ ‫ر مما تشير إليه بيانات إنفاق األسر المعيشية؟ أم هل‬ ‫إليها باسم ’لغز التفاوتات في العالم العربي’؟ هل كان التفاوت االقتصادي أعلى كثي ا‬ ‫ى بخالف التفاوت االقتصادي‪ ،‬مثل تدهور نوعية الحياة بشكل عام‪ ،‬أو تنامي الفساد‪ ،‬أو انعدام‬‫كانت المظالم مرتبطة بعوامل أخر‬ ‫الحرية؟‬ ‫الت تظهر في أبحاث جديدة حول التفاوت النقدي (حسين‪2015 ،‬؛ فان دي فايدى وآخرون ‪2015‬أ‪،‬‬ ‫بدأت اإلجابات على هذه التساؤ‬ ‫اؤها في إطار در‬ ‫اسة شاملة‬ ‫ي وآخرون‪ )2015 ،‬والتي تم إجر‬ ‫‪2015‬ب؛ يوهانسن‪ )2015 ،‬والرفاه الشخصي في المنطقة (أر‬ ‫امباتز‬ ‫عن التفاوت االقتصادي واالنتفاضات والصر‬ ‫اع في العالم العربي (إيانتشوفيتشينا وآخرون‪ .)2015 ،‬ويلخص هذا الجز‬ ‫ء من تقرير‬ ‫ح إجابة ممكنة‬‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا النتائج الرئيسية التي خلصت إليها هذه األبحاث الجديدة‪ ،‬ويقتر‬ ‫على لغز غياب المساواة في العالم العربي‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ :1-2‬معدالت الفقر ونمو اإلنفاق لدى أفقر ‪ 40‬في المائة من السكان‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مصر‬ ‫‪Egypt,‬‬ ‫‪Arab‬‬ ‫ر‬ ‫اق‬ ‫الع‬ ‫‪Iraq‬‬ ‫ردن‬ ‫األ‬ ‫‪Jordan‬‬ ‫تونس‬ ‫الفلسطينية‬ ‫‪Tunisia‬‬ ‫اضي‬ ‫األر‬ ‫‪Palestinian‬‬ ‫اإلسالمية‬ ‫‪Iran,‬‬ ‫جمهورية إيران‪Islamic‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪Rep.‬‬ ‫‪territories‬‬ ‫‪Rep.‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫نسبة الفقراء (الذين‬ ‫نسبة الفقراء (الذين‬ ‫نمو الدخل‪ :‬أفقر ‪40‬‬ ‫‪Income Growth: Bottom 40%‬‬ ‫نمو الدخل‪ :‬إجمالي‬ ‫‪Income Growth: Total Population‬‬ ‫يعيشون على‬ ‫يعيشون على‬ ‫في المائة من السكان‬ ‫السكان‬ ‫‪ 1.25‬دوالر للفرد‬ ‫‪.‬دوالرين للفرد في‬ ‫في اليوم)‬ ‫اليوم)‬ ‫نسبة نمو أفقر ‪ 40‬في المائة من السكان إلى متوسط النمو‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1.0‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪0.0‬‬ ‫أمريكا‬ ‫‪LAC‬‬ ‫‪MENA‬‬ ‫الشرق‬ ‫‪ECA‬‬ ‫أوروبا‬ ‫جنوب‬ ‫‪SA‬‬ ‫‪EAP‬‬ ‫أفريقيا ‪ SSA‬شرق آسيا‬ ‫الالتينية‬ ‫األوسط‬ ‫وآسيا‬ ‫آسيا‬ ‫والمحيط‬ ‫جنوب‬ ‫والبحر‬ ‫وشمال‬ ‫الوسطى‬ ‫الهادئ‬ ‫الصحراء‬ ‫الكاريبي‬ ‫أفريقيا‬ ‫ح االستقصائية لألسر المعيشية والبنك الدولي‪ ،‬قاعدة البيانات العالمية عن الرخاء المشترك‬‫المصدر‪ :‬بيانات المسو‬ ‫‪13‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ :2-2‬التفاوتات – بمرور الوقت وفي مختلف أنحاء العالم‬ ‫مؤشر جيني‬ ‫العام (تقريبي)‬ ‫بقية العالم‬ ‫بلدان المنطقة‬ ‫المصدر‪ :‬البيانات المستخدمة فياللنروميالنوفيتش (‪)2013, PRWP 6719‬‬ ‫ات في مقاييس التفاوت النقدي‪ ،‬والتي تفتقر بشدة إلى الدقة‪ ،‬لن تؤدي على األرجح إلى وقف هذا النمط‬ ‫ُّ‬ ‫بالتحيز‬ ‫ى أن التعديالت الخاصة‬‫ونر‬ ‫اجع بالمنطقة‪ُ .‬‬ ‫ويعد التفاوت في الثروة أكبر‪ ،‬لكن قياسه أصعب من قياس التفاوت في اإلنفاق‬ ‫من تفاوت اإلنفاق المنخفض واآلخذ في التر‬ ‫ها من‬ ‫أو الدخل‪ .‬وكما نوضح أدناه‪ ،‬فإن ُّ‬ ‫تركز الثروة في الشركات المطروحة أسهمها للتداول العام ال يبدو أنه أعلى في المنطقة عن غير‬ ‫غم أن أكبر الشركات في العالم العربي إما شركات خاصة أو مملوكة للدولة‪ .‬وهناك أيضا عدد ضئيل للغاية من الشركات‬‫مناطق العالم‪ ،‬ر‬ ‫الت غير رسمية وصغير‬ ‫ة (شيفباور وآخرون ‪2015).‬‬ ‫الكبير‬ ‫ة ألن معظم الشركات ماز‬ ‫عا بهذا العالم وشعرت الطبقة الوسطى بشكل خاص باإلحباط‪ .‬وتؤيد مقاييس الرفاه الشخصي ومحددات مستوى‬‫ومع ذلك‪ ،‬ضاق الناس ذر‬ ‫اجعا حادا في درجات مستوى الرضا عن الحياة قبيل اندالع ثور‬ ‫ات الربيع العربي‪ ،‬السيما لدى‬ ‫الرضا عن الحياة هذه الفرضية‪ .‬إذ تُظهر تر‬ ‫اجع تصور‬ ‫ات بتردي مستويات المعيشة وارتباط ذلك بنقص الوظائف في القطاع الرسمي‪ ،‬وعدم الرضا‬ ‫الطبقة الوسطى‪ .‬وقد عكس هذا التر‬ ‫عن الخدمات العامة‪ ،‬ومساءلة الحكومة‪ .‬وكان المواطن العادي يشعر باإلحباط لعدم تمكنه من المشاركة في الرخاء الذي تحققه المجموعة‬ ‫ة نسبيا من الشركات العربية الكبير‬ ‫ة الناجحة‪ .‬وسعى المواطنون جاهدين إلى التغلب على ذلك من خالل الكد في العمل‪ .‬وما يعكس‬ ‫الصغير‬ ‫تناقص المنفعة الحدية أن نظام الدعم واسع النطاق لم يتمكن من تعويض كل هذه المشكالت‪ ،‬فالدعم كان يهتم برفاه الطبقة الوسطى بدرجة‬ ‫يعد العقد االجتماعي إلعادة التوزيع ناجحا مع اختفاء أصوات المواطنين‪ .‬فالطبقة الوسطى‬ ‫أقل من اهتمامه برفاه الفقر‬ ‫اء والضعفاء‪ .‬ولم َ‬ ‫ع وتتوفر لها فرص حقيقية وتتمكن من إعمال المساءلة‪.‬‬ ‫ادت ما هو أكثر‪ ،‬أر‬ ‫ادت أن يكون لها صوت مسمو‬ ‫أر‬ ‫واذا لم يستطع التفاوت النقدي تفسير حدوث الربيع العربي‪ ،‬فهل يمكنه تسليط الضوء على تبعاته؟ منذ عام ‪ ،2011‬اندلعت حروب أهلية‬ ‫اق وسوريا‪ .‬وبخالف‬ ‫هابية‪ ،‬وسيطرت جماعات عنيفة متطرفة مثل داعش على أج ا‬ ‫زء من العر‬ ‫في أربعة بلدان‪ ،‬وتصاعدت وتير‬ ‫ة الحوادث اإلر‬ ‫التفاوت االقتصادي في حد ذاته‪ ،‬نجد أن عدم المساواة فيما بين الفئات (العرقية و‪/‬أو الطائفية) وعالقته بالتفاوت المكاني ربما‬ ‫ايد انتشار الصر‬ ‫اع والتطرف بالمنطقة‪.‬‬ ‫لعبا دو ا‬ ‫ر في تز‬ ‫‪14‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫هل التفاوت االقتصادي في البلدان العربية مرتفعا؟‬ ‫وضعت انتفاضات الربيع العربي قضايا اإلنصاف واالحتواء في مقدمة االهتمام العام‪ .‬وأثارت حالة مصر بوجه خاص اهتماما كبي ا‬ ‫ر ألنه تم‬ ‫اء اندالع الثور‬ ‫ة المصرية (هالسني وفيرمي‪2013 ،‬؛ نيمه‪2013 ،‬؛ نكوبي وأنيانوو‪،‬‬ ‫االستشهاد بالتفاوت في الدخل على أنه أحد العوامل ور‬ ‫ة ارتباط التفاوت في الدخل بالعنف السياسي والثور‬ ‫ات ليست جديدة ويمكن إرجاعها إلى العصور القديمة‬ ‫‪2012‬؛ أوسبورن‪ .)2011 ،‬وفكر‬ ‫حيث تنبأ فالسفة االجتماع بأن التفاوت االقتصادي هو أحد األسباب األساسية للقالقل المدنية (مولر‪ .)1985 ،‬وهناك إقر‬ ‫ار حاليا بأن‬ ‫ار السياسي‪ ،‬وهو ما يمكن أن يعيق بدور‬ ‫ه االستثمار‬ ‫زيادة التفاوت في الدخل يعود بالضرر على التوافق االجتماعي واالستقر‬ ‫ي وآخرون‪ ،)2014 ،‬وبأن التسامح مع هذا التفاوت يختلف بمرور الوقت ومن‬ ‫والنمو المستدام و ُّ‬ ‫التقدم في التنمية البشرية (أوستر‬ ‫بلد آلخر (هيرشمان وروثشيلد‪.)1973 ،‬‬ ‫ويعد قياس التفاوت االقتصادي مهمة صعبة السيما في البلدان النامية حيث ال تتوف‬ ‫ّر بشكل عام معلومات إدارية شاملة عن الدخل والثروة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ح األسر المعيشية التي يشوبها العديد من العيوب المعروفة‪ .‬وبخالف الصعوبة في ُّ‬ ‫تذكر المعلومات‬ ‫وتستند مقاييس التفاوت غالباً إلى مسو‬ ‫المتعلقة بالدخل والثروة بشكل صحيح‪ ،‬فإن المشاركين في المسح قد يذكرون النفقات بأقل من قيمتها الحقيقية أو يتركون عمداً ما يحققونه‬ ‫ح عادة عددا ضئيال من األفر‬ ‫اد الموجودين في قمة‬ ‫من دخل وثروات من خالل أنشطة غير قانونية أو غير رسمية‪ .‬كما تشمل هذه المسو‬ ‫الء ضمن "الواحد في المائة" على قمة هرم الدخل (ألفار‬ ‫ادو‪،‬‬ ‫غم من أن تقدير التفاوت يستلزم التسجيل الدقيق لهؤ‬‫توزيع الدخل‪ ،‬على الر‬ ‫ح األسر‬‫‪ .)2011‬وفي منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬تتفاقم هذه الصعوبات بسبب ضعف إمكانية االطالع على مسو‬ ‫المعيشية‪.‬‬ ‫ح األسر‬ ‫ابة في قلة عدد الدر‬ ‫اسات التي تركزت على التفاوت االقتصادي في البلدان العربية‪ .‬فعدم إمكانية االطالع على مسو‬ ‫ولذلك‪ ،‬ال غر‬ ‫اء تحليل مقارن بين البلدان بشأن التفاوت في اإلنفاق بالمنطقة‪ .‬وهناك در‬ ‫اسة أعدها‬ ‫المعيشية والمقارنة فيما بينها قد فرضا قيودا على إجر‬ ‫مؤخ ا‬ ‫ر حسين (‪ )2015‬تمأل هذه الفجوة وتقدم مقارنة متعمقة للتفاوت في اإلنفاق فيما بين ‪ 11‬بلدا بالمنطقة‪ ،‬وذلك باستخدام‬ ‫اسات تجميعية لإلنفاق االستهالكي‪ ،‬مع مر‬ ‫اعاة االختالفات‬ ‫بيانات جزئية منس‬ ‫َّقة مأخوذة من ‪ 18‬مسحا لألسر المعيشية وثالث در‬ ‫الزمنية‪ ،‬وأحيانا االختالفات داخل البلدان‪ ،‬في مستوى المعيشة‪.‬‬ ‫وتؤكد د ا‬ ‫رسة حسين (‪ )2015‬االنخفاض النسبي في مستويات التفاوت في اإلنفاق بالمنطقة (الشكل ‪ ،)3-2‬لكنها تخلص إلى أن تغطية‬ ‫ي لها تأثير ملموس على مقاييس جيني للتفاوت‪ .‬ويكون مؤشر جيني المستند إلى اإلنفاق على المواد الغذائية وغير‬‫بنود االنفاق األسر‬ ‫الغذائية أعلى في المتوسط بواقع ‪ 4.2‬نقطة من مؤشر جيني المستند إلى اإلنفاق على المواد الغذائية وحدها‪ ،‬حيث أن إضافة‬ ‫اإلنفاق على السلع المعمر‬ ‫ة واإلسكان يزيد المؤشر نصف نقطة تقريبا‪.‬‬ ‫ة متباينة عن التفاوت في اإلنفاق بالمنطقة من التحليل الوارد في در‬ ‫اسة حسين (‪ .)2015‬فال توجد أي أنماط ملموسة في تطور‬ ‫وتنشأ صور‬ ‫التفاوت بمرور الوقت وبالنسبة إلى متوسط الرفاه‪ .‬فمع مرور الوقت‪ ،‬تر‬ ‫اجع إجمالي التفاوت في اإلنفاق في مصر واألردن وتونس‬ ‫‪15‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫اد في سوريا واألر‬ ‫اضي الفلسطينية وجيبوتي واليمن‪ ،‬لكن مؤشر جيني ظل معتدال في المنطقة ككل عند ‪ 0.385‬في المتوسط‬ ‫وز‬ ‫(الشكل ‪.)3-2‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬بدا أنه ال توجد عالقة بين التفاوت في اإلنفاق وبين متوسط نصيب الفرد من النفقات‪ ،‬أو الرفاه‪ .‬فقد ز‬ ‫اد التفاوت في اإلنفاق‬ ‫اجعا في مصر‪ ،‬فيما كان هناك تحس‬ ‫ُّن في مستوى الرفاه مع حدوث‬ ‫ومتوسط نصيب الفرد من النفقات في سوريا واألر‬ ‫اضي الفلسطينية وتر‬ ‫اجع في التفاوت بكل من األردن وتونس‪ ،‬ولوحظ عكس ذلك في اليمن وجيبوتي (الشكل ‪ .)4-2‬ولذلك‪ّ ،‬‬ ‫تعمق نمط انخفاض الدخل‬ ‫تر‬ ‫وارتفاع التفاوت في جيبوتي واليمن؛ وتم تقاسم ثمار النمو على نطاق أوسع في األردن وتونس‪ ،‬لكن ليس في سوريا واألر‬ ‫اضي‬ ‫الفلسطينية؛ وانكمش اإلنفاق بالقيمة الحقيقية في مصر لكن معظم العبء وقع على األفر‬ ‫اد األعلى دخال‪.‬‬ ‫ح األسر المعيشية‪ ،‬فإن هناك مواطن ضعف معروفة تشوب تقييم مدى التفاوت االقتصادي‬‫واستناداً إلى بيانات اإلنفاق المأخوذة من مسو‬ ‫والرخاء المشترك‪ .‬فقد يتم تقدير التفاوت في اإلنفاق بأقل من الواقع نظ اً‬ ‫ر لميل من هم على قمة هرم توزيع الدخل إلى أن يتم تمثيلهم بشكل‬ ‫منقوص (أتكينسون وآخرون‪ .)2011 ،‬ولهذا السبب‪ ،‬يستخدم المحللون البيانات اإلدارية‪ ،‬وهي السجالت الضريبية عادةً‪ ،‬لتقدير دخل‬ ‫األشخاص شديدي الثر‬ ‫اء وبالتالي يحصلون على وصف أكثر دقة لتوزيع الدخل "الحقيقي"‪ .‬لكن إتاحة بيانات السجالت الضريبية‪ ،‬السيما‬ ‫ال تضم قاعدة بيانات أعلى الدخول في العالم (ألفار‬ ‫ادو وآخرون‪)2015 ،‬‬ ‫ال محدودة (ألفار‬ ‫ادو وبيكتي‪ .)2014 ،‬و‬ ‫في بلدان المنطقة‪ ،‬ال تز‬ ‫أيا من بلدان المنطقة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬أصبحت البيانات المستمدة من السجالت الضريبية أقل فائدة نظ ا‬ ‫ر لزيادة تفشي التهرب‬ ‫الضريبي‪ ،‬الذي يتفشى بدرجة عالية في البلدان النامية بما فيها بعض البلدان العربية‪.‬‬ ‫الشكل ‪ :3-2‬سياق التنمية في المنطقة العربية‬ ‫‪5.6‬‬ ‫اء‬ ‫‪Africa‬جنوب الصحر‬ ‫‪Sub-Saharan‬‬ ‫أفريقيا‬ ‫‪44.8‬‬ ‫‪51.1‬‬ ‫‪17.826‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫جنوب آسيا‬ ‫‪South‬‬ ‫‪Asia‬‬ ‫‪35.5‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪22.787‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫الهادئ‬ ‫‪East‬‬ ‫‪Asia‬‬ ‫‪Pacific‬و&‬ ‫المحيط‬ ‫شرق آسيا‬ ‫‪38.6‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪45.051‬‬ ‫‪6.8‬‬ ‫األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫‪MENA‬‬ ‫الشرق‬ ‫‪38.3‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪58.043‬‬ ‫العالم العربي‬ ‫‪6.6‬‬ ‫‪38.5‬‬ ‫‪Arab World‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪73.286‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫وآسيا &‬ ‫الوسطى‬ ‫‪Europe‬‬ ‫أوروبا‬ ‫‪C. Asia‬‬ ‫‪33.7‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪78.909‬‬ ‫أمريكا الالتينية والبحر‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪52.5‬‬ ‫‪LAC‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫الكاريبي‬ ‫‪89.881‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪Income‬‬ ‫‪Share‬‬ ‫نسبة الدخل‬ ‫‪ Quintile‬ال ُ‬ ‫‪Lowest‬‬ ‫األدنى من‬ ‫خمس‬ ‫‪Gini‬‬ ‫جيني‬ ‫‪Poverty‬‬ ‫‪ Headcount‬معدل الفقر‬ ‫‪GDP‬‬ ‫‪per‬‬ ‫المحلي‬ ‫‪capita‬‬ ‫الناتج‬ ‫نصيب الفرد من إجمالي‬ ‫‪16‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪Palestine‬‬ ‫فلسطين‬ ‫‪0‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪Yemen‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪18‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪Iraq‬‬ ‫‪31‬‬ ‫العراق‬ ‫‪34‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪Syria‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪2‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪Jordan‬‬ ‫األردن‬ ‫‪0‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪Egypt‬‬ ‫مصر‬ ‫‪2‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪39‬‬ ‫‪Tunisia‬‬ ‫تونس‬ ‫‪2‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪Income‬‬ ‫‪Share‬‬ ‫نسبة الدخل‬ ‫‪Lowest‬‬ ‫األدنى من‬ ‫مس‬ ‫ال ُ‬ ‫‪Quintile‬‬ ‫خ‬ ‫‪Gini‬‬ ‫جيني‬ ‫‪Poverty‬‬ ‫‪Headcount‬‬ ‫معدل الفقر‬ ‫‪GDP‬‬ ‫‪per‬‬ ‫المحلي‬ ‫‪capita‬‬ ‫الناتج‬ ‫نصيب الفرد من إجمالي‬ ‫الر الدولي عام ‪2005‬؛ معدل الفقر باستخدام خط الفقر ‪ 1.25‬دو‬ ‫الر للفرد‬ ‫مالحظة‪ :‬إجمالي الناتج المحلي حسب تعادل القوة الشر‬ ‫ائية (‪ )100‬بقيمة الدو‬ ‫في اليوم‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬حسين (‪ )2015‬باستخدام مؤشر‬ ‫ات التنمية في العالم (‪ )2013‬وقواعد بيانات البنك الدولي لحساب معدالت الفقر‪.‬‬ ‫الشكل ‪ :4-2‬مقارنات بين تفاوت اإلنفاق في منطقةالشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪Libya‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪Egypt‬‬ ‫مصر‬‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪Egypt‬‬ ‫مصر‬‫‪2005‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪Egypt‬‬ ‫مصر‬‫‪2009‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪Jordan‬‬‫األردن‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪Jordan‬‬‫األردن‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪Jordan‬‬‫األردن‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫فلسطين‬ ‫‪Palestine‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫فلسطين‬ ‫‪Palestine‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪Syria‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪Syria‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫العراق‬ ‫‪Iraq 2007‬‬ ‫لبنان ‪2004‬‬ ‫‪Lebanon 2004‬‬ ‫جيبوتي ‪1996‬‬ ‫‪Djibouti 1996‬‬ ‫جيبوتي ‪2002‬‬ ‫‪Djibouti 2002‬‬ ‫تونس ‪2005‬‬ ‫‪Tunisia 2005‬‬ ‫تونس ‪2010‬‬ ‫‪Tunisia 2010‬‬ ‫اليمن ‪1998‬‬ ‫‪Yemen 1998‬‬ ‫اليمن ‪2006‬‬ ‫‪Yemen 2006‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪17‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪42‬‬ ‫اليمن ‪2006‬‬ ‫تونس ‪2005‬‬ ‫‪Coefficient‬‬ ‫معامل‬ ‫‪40‬‬ ‫جيبوتي ‪2002‬‬ ‫جيبوتي ‪1996‬‬ ‫تونس ‪2010‬‬ ‫لبنان ‪2004‬‬ ‫‪38‬‬ ‫اليمن ‪1998‬‬ ‫فلسطين ‪2009‬‬ ‫جيني‬ ‫العراق ‪2007‬‬ ‫سوريا ‪2004‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪Gini‬‬ ‫األردن ‪2006‬‬ ‫فلسطين ‪2004‬‬ ‫األردن ‪2002‬‬ ‫‪34‬‬ ‫مصر ‪2000‬‬ ‫األردن ‪2008‬‬ ‫سوريا ‪1997‬‬ ‫‪32‬‬ ‫مصر ‪2005‬‬ ‫مصر ‪2009‬‬ ‫ليبيا ‪2003‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪600‬‬ ‫‪700‬‬ ‫نصيب الفرد من إنفاق األسر المعيشية (حسب تعادل القوة الشرائية بالقيمة الثابتة للدوالر عام ‪)2005‬‬ ‫المصدر‪ :‬حسين (‪ .)2015‬إجمالي نصيب الفرد من اإلنفاق يشمل اإلنفاق على المواد الغذائية وغير الغذائية والسكن والسلع المعمر‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ء العلوي من هرم التوزيع باستخدام توزيع باريتو الذي ُ‬ ‫يستخدم‬ ‫في ظل غياب البيانات الضريبية‪ ،‬قام هالسني وفيرمي (‪ )2013‬بتعديل الجز‬ ‫جة كبير‬ ‫ة‪ .‬لكن استخدامهما لتوزيع‬ ‫غالباً لبيان توزيع الثروة والدخل في مجتمع ما‪ ،1‬وتوصال إلى عدم زيادة التفاوت في اإلنفاق بمصر بدر‬ ‫باريتو يعتمد على استخدام المسح االستقصائي لألسر المعيشية الذي ِّ‬ ‫يقدر قمة هرم التوزيع بأقل من قيمتها الحقيقية‪ .‬ويعالج فان دي فايدي‬ ‫وآخرون (‪ 2015‬أ) هذه المشكلة من خالل تقدير الجز‬ ‫ء العلوي من هرم التوزيع باستخدام بيانات األسعار السوقية للمنازل من مصر وكذلك‬ ‫نهج االستبدال متعدد القيم‪ 3.2‬ولهذا النهج مز‬ ‫ايا تتمثل في أن بيانات األسعار السوقية للمنازل متاحة للجمهور ويسهل نسبياً الحصول عليها‬ ‫باستخدام الوسائل التكنولوجية‪ ،‬و‬ ‫ال يوجد ميل منهجي ألن تقوم هذه البيانات ببخس قيم المنازل بعكس بيانات الدخل التي قد يتم تسجيلها بأقل‬ ‫رر‬ ‫ات الضريبية‪ ،‬كما يتم رصد النهاية العليا لهرم التوزيع جيداً في هذه البيانات ألن معلومات أسعار السوق تنطبق على‬ ‫من الواقع في اإلق ا‬ ‫المنازل المملوكة لمن يحتلون قمة هرم التوزيع‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬يقوم فان دي فايدي وآخرون (‪2015‬أ) بجمع قمة هرم توزيع االستهالك ُ‬ ‫المستبدل‬ ‫ي‬ ‫مع قاع هرم توزيع اإلنفاق والوارد في المسح االستقصائي لألسر المعيشية‪ 4.‬وتشير نتائج الدر‬ ‫اسة إلى أن مختلف مقاييس التفاوت الحضر‬ ‫ال يتغي‬ ‫ِّر‬ ‫ر ما يتغي‬ ‫ِّر معامل جيني‪ ،‬و‬ ‫في مصر صامدة أمام عمليات التصحيح لعدم اشتمالها على أعلى الدخول (الجدول ‪ .)1-2‬فناد ا‬ ‫اف اللوغاريتمي المتوسط إال بدرجة طفيفة‪ُ ،‬‬ ‫ويعتبر مؤشر ثيل األكثر حساسية كما هو متوقع‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬فإن هذه‬ ‫مقياس االنحر‬ ‫ر مما تشير إليه التقدير‬ ‫ات الحالية‪.‬‬ ‫السلسلة من األبحاث تبي‬ ‫ِّن استبعاد أن يكون التفاوت في اإلنفاق ببلدان المنطقة أعلى كثي ا‬ ‫يظهر توزيع باريتو جيداً أن نسبة أكبر من ثروة مجتمع ما تملكها نسبة أصغر من األشخاص‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫‪1‬‬ ‫اسة دويديتش وآخرين )‪.(2014‬‬ ‫‪ 2‬يتشابه هذا النهج مع ذاك المتبع في در‬ ‫‪3‬‬ ‫ات باستخر‬ ‫اج المعلومات من قوائم المنازل المعروضة للبيع أو اإليجار المتاحة على مواقع الويب المصرية‪.‬‬ ‫قاموا بتكوين مجموعة بيانات ألسعار العقار‬ ‫ادو (‪ )2011‬ودياز‪-‬باز‬ ‫اب (‪.)2014‬‬ ‫‪ 4‬يتبعون األسلوب المستخدم في در‬ ‫استي ألفار‬ ‫‪18‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الجدول ‪ :1-2‬مقاييس التفاوت في المناطق الحضرية بمصر التي تم تصحيحها لعدم إدر‬ ‫اج أعلى الدخول‬ ‫مصححة لتعويض‬ ‫مصححة لتعويض الدخول الغائبة (الترجيح‬ ‫الدخول الغائبة‬ ‫قيمة المسح‬ ‫‪)2‬‬ ‫(الترجيح ‪)1‬‬ ‫المباشر‬ ‫ة‬ ‫‪33.6‬‬ ‫‪33.7‬‬ ‫‪33.7‬‬ ‫جيني‬ ‫االنحر‬ ‫اف اللوغاريتمي‬ ‫‪19.4‬‬ ‫‪19.5‬‬ ‫‪18.7‬‬ ‫المتوسط‬ ‫‪26.3‬‬ ‫‪26.2‬‬ ‫‪21.9‬‬ ‫ثيل‬ ‫المصدر‪ :‬فان دي فايدي وآخرون (‪2015‬أ)‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬قد يكون التفاوت في الثروة أعلى كثي ا‬ ‫ر وأشد تقسيما للمجتمع‪ ،‬لكن تحديده أصعب من تحديد التفاوت في اإلنفاق‪ .‬فقياس الثروة‬ ‫ة البيانات المتاحة عن الثروات‪ ،‬السيما في بلدان المنطقة النامية‪ .‬وللحصول على لمحة عن ُّ‬ ‫تركز‬ ‫أكثر تعقيدا من حساب الدخل نظ اً‬ ‫ر لندر‬ ‫َّم الدخل‪ ،‬البد من تجميع مصادر مختلفة للمعلومات ومع أن كل مصدر منها قد ال يكون وافيا‪ ،‬فإنها تقدم معا‬ ‫ً‬ ‫الثروة في قمة سل‬ ‫ة ُّ‬ ‫لتركز الثروة وتفاوتها‪.‬‬ ‫صور‬ ‫ى استخدام بيانات فوربس عن صافي قيمة‬ ‫ومن الطرق المستخدمة لتقييم درجة ُّ‬ ‫تركز الثروة في بلدان المنطقة ومقارنتها مع البلدان األخر‬ ‫ات هو أقل في معظم بلدان المنطقة‬ ‫ات‪ 5.‬ووفقاً لهذه البيانات‪ ،‬فإن ُّ‬ ‫تركز الثروة في أيدي أصحاب المليار‬ ‫األصول المملوكة ألصحاب المليار‬ ‫ى ذات المستويات المماثلة من التنمية (الشكل ‪ 6.)5-2‬ومن المؤكد أن هذه البيانات تعكس معظم الثروات‬‫مما هو عليه في البلدان األخر‬ ‫في الشركات المطروحة أسهمها للتداول العام‪ ،‬وهي قليلة للغاية في المنطقة (منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي‪.)2009 ،‬‬ ‫فأكبر ‪ 20‬شركة تقريبا في معظم دول الخليج ومصر ولبنان والمغرب ليست مدرجة في أسواق األور‬ ‫اق المالية المحلية أو العالمية‪ .‬فهي إما‬ ‫شركات خاصة مملوكة لعائالت بارز‬ ‫ة أو شركات مملوكة للدولة‪ .‬وخالصة القول إنه ال يمكن للمواطن العادي أن يكون له نصيب في الرخاء‬ ‫الذي تحققه معظم الشركات الناجحة في البلدان العربية‪ .‬ويصعب أيضا تحديد وتتبع ثروات أصحاب المليار‬ ‫ات في المنطقة‪.‬‬ ‫‪ 5‬يتم تحديث القائمة بانتظام وهي متاحة على‪.http://www.forbes.com/billionaires/list/ :‬‬ ‫عماء الدول الحاليون والسابقون‪.‬‬‫اج الثروات التقديرية التي يملكها ز‬ ‫‪ 6‬مع ذلك‪ ،‬تزيد نسبة ُّ‬ ‫تركز الثروة في بعض بلدان المنطقة عندما يتم إدر‬ ‫‪19‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫ات‬ ‫الشكل ‪ُّ 5-2‬‬ ‫تركز الثروة في أيدي أصحاب المليار‬ ‫إجمالي صافي ثروات‬ ‫‪30‬أصحاب‬ ‫‪40‬‬ ‫‪LBN‬‬ ‫لبنان‬ ‫المليارات (‪ %‬من إجمالي‬ ‫‪20‬‬ ‫روسيا‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪RUS‬‬ ‫األمريكية‬ ‫‪USA‬‬ ‫إندونيسيا‬ ‫‪IND‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪SAU‬‬ ‫‪10‬الناتج المحلي‪)2012 ،‬‬ ‫مصر‬ ‫‪EGY‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪MAR‬‬ ‫‪BRA‬‬‫البرازيل‬ ‫الكويت‬ ‫‪KWT‬‬ ‫‪IDN‬‬ ‫‪CHN‬‬ ‫الصين‬ ‫اإلمارات‬ ‫‪OMN‬‬ ‫‪ARE‬‬ ‫الجزائر‬ ‫عمان‬ ‫‪DZA‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪40000‬‬ ‫‪60000‬‬ ‫‪80000‬‬ ‫للدوالر عام ‪)2011‬‬ ‫‪GDP‬‬ ‫الدولية ‪per‬‬ ‫الثابتة‬ ‫(بالقيمة‬ ‫‪capita,‬‬ ‫‪PPP‬‬ ‫الشرائية‬ ‫تعادل القوة‬ ‫‪(constant‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫حسب‬ ‫إجمالي الناتج المحلي‬ ‫نصيب الفردمن )‪$‬‬ ‫‪international‬‬ ‫بناء على قاعدة بيانات فوربس عن أصحاب المليار‬ ‫ات وبيانات البنك الدولي عن إجمالي الناتج المحلي‬ ‫المصدر‪ :‬إيانتشوفيتشينا وآخرون (‪ً )2015‬‬ ‫ى لقياس مدى التفاوت في الثروة وهي تقدير حجم الثروات المخفية في الودائع المصرفية بالمالذات الضريبية والتي ترد في‬‫وهناك طريقة أخر‬ ‫ة عن بنك التسويات الدولية بشأن الودائع المصرفية العابر‬ ‫ة للحدود‪ 7.‬ويتم التركيز على الودائع المصرفية في المالذات‬ ‫مجموعة بيانات صادر‬ ‫اد الر‬ ‫اغبين في إخفاء ثرواتهم‪ ،‬وخاصة سرية المعامالت‬ ‫ال‪ ،‬تتيح الودائع بهذه المالذات مز‬ ‫ايا لألفر‬ ‫الضريبية لسببين اثنين على األقل‪ .‬أو‬ ‫غب في إخفاء وضع‬‫المصرفية والترتيبات القانونية التي تقطع الصلة بين األصول ومالكيها اسمياً‪ .‬وتروق هذه الترتيبات على األرجح لمن ير‬ ‫ثروته ألنه ربما تم تحصيلها بطرق غير رسمية أو غير قانونية‪ .‬وثانياً‪ ،‬تفرض الحسابات المصرفية في البنوك األجنبية عادةً تكاليف ثابتة‬ ‫تستبعد ممن لديه مستوى أقل من الثروة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن البيانات المتعلقة بالودائع المصرفية في المالذات الضريبية تقدم رؤية متعمقة‬ ‫ح االستقصائية لألسر المعيشية‪ ،‬حتى وان تم‬ ‫اد األكثر ثر ً‬ ‫اء ممن ال ترد ثرواتهم بالكامل في المسو‬ ‫عن الثروات المخفية لألفر‬ ‫ح لغياب المالحظات في قمة هرم التوزيع‪.‬‬‫تصحيح هذه المسو‬ ‫‪ 7‬تشتمل مجموعة البيانات على معلومات عن الودائع بالبنوك األجنبية في ‪ 43‬بلدا‪ -‬بما يمثل جميع المر‬ ‫اكز المالية الرئيسية بما فيها المالذات‬ ‫الضريبية‪ -‬على المستوى الثنائي‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫ى من الثروات المخفية‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فهناك قيود كبير‬ ‫ة على مجموعة البيانات هذه‪ .‬فهي ال تشمل سوى الودائع المصرفية وتستثني األنواع األخر‬ ‫ى زوكمان (‪ )2013‬في تقدير‬ ‫ه أن الودائع المصرفية تشكل‬ ‫مثل السندات أو األسهم المملوكة من خالل حسابات بالمالذات الضريبية‪ .‬وير‬ ‫تفرق مجموعة البيانات بين الودائع التي تخص األفر‬ ‫اد والشركات والحكومات‪،‬‬ ‫اء في العالم‪ .‬و‬ ‫ال ِّ‬ ‫حوالي ربع الثروات المالية لألفر‬ ‫اد األكثر ثر ً‬ ‫ة على أساس الملكية المباشر‬ ‫ة وليست النهائية‪ .‬وعلى ذلك‪ ،‬فإذا امتلك أحد التونسيين شركة في بنما التي‬ ‫وتعين الودائع إلى البلدان النظير‬ ‫ح في سويس ا‬ ‫ر على أنه يخص أحد‬ ‫ا‪ ،‬فإن إحصاءات بنك التسويات الدولية ستسج‬ ‫ِّل الحساب المفتو‬ ‫تمتلك بدور‬ ‫ها حسابا مصرفيا في سويسر‬ ‫ة األموال وغير‬ ‫ها من الترتيبات المماثلة‬ ‫المقيمين في بنما‪ .‬وكثي اً‬ ‫ر ما يستخدم أصحاب الثروات المخفية المؤسسات التجارية وشركات إدار‬ ‫إلضافة طبقات من السرية ( فريق العمل المعني بالتدابير المالية‪ .)2011 ،‬ويعالج يوهانسن (‪ )2015‬هذه المشكلة عن طريق استبعاد‬ ‫جح هياكل صورية وليس ملكيات‬ ‫َّ‬ ‫المسجلة على أنها ودائع المالذات الضريبية وذلك ألن هذه الودائع تعكس على األر‬ ‫الودائع‬ ‫حقيقية للمقيمين في هذه المالذات الضريبية‪.‬‬ ‫وباستخدام مجموعة البيانات هذه‪ ،‬يدرس يوهانسن (‪ )2015‬توزيع الودائع المصرفية في المالذات الضريبية فيما بين البلدان وبمرور الوقت‪،‬‬ ‫ويخلص إلى أن إخفاء الثروات تاريخياً كان أكبر كثي ا‬ ‫ر في بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا منه في أي مكان آخر‪ .‬لكن هذا الفارق‬ ‫ى يوهانسن أي ارتباط بين نسبة ودائع المالذات إلى إجمالي الناتج‬ ‫تضاءل سريعا في السنوات األخير‬ ‫ة (الشكل ‪ .)6-2‬عالوة على ذلك‪ ،‬ال ير‬ ‫المحلي ومستوى التفاوت في اإلنفاق بالمنطقة (الجدول ‪ .)2-2‬ويشير ذلك إلى أن التفاوت في الثروة والتفاوت في اإلنفاق مفهومان مختلفان‪.‬‬ ‫بعدا للتفاوت قد ال تكون له أي عالقة بالتفاوت الذي ترصده المسوح االستقصائية‪ .‬وقد يكون حجم ودائع‬ ‫فودائع المالذات الضريبية تُظهر ُ‬ ‫ى مثل الفساد والتهرب الضريبي والقيود الر‬ ‫أسمالية وتنمية القطاع المالي المحلي‪.‬‬ ‫هذه المالذات مؤش ا‬ ‫ر أيضا على عوامل أخر‬ ‫‪21‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 6-2‬الودائع المصرفية المخفية‬ ‫جية‬‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ -‬الدخل والثروات الخار‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫حصة المنطقة من الودائع الخارجية المخفية عالميا‬ ‫حصة المنطقة من إجمالي الناتج المحلي العالمي‬ ‫الودائع الخارجية المخفية كنسبة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫السنة‬ ‫بقية العالم‬ ‫الشرق األوسط وشمال أفر‬ ‫يقيا‬ ‫المصدر‪ :‬يوهانسن (‪)2015‬‬ ‫‪22‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الجدول ‪ 2-2‬االرتباط بين نسبة ودائع المالذات إلى إجمالي الناتج المحلي ومعامل جيني‬ ‫خالف منطقة‬ ‫منطقة الشرق‬ ‫البلدان مرتفعة‬ ‫البلدان متوسطة‬ ‫البلدان منخفضة‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫األوسط وشمال‬ ‫كل البلدان‬ ‫الدخل‬ ‫الدخل‬ ‫الدخل‬ ‫وشمال أفريقيا‬ ‫أفريقيا‬ ‫*‪0.000398‬‬ ‫‪-0.000723‬‬ ‫*‪0.00205‬‬ ‫‪0.000413‬‬ ‫‪0.000102‬‬ ‫‪0.000297‬‬ ‫معامل جيني‬ ‫)‪(0.00024‬‬ ‫)‪(0.00674‬‬ ‫)‪(0.00106‬‬ ‫)‪(0.000414‬‬ ‫)‪(0.000417‬‬ ‫)‪(0.000283‬‬ ‫‪0.00584‬‬ ‫‪0.0721‬‬ ‫‪-0.035‬‬ ‫‪0.00617‬‬ ‫‪0.0153‬‬ ‫‪0.0115‬‬ ‫الثابت‬ ‫)‪(0.00959‬‬ ‫)‪(0.236‬‬ ‫)‪(0.0351‬‬ ‫)‪(0.0172‬‬ ‫)‪(0.0165‬‬ ‫)‪(0.0113‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪58‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪113‬‬ ‫المالحظات‬ ‫معامل التحديد‬ ‫‪0.026‬‬ ‫‪0.002‬‬ ‫‪0.189‬‬ ‫‪0.017‬‬ ‫‪0.002‬‬ ‫‪0.010‬‬ ‫(‪)R2‬‬ ‫المصدر‪ :‬يوهانسن (‪)2015‬‬ ‫غم من أن مقاييس التفاوت الحالية قد تخفض من تقدير الحجم الحقيقي للتفاوت االقتصادي‪ ،‬فإن الخطأ الناجم‬‫وخالصة القول إنه على الر‬ ‫يحتمل حالياً أن يكون أكبر كثي ا‬ ‫ر في بلدان‬ ‫عن وجود ثروات مخفية في شكل ودائع مصرفية بالمالذات الضريبية قد تضاءل بمرور الوقت و‬ ‫ال ُ‬ ‫المنطقة منه في بقية بلدان العالم‪ .‬و‬ ‫ال توجد كذلك أي شواهد على االرتباط بين التفاوتات والنمو في المنطقة (فان دي فايدي وآخرون‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2015‬ب)‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ويتسق هذا االستنتاج مع صور‬ ‫ة بلدان المنطقة النامية بوصفها بلدانا تتسم بانخفاض التفاوت في اإلنفاق وارتفاع مستوى إعادة التوزيع‪.‬‬ ‫فالنموذج االقتصادي‪ ،‬الذي ساد بعد االستقالل ويتمثل في قيادة الدولة األنشطة االقتصادية والذي كانت بلدان المنطقة تنتهجه‪ ،‬قد أسهم في‬ ‫الحد من الفقر وتحقيق اإلنصاف‪ ،‬لكن هذا النموذج صار غير مستدام مع مطلع العقد األول من القرن الحالي (ديفار‬ ‫اجان وآخرون‪.)2015 ،‬‬ ‫ايد النفقات المتكرر‬ ‫ة على األجور العامة ودعم المواد الغذائية‬ ‫فقد ز‬ ‫ادت اختالالت المالية العامة لتعكس نموا مخيبا لآلمال في الثمانينات وتز‬ ‫ة في األسعار العالمية للسلع األولية خالل العقد األول من القرن الحالي وتنامي الطلب المحلي سريعا أسف ا‬ ‫ر‬ ‫والطاقة‪ .‬كما أن الزيادات الكبير‬ ‫يظهر فان دي فايدي وآخرون (‪2015‬ب) ذلك باستخدام بيانات متسلسلة زمنيا‬ ‫ً على مستوى األقاليم ومستقاة من مسوح األسر المعيشية في مصر‬ ‫ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫واألردن وسوريا وتونس واليمن‪.‬‬ ‫ى بينابو (‪ ) 2000‬أنه في ظل قصور أسواق االئتمان والتأمين‪ ،‬يمكن للبعض من سياسات إعادة التوزيع تحسين الرفاه المتوقع‪ ،‬ويقل التأييد الشعبي‬‫‪ 9‬ير‬ ‫إلعادة التوزيع مع غياب المساواة‪ .‬ولذلك‪ ،‬فهناك عدة حاالت ثابتة ُ‬ ‫يحتمل وجودها‪ :‬ارتفاع التفاوت وانخفاض إعادة التوزيع أو انخفاض األول وارتفاع‬ ‫الثاني مع تعزيز ٍ‬ ‫كل منهما لآلخر‪.‬‬ ‫‪23‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫اجان وآخرون‪ .)2014 ،‬لكن معظم الحكومات‬ ‫عن زيادة تكلفة الدعم في الموازنة واعطاء دفعة للبدء في إصالح بر‬ ‫امج الدعم (ديفار‬ ‫‪10‬‬ ‫ع عنها تحت ضغط شعبي‪.‬‬‫جو‬‫استمرت في تقديم الدعم للمواد الغذائية والطاقة ألن اإلصالحات كانت غالبا جزئية أو كان يتم الر‬ ‫اسة إيانتشوفيتشينا وآخرون (‪ )2015‬إلى أن التفاوت المرتفع والمتز‬ ‫ايد‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬تشير الشواهد التي خلصت إليها مجموعة األبحاث في در‬ ‫في اإلنفاق لم يكن من العوامل المسببة ألحداث الربيع العربي‪ .‬فالتفاوت في الثروة‪ ،‬الذي هو أصعب في قياسه‪ ،‬كان أكبر على األرجح‬ ‫وربما أسهم في اندالع هذه االنتفاضات‪ .‬فعامة الناس أُصيبوا باإلحباط لعدم تمكنهم من المشاركة في الرخاء الذي حققته الشركات العربية‬ ‫ة التي كانت في معظمها شركات خاصة أو مملوكة للدولة‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬يستطلع القسم التالي البيانات المستقاة من التصور‬ ‫ات التي‬ ‫الكبير‬ ‫تُظهر أن التفاوت في الدخل لم يكن في مقدمة المظالم التي تم التعبير عنها قبل الربيع العربي‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬اشتكى المنتمون للطبقة‬ ‫الوسطى من التردي في مستويات معيشتهم‪ ،‬وارتباط ذلك بنقص الوظائف الجيدة‪ ،‬وعدم الرضا عن الخدمات العامة‪ ،‬ومساءلة‬ ‫الحكومة‪.‬‬ ‫انهيار التصور‬ ‫ات الخاصة بالرفاه في أعقاب الربيع العربي‬ ‫لفتت مقاييس التفاوت في اإلنفاق والرخاء المشترك االنتباه إلى رفاه الفقر‬ ‫اء والضعفاء‪ ،‬لكنه ثبت أن قيمتها محدودة في فهم العوامل التي‬ ‫تسببت في االنتفاضات العربية وما تالها من أحداث‪ .‬والمشكلة األساسية هي أن هذه المقاييس ال تعكس الكثير من العوامل المهمة للرفاه‬ ‫ات التي لم تنعكس بعد أو لم يتم قياسها جيداً بالبيانات الموضوعية‪ .‬ووفقا‬ ‫الشخصي مثل نوعية الحياة‪ ،‬والتوقعات بشأن المستقبل‪ ،‬والتغير‬ ‫ة بين البيانات الموضوعية والقائمة على التصور‬ ‫ات وبين توزيع الدخل المتصور والفعلي‬ ‫لفيرمي (‪ ،)2014‬فإن الفروق الكبير‬ ‫ظهرت في مصر بين عامي ‪ 2000‬و‪ .2008‬ففي عام ‪ ،2000‬تصور الناس أنهم أكثر ثر ً‬ ‫اء عما كانوا عليه‪ .‬ولكن بحلول عام‬ ‫غم أن بيانات األسر المعيشية أظهرت أن المصريين صاروا أكثر ثر‬ ‫اء (الشكل ‪.)7-2‬‬ ‫‪ 2008‬حدث العكس ر‬ ‫الشكل ‪ 7-2‬الواقع مقابل التصور‬ ‫ات في مصر (بالنسبة المئوية العشرية)‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2008/09‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪HIECS 2000‬‬ ‫‪HIECS 2009‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪WVS 2000‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪WVS 2008‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 10‬انظر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬البنك الدولي (‪2011‬أ) والبنك الدولي (‪2011‬ب)‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫المصدر‪ :‬فيرمي (‪ )2014‬استناداً إلى بيانات مسح القيم العالمي ومسح األسر المعيشية (مسح الدخل واإلنفاق واالستهالك لألسر المعيشية) في مصر‪.‬‬ ‫هناك الكثير من العوامل‪ ،‬التي تؤثر على نوعية الحياة أو مستويات معيشة المواطنين وتؤثر بالتالي على مستوى رضاهم عن الحياة‪ ،‬ال يتم‬ ‫عاية الصحية والتعليم والنقل‬‫رصدها بشكل جيد في بيانات اإلنفاق التقليدية‪ .‬وتتعلق بعض هذه العوامل بجودة الخدمات العامة مثل الر‬ ‫ى من الخدمات الحكومية‪ .‬ويشير بعضها اآلخر إلى نوعية الوظائف المتاحة في البالد‪ .‬وتتأثر نوعية حياة الناس‬‫والكهرباء واألنواع األخر‬ ‫اهة النظام القضائي‪ ،‬ومكافحة الفساد‪ ،‬واالستقر‬ ‫ار السياسي‬ ‫ر كبي ا‬ ‫ر بنوعية البيئة‪ ،‬ونوعية المؤسسات‪ ،‬والسالمة العامة‪ ،‬ونز‬ ‫تأثّ ا‬ ‫واالقتصادي‪.‬‬ ‫ر في تقييمات الحياة‪ .‬فقد ّ‬ ‫تتغير التوقعات بمرور الوقت ألن الناس يقيسون رفاهم‬ ‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تلعب التوقعات عن المستقبل دو ا‬ ‫ات في المجاالت‬ ‫وبناء على ُّ‬ ‫التغير‬ ‫ً‬ ‫جعية’)‬ ‫الشخصي ً‬ ‫بناء على ’النموذج األمثل’ الذي يضعونه لحياتهم الشخصية (’النقطة المر‬ ‫المهمة لسعادتهم (على سبيل المثال‪ ،‬تنامي التصور‬ ‫ات عن الفساد) أو أهمية هذه المجاالت لرفاهم الشخصي (على سبيل المثال‪،‬‬ ‫تصبح مكافحة الفساد أكثر أهمية لنوعية حياة الناس)‪.‬‬ ‫ات‬ ‫ة كاملة عن ُّ‬ ‫التغير‬ ‫ات ّ‬ ‫ة جيدة نسبياً‪ ،‬لكنها في الوقت ذاته قد ال تعطي صور‬ ‫الكمية بصور‬ ‫ات الموضوعية ُّ‬ ‫التغير‬ ‫وأخير‬ ‫ا‪ ،‬ترصد المؤشر‬ ‫تتحسن اإلحصاءات المتعلقة بالبطالة مع زيادة عدد المتسربين من قوة العمل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ات االقتصادية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬قد‬ ‫والتطور‬ ‫ويتحول ذلك إلى انخفاض في معدالت البطالة لكنه يشير إلى مشكالت اقتصادية هيكلية خطير‬ ‫ة تدفع الناس إلى ترك البحث‬ ‫ّ‬ ‫النشيط عن فرص عمل‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬تتجه إيانتشوفيتشينا وآخرون (‪ )2015‬إلى تحليل المقاييس الشخصية للرفاه في العالم العربي‪ .‬وتُظهر بيانات مستوى الرضا عن‬ ‫الحياة والمأخوذة من مصادر متنوعة‪ ،‬بما فيها استطالع جالوب العالمي‪ ،‬أنه قبيل ظهور السخط االجتماعي في العديد من بلدان المنطقة‬ ‫َّم كانتريل"‪،‬‬ ‫النامية‪ ،‬كان مستوى الرفاه الشخصي منخفضا وآخذا في التر‬ ‫اجع‪ .‬ويعكس الرضا عن الحياة‪ ،‬كما يتم قياسه باستخدام درجات "سل‬ ‫اء الناس حول مدى اقتر‬ ‫اب حياتهم من المستوى الذي يتصورونه لعيش حياة جيدة‪ .‬وكان متوسط الدرجات في البلدان العربية منخفضا‬ ‫آر‬ ‫َّم‪ ،‬كلما تصور الفرد أن حياته أقرب من الحياة المثالية التي يطمح إليها (ويتم‬ ‫نسبيا (الشكل ‪ .)8-2‬وكلما ارتفعت الدرجة على السل‬ ‫تحديد ذلك بمقياس َّ‬ ‫مكون من ‪ 10‬درجات كحد أقصى)‪.‬‬ ‫‪25‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 8-2‬متوسط مستوى الرضا عن الحياة حسب البلد (‪)2012-2006‬‬ ‫خط العرض‬ ‫خط الطول‬ ‫َّم‬ ‫"يرجى تخي‬ ‫ُّل وجود سل‬ ‫المصدر‪ :‬إيانتشوفيتشينا وآخرون (‪ )2015‬استنادا‬ ‫ً إلى البيانات الواردة في استطالع جالوب العالمي للسؤال رقم ‪ُ :16‬‬ ‫به درجات مرقمة من صفر عند القاعدة إلى ‪ 10‬في القمة‪ .‬وتمثل قمة َّ‬ ‫السلم أفضل حياة ممكنة لك‪ ،‬فيما تمثل قاعدته أسوأ حياة ممكنة لك‪.‬‬ ‫أيا من درجات َّ‬ ‫السلم تشعر شخصيا أنك تقف عليها في الوقت الحالي؟‬ ‫وتُعد درجات مقياس كانتريل مثالية لتحليل القضايا المتعلقة بالرخاء المشترك‪ ،‬السيما في البلدان العربية‪ ،‬وذلك لعدد من األسباب‪ .‬فعن طريق‬ ‫يتيح هذا المقياس للمواطنين التعبير عن آر‬ ‫ائهم‬ ‫‪11‬‬ ‫اء واضعها ّ‬ ‫عما هو األهم‪،‬‬ ‫االعتماد على الدرجات‪ ،‬بدالً من المؤشر‬ ‫ات التي تعكس آر‬ ‫ويعطي أهمية أولى لتقييماتهم هم لمستوى حياتهم‪ .‬وتر‬ ‫اعي الردود العوامل النقدية وغير النقدية التي تؤثر على الرفاه الشخصي‪،‬‬ ‫وبالتالي يمكن استخدامها في إجر‬ ‫اء تحليالت تستهدف فهم القيمة التي يوليها األشخاص لمجموعة شاملة من العوامل والظروف‬ ‫‪12‬‬ ‫التي ّ‬ ‫تحسن من مستوى حياتهم وتسهم في تعاستهم‪.‬‬ ‫وقبيل أحداث الربيع العربي‪َّ ،‬‬ ‫حل الكثير من البلدان العربية ضمن البلدان التعيسة نسبياً‪ .‬فمعدل الرضا عن الحياة في معظم البلدان كان أقل‬ ‫من المتوسط في البلدان التي تشهد مستوى مماثال من التنمية (الشكل ‪ .)9-2‬وكان متوسط الرضا عن الحياة منخفضا بشكل خاص في‬ ‫اضي الفلسطينية ولبنان وليبيا‪ .‬وكانت مستويات السعادة أعلى في دول مجلس التعاون الخليجي وان كانت مستويات الرفاه‬ ‫سوريا واألر‬ ‫بها أدنى من المتوقع في ظل ارتفاع متوسط دخل الفرد بها (الشكل ‪.)9-2‬‬ ‫اء واضعي المؤشر‬ ‫ات‪ ،‬فإنه يصعب التعامل مع مؤشر على أنه مقياس عام للرفاه أو تقييم ألي مدى تؤثر‬ ‫‪ 11‬نظ اً‬ ‫ر لعدم التأكد من مدى أهمية آر‬ ‫االختالفات في المكونات الفردية على الدرجات الكلية‪.‬‬ ‫كن العينات السكانية في كل بلد من إجر‬ ‫اء مقارنات بين البلدان‪.‬‬ ‫‪ 12‬تم ّ‬ ‫‪26‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 9-2‬متوسط الدخل والرفاه الشخصي حسب البلد (‪)2011-2008‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪7‬‬ ‫اإلمارات‬ ‫‪6.5‬‬ ‫قطر‬ ‫السعودية‬ ‫متوسط تقييم الحياة‬ ‫‪6‬‬ ‫الجزائر‬ ‫البحرين‬ ‫‪5.5‬‬ ‫األردن‬ ‫تونس‬ ‫‪5‬‬ ‫ليبيالبنان إيران‬ ‫جيبوتي‬ ‫مصر‬ ‫العراق‬ ‫الضفة اليمن‬‫سوريا المغرب‬ ‫‪4.5‬‬ ‫الغربية‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪12‬‬ ‫سجل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي (بأسعار ‪ 2005‬بالدوالر األمريكي)‬ ‫ي وآخرون (‪ )2015‬استناداً إلى بيانات البنك الدولي وقاعدة البيانات العالمية عن السعادة‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬أر‬ ‫امباتز‬ ‫اجع معدل الرضا عن الحياة في السنوات التي سبقت أحداث الربيع العربي (الشكل ‪ .)10-2‬فالفتر‬ ‫ة التي تلت األزمة المالية واالقتصادية‬ ‫وتر‬ ‫العالمية عام ‪ 2008‬كان فتر‬ ‫ة عصيبة لمعظم بلدان العالم‪ .‬فهذه األزمة تسببت في حدوث انكماش اقتصادي‪ ،‬وكساد عميق في كثير من‬ ‫الحاالت خالل عامي ‪ 2009‬و‪ .2010‬وتأثرت المنطقة بهذه األزمة ولكن بدرجة أقل كثي اً‬ ‫ر من البلدان المتقدمة والبلدان النامية في أنحاء‬ ‫ى من العالم (البنك الدولي‪2011 ،‬أ)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كان االنتعاش االقتصادي في المنطقة أقل قوة ا‬ ‫كثير منه في البلدان التي عانت من‬ ‫أخر‬ ‫انكماش حاد في الناتج‪ .‬وكانت العوامل التي ساعدت بلدان المنطقة على تجنب ُّ‬ ‫التعرض لركود شديد – وهي القطاع العام الضخم‬ ‫وضعف االرتباط باالقتصاد العالمي‪ -‬هي نفسها التي أعاقت انتعاش نموها‪.‬‬ ‫وفي نهاية هذا العقد‪ ،‬كانت منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تشهد تر‬ ‫اجعا حادا في مستوى الرفاه‬ ‫اجع أشد برو اً‬ ‫ز في بلدان الربيع العربي (الشكل ‪ .)12-2‬ففي مصر‪ ،‬على سبيل‬ ‫الشخصي على نطاق واسع (الشكل ‪ .)11-2‬وكان هذا التر‬ ‫اجع متوسط مستويات تقييم الحياة‪ 13‬من ‪ 5.5‬عام ‪ 2007‬إلى ‪ 4.4‬عام ‪ ،2010‬وهو تر‬ ‫اجع شديد في ظل التحسينات التي ظهرت‬ ‫المثال‪ ،‬تر‬ ‫في اإلحصاءات االجتماعية واالقتصادية ونمو متوسط دخل الفرد (انظر الشكل ‪ .)10-2‬ولذلك فمع حلول نهاية العقد األول من القرن‬ ‫‪14‬‬ ‫الحالي‪ ،‬كانت شعوب مصر والعر‬ ‫اق وسوريا وتونس واليمن من بين الشعوب األقل سعادة في العالم (انظر الشكل ‪.)8-2‬‬ ‫ح المقياس من "صفر" الذي يمثل أسوأ حياة ممكنة إلى "‪ "10‬الذي يمثل أفضل حياة ممكنة أو الحياة المثالية‪.‬‬ ‫‪ 13‬يتر‬ ‫او‬ ‫ا لفير‬ ‫اري وآخرين )‪.(2013‬‬ ‫‪ 14‬لوحظ أيض ً‬ ‫ا ارتفاع معدل الشعور باالكتئاب في المنطقة وفق ً‬ ‫‪27‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 10-2‬النمو االقتصادي والتغي‬ ‫ُّر في الرفاه الشخصي‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التغ ُّ‬ ‫ير في تقييم الحياة ‪2005-2010‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫اإلمارات‬ ‫‪0‬‬ ‫الضفة الغربية‬ ‫المغرب‬ ‫اليمن وقطاع غزة‬ ‫‪-5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪LBN‬‬ ‫مصر‬ ‫لبنان‬ ‫األردن السعودية‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫متوسط النمو السنوي إلجمالي الناتج المحلي ‪2005-2010‬‬ ‫ي وآخرون (‪ )2015‬استناداً إلى بيانات البنك الدولي وقاعدة البيانات العالمية عن السعادة‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬أر‬ ‫امباتز‬ ‫ي وآخرون (‪ )2015‬إلى هذه الظاهر‬ ‫ة على أنها مفارقة ’التنمية التعيسة’‪ .‬وباستخدام نموذج مختصر للرضا عن الحياة يجمع‬ ‫ويشير أر‬ ‫امباتز‬ ‫ى (التي تبي‬ ‫َّن أنها تؤثر على السعادة)‪ ،‬قاموا بتقييم األهمية‬ ‫بين التصور‬ ‫ات الفردية لألوضاع االجتماعية والسمات الشخصية والعوامل األخر‬ ‫اجع معدل الرضا عن الحياة في البلدان النامية بالمنطقة خالل الفتر‬ ‫ة التي سبقت الربيع العربي‪ .‬وخفضوا‬ ‫النسبية للتفسير‬ ‫ات المختلفة لتر‬ ‫المجاالت االجتماعية التي تؤثر على مستوى الرضا عن الحياة بالمنطقة إلى ثالثة مجاالت رئيسية‪ ،‬وهي‪ :‬عدم الرضا عن مستويات المعيشة‬ ‫ذِ‬ ‫كر أنها‬ ‫ة على النجاح بدون عالقات) (الشكل ‪ .)13-2‬ويبدو أن العوامل التي ُ‬ ‫(أو نوعية الحياة)‪ ،‬والبطالة‪ ،‬والواسطة (أو عدم القدر‬ ‫ر سلبيا كبي ا‬ ‫ر على معدل الرضا عن الحياة‬ ‫األسباب ور‬ ‫اء انتفاضات الربيع العربي (الشكل ‪ )14-2‬هي نفسها التي أثرت تأثي ا‬ ‫‪15‬‬ ‫ة التي سبقت اندالع هذه االنتفاضات مباشر‬ ‫ة‪.‬‬ ‫بالمنطقة في الفتر‬ ‫وتنعكس هذه النتائج في اإلحصاءات التي تُظهر ارتفاع معدل عدم الرضا عن جودة الخدمات الحكومية (الشكل ‪ )15-2‬التي تؤثر على‬ ‫نوعية الحياة في البلدان النامية بالمنطقة بوجه عام‪ ،‬وبلدان الربيع العربي بوجه خاص‪ .‬وكان أكبر ارتفاع في نسبة المواطنين غير الر‬ ‫اضين‬ ‫عاية‬ ‫ة التكلفة‪ ،‬وان كانت هناك زيادة أيضا في نسبة المواطنين غير الر‬ ‫اضين عن وسائل النقل العام وجودة الر‬ ‫عن عدم توفير مساكن ميسور‬ ‫الصحية وعدم إتاحة وظائف جيدة‪ .‬وفي بلدان الربيع العربي‪ ،‬كان التدهور في متوسط الرضا عن الحياة مدفوعاً في معظمه بالزيادة‬ ‫اضين عن أوضاعهم المعيشية وزيادة أهمية التصور‬ ‫ات عن الفساد لمعدل الرضا عن الحياة في هذه‬ ‫في نسبة المواطنين غير الر‬ ‫البلدان‪.‬‬ ‫ي وآخرون (‪ )2015‬إلى ارتباط كل من الدخل‪ ،‬والزواج واإلنجاب‪ ،‬والتعليم العالي‬ ‫‪ 15‬بما يتماشى مع األدبيات التجريبية عن السعادة‪ ،‬توصل أر‬ ‫امباتز‬ ‫ارتباطا إيجابيا وكبي ا‬ ‫ر بالرضا عن الحياة‪.‬‬ ‫‪28‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 11-2‬التغي‬ ‫ُّر في مستوى الرضا عن الحياة‪2010-2009 ،‬‬ ‫خط العرض‬ ‫خط الطول‬ ‫المصدر‪ :‬إيانتشوفيتشينا وآخرون (‪ )2015‬استناداً إلى بيانات استطالع جالوب العالمي‪.‬‬ ‫الشكل ‪ 12-2‬تطور مستوى الرضا عن الحياة خالل النصف الثاني من العقد األول من القرن الحالي‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪6.5‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪6.0‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪5.0‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪4.0‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫ائر‬ ‫الجز‬ ‫‪Algeria‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪Djibouti‬‬ ‫مصر‬ ‫‪Egypt,‬‬ ‫‪Arab Rep.‬‬ ‫سوريا‬ ‫‪Syrian‬‬ ‫‪Arab Republic‬‬ ‫اق‬ ‫العر‬ ‫‪Iraq‬‬ ‫األردن‬ ‫‪Jordan‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪Lebanon‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪Morocco‬‬ ‫تونس‬ ‫‪Tunisia‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪Yemen,‬‬ ‫‪Rep.‬‬ ‫ز‬ ‫ة‬ ‫الضفة الغربية‬ ‫‪Bank‬وقطاع غ‬ ‫‪West‬‬ ‫‪and Gaza‬‬ ‫المصدر‪ :‬بيانات استطالع جالوب العالمي‪ .‬مالحظة‪ :‬ال توجد بيانات كافية عن جمهورية إير‬ ‫ان اإلسالمية وليبيا‪.‬‬ ‫‪29‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ 13-2‬تأثير‬ ‫ات المجاالت المختلفة على مستوى الرضا عن الحياة في العالم العربي‬ ‫‪Income‬‬ ‫)‪(1000‬‬ ‫(‪)1000‬‬ ‫الدخل‬ ‫‪Unemployment‬‬ ‫البطالة‬ ‫في العمل‬ ‫‪People‬‬ ‫االجتهاد‬ ‫‪cannot‬‬ ‫‪get‬‬‫طريق‬ ‫‪by‬عن‬ ‫‪ahead‬‬ ‫التقدُّم‬ ‫‪hard‬إمكانية‬ ‫‪working‬‬ ‫عدم‬ ‫الحكومة‪/‬بيئة األعمال‬ ‫‪Corruption‬‬ ‫استشراء الفساد‬ ‫‪ within‬داخل‬ ‫‪widespread‬‬ ‫‪government/Business‬‬ ‫‪Dissatisfied‬‬ ‫‪with the‬‬ ‫التعليمية أو المدارس‬ ‫‪educational‬‬ ‫األنظمة‬ ‫‪ or schools‬عدم‬ ‫‪systems‬‬ ‫الرضا عن‬ ‫‪Dissatisfied‬‬ ‫‪ to‬زيادة‬ ‫‪with efforts‬‬ ‫الوظائف عالية الجودة‬ ‫‪increase‬‬ ‫جهود‬ ‫‪quality jobs‬‬ ‫عدم‪high‬‬ ‫الرضا عن‬ ‫مستوى المعيشة‬ ‫‪Dissatisfied‬‬ ‫عدم الرضا‬ ‫‪standard‬عن‬ ‫‪with‬‬ ‫‪of living‬‬ ‫اختيار نوعية الحياة‬ ‫‪Dissatisfied‬‬ ‫الرضا‬ ‫‪ to‬عن حرية‬ ‫‪with freedom‬‬ ‫‪ life‬عدم‬ ‫‪choose‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪-2.5‬‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪-1.5‬‬ ‫‪-1‬‬ ‫‪-0.5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫ي وآخرون ‪ (2015).‬مالحظة‪ :‬تشير األلوان األزرق الغامق واألزرق الفاتح واألبيض إلى مستوى داللة بنسبة ‪ 1‬في المائة‪،‬‬ ‫المصدر‪ :‬أر‬ ‫امباتز‬ ‫ومستوى داللة بنسبة ‪ 5‬في المائة‪ ،‬وانعدام الداللة على التوالي‪.‬‬ ‫الشكل ‪ 14-2‬األسباب الرئيسية الندالع انتفاضات الربيع العربي (نسبة من شملهم االستقصاء وتم سؤالهم لتحديد ثالثة أسباب رئيسية‬ ‫للربيع العربي)‬ ‫‪63.55%‬‬ ‫‪42.40%‬‬ ‫‪28.77%‬‬ ‫‪64.26%‬‬ ‫‪15.74%‬‬ ‫‪57.21%‬‬ ‫‪7.53%‬‬ ‫‪14.56%‬‬ ‫‪of‬الوضع االقتصادي‬ ‫‪Betterment‬‬ ‫تحسين‬ ‫‪the economic situation‬‬ ‫من‪Civil‬‬ ‫القمع‬ ‫والتحرر‬ ‫‪and‬‬ ‫والسياسية‪،‬‬ ‫‪political‬‬ ‫الحريات المدنية‬ ‫‪freedoms,‬‬ ‫‪and emancipation from oppression‬‬ ‫‪Dignity‬‬ ‫الكرامة‬ ‫مكافحة الفساد‬ ‫‪Fighting‬‬ ‫‪corruption‬‬ ‫سيادة‬ ‫‪ of‬القانون‬ ‫‪Rule‬‬ ‫‪law‬‬ ‫واالقتصادية‬ ‫‪Social‬‬ ‫‪and‬‬‫االجتماعية‬ ‫‪economic‬‬‫‪ justice‬العدالة‬ ‫واالقتصادية مع الغرب‬ ‫‪Weakening‬‬ ‫إضعاف ‪and‬‬ ‫العالقات السياسية‬ ‫‪the political‬‬ ‫‪economic relations with the West‬‬ ‫‪Weakening‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪political‬‬ ‫‪and economic‬‬ ‫العالقات السياسية واالقتصادية مع إسرائيل‬ ‫إضعاف‬ ‫‪relations with Israel‬‬ ‫المصدر‪ :‬الباروميتر العربي (‪)2014-2012‬‬ ‫‪30‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫وكانت هذه المظالم مشتركة على نطاق واسع ّ‬ ‫وعبرت عن شواغل الشريحتين الدنيا والعليا من الطبقة الوسطى‪ ،‬وليس فقط أفقر ‪ 40‬في المائة‬ ‫من السكان‪ .‬وتنامى الشعور باالستياء بين جميع الطبقات االقتصادية‪ ،‬لكنه كان أشد برو اً‬ ‫ز بين أعلى ‪ 60‬في المائة من السكان منه بين‬ ‫السيما في بلدان الربيع العربي‪ ،‬وهي سوريا وليبيا وتونس ومصر واليمن‪ .‬ولذلك‪ ،‬يبدو‬ ‫أدنى ‪ 40‬في المائة من السكان (الشكل ‪ ،)16-2‬و‬ ‫ع أحداث الربيع العربي الشواغل المشتركة على نطاق واسع والتي أثرت سلباً على رفاه الطبقات الوسطى‪.‬‬ ‫أنه مما ّ‬ ‫عجل من وقو‬ ‫الشكل ‪ 15-2‬عدم الرضا عن الخدمات الحكومية (نسبة من يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫البلدان النامية في منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫الرضا)‬ ‫‪Efforts‬‬ ‫‪to‬‬ ‫بعدم‬ ‫‪( quality‬نسبة‬ ‫‪high‬من يشعرون‬ ‫‪increase‬‬ ‫الوظائف‬ ‫‪jobs‬عالية الجودة‬ ‫‪(%‬‬ ‫زيادة‬ ‫امية إلى‬ ‫الجهود الر‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫(نسبة من يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫‪Educationalsystem/schools‬‬ ‫نظام التعليم‪/‬المدارس‬ ‫)‪(% Dissatisfied‬‬ ‫بعدم الرضا)‬ ‫‪Availability‬‬ ‫‪of‬‬‫يشعرون‬ ‫(نسبة من‬ ‫‪Quality‬‬ ‫الصحية ذات الجودة‬ ‫‪Healthcare‬‬ ‫عاية‬‫إتاحة خدمات الر‬ ‫)‪(% Dissatisfied‬‬ ‫من يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫‪Public Transportation‬‬ ‫‪(%‬‬‫(نسبة‬ ‫وسائل النقل العام‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫يشعرون بعدم‬ ‫‪ and‬الرضا)‬ ‫‪Roads‬‬ ‫السريعة (نسبة من‬ ‫‪Highways(%‬‬ ‫الطرق والطرق‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫‪Affordable‬‬ ‫التكلفة‪(%‬‬ ‫(نسبة من‬ ‫‪Housing‬‬ ‫اإلسكان ميسور‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫بلدان الربيع العربي‬ ‫الرضا)‬ ‫‪Efforts‬‬ ‫‪to‬‬ ‫بعدم‬ ‫‪ high‬من يشعرون‬ ‫‪increase‬‬ ‫الجودة (نسبة‬ ‫‪ jobs‬عالية‬ ‫‪quality‬‬ ‫الوظائف‬ ‫‪(%‬‬‫زيادة‬ ‫الجهود الرامية إلى‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫التعليم‪/‬المدارس ‪(%‬‬ ‫(نسبة من يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫‪Educationalsystem/schools‬‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫نظام‬ ‫إتاحة خدمات الرعاية الصحية ذات الجودة (نسبة من يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫‪Availability‬‬ ‫)‪of Quality Healthcare (% Dissatisfied‬‬ ‫من يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫‪Public Transportation‬‬ ‫‪(%‬‬‫(نسبة‬ ‫وسائل النقل العام‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫الرضا)‬ ‫‪Roads‬‬ ‫يشعرون بعدم‬ ‫‪and‬‬ ‫السريعة (نسبة من‬ ‫‪Highways(%‬‬ ‫الطرق والطرق‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫يشعرون بعدم الرضا)‬ ‫‪Affordable‬‬ ‫‪Housing‬‬ ‫التكلفة ‪(%‬‬ ‫(نسبة من‬ ‫اإلسكان ميسور‬ ‫)‪Dissatisfied‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.2‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.7‬‬ ‫‪0.8‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫ي وآخرون )‪.(2015‬‬ ‫المصدر‪ :‬أر‬ ‫امباتز‬ ‫‪31‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫الشكل ‪ :16-2‬التغي‬ ‫َّر في مستوي الرضا عن الحياة لدى شريحة الستين في المائة األعلى دخالً مقارنة بشريحة األربعين في المائة‬ ‫األدنى دخال‪2010-2009 ،‬‬ ‫التغي‬ ‫ُّر النسبي في العمر المتوقع‬ ‫لحياة نشطة‬ ‫خط العرض‬ ‫خط الطول‬ ‫المصدر‪ :‬إيانتشوفيتشينا وآخرون (‪ )2015‬استناداً إلى بيانات استطالع جالوب العالمي‪.‬‬ ‫المظالم واالنقسامات والتداعيات‬ ‫بالتالي‪ ،‬هناك إجابة ممكنة على لغز التفاوت في البلدان العربية وهي تتمثل في تفشي الشعور بعدم الرضا عن نوعية الحياة‪ ،‬السيما بين‬ ‫اء التر‬ ‫اجع الحاد في‬ ‫ي وآخرين (‪ ،)2015‬كانت هذه هي المظالم الرئيسية ور‬ ‫شريحة األربعين في المائة الوسطى من السكان‪ .‬ووفقا ألر‬ ‫امباتز‬ ‫معدل الرضا عن الحياة في الكثير من بلدان المنطقة النامية‪ .‬ولم يتم رصد التدهور في معدل الرضا عن الحياة في البيانات االقتصادية‬ ‫ح االستقصائية لألسر المعيشية‪ ،‬وبشكل أعم في مؤشر‬ ‫ات التفاوت القياسية‪ ،‬لكنه كان واضحا في البيانات عن‬ ‫الكلية الموضوعية‪ ،‬والمسو‬ ‫ات والواردة في مسوح القيم‪ .‬وكان هناك ارتفاع ملحوظ في الشعور بعدم الرضا عن العديد من المجاالت التي تؤثر بشكل‬ ‫التصور‬ ‫‪16‬‬ ‫رئيسي على نوعية الحياة مثل جودة الخدمات الحكومية والفساد والمحسوبية‪.‬‬ ‫ى‪ ،‬فإن انخفاض مستويات الرضا عن الحياة في بلدان المنطقة النامية خالل الفتر‬ ‫ة التي سبقت اندالع انتفاضات الربيع العربي لم‬ ‫وبعبار‬ ‫ة أخر‬ ‫يعكس عدم الرضا عن مستوى التفاوت في الدخل أو معدل نمو الدخل لدى أفقر ‪ 40‬في المائة من السكان‪ .‬فمعدل الفقر المطلق كان‬ ‫منخفضا وكان مستوى التفاوت في الدخل متوسطا وآخذا في التر‬ ‫اجع خالل العقد األول من القرن الحالي‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬ارتبط الشعور بالتعاسة‬ ‫‪ 16‬انظر شيفبوير وآخرين (‪)2015‬؛ وريكرز وآخرين (‪)2014‬؛ وديفان وآخرين (‪ )2013‬لالطالع على تحليل آلثار المحسوبية في البلدان العربية‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫بانخفاض مستويات المعيشة واستشر‬ ‫اء الفساد وغياب العدالة‪ .‬واضطر معظم المواطنين في الشرق األوسط وشمال أفريقيا إلى العمل ساعات‬ ‫عاية الصحية والتعليم واإلسكان‬‫ومواجهة مخاطر أكبر‪ ،‬ودفع أموال أكثر للحصول على خدمات جيدة للر‬ ‫‪17‬‬ ‫أطول في القطاع غير الرسمي‪،‬‬ ‫ها من الخدمات األساسية‪ .‬وبات هناك تصور شائع بين الناس بأنه ال يمكنهم التغلب على كل ذلك بالكد في العمل‪ .‬وشعر‬ ‫والنقل وغير‬ ‫الشباب خاصةً بالتعاسة لما كانوا يواجهونه من مصاعب في البحث عن وظائف كريمة وبدء حياتهم الزوجية‪.‬‬ ‫اجان وآخرون ‪ 2015).‬واعتمد نظام الحكم‬ ‫ة عن أعر‬ ‫اض لمشكالت هيكلية عميقة في البلدان العربية (ديفار‬ ‫وكانت هذه المظالم عبار‬ ‫الشمولي‪ ،‬الذي كان سائدا في بلدان المنطقة النامية قبل الربيع العربي‪ ،‬على الجمع بين الممارسات القمعية وعقد اجتماعي أ ِ‬ ‫ُطلق‬ ‫عليه في بعض األحيان "صفقة قبول الحكم الشمولي" (يوسف‪ ،)2004 ،‬الذي كان يقدم منافع مثل الخدمات المجانية كالتعليم‬ ‫عاية الصحية ودعم الطاقة والمواد الغذائية وضمان التعيين بالقطاع العام وذلك في مقابل الدعم السياسي‪ .‬وكشفت انتفاضات‬‫والر‬ ‫الربيع العربي تصدعات هذا النموذج‪ ،‬من العجز الضخم والمتنامي في الموازنة والحسابات الخارجية إلى ضعف المؤسسات التي اُبتليت‬ ‫اء الفساد‪ ،‬وانتشار ممارسات الترب‬ ‫ُّح التي أعاقت نمو القطاع الخاص‪ .‬وأدى استحواذ الشركات ذات العالقات السياسية على قطاعات‬ ‫باستشر‬ ‫الموجه‪ ،‬بل‬ ‫ّ‬ ‫اجع وتير‬ ‫ة اإلصالح واالبتكار وخلق فرص العمل‪ .‬ولم يستفد المستهلكون فقط من دعم الطاقة غير‬ ‫كبير‬ ‫ة من االقتصاد إلى تر‬ ‫اف الموارد المالية للدولة وانحياز هيكل االقتصاد لصالح الصناعات كثيفة ر‬ ‫أس‬ ‫استفاد منه قطاع الشركات أيضا‪ ،‬وهو ما أدى إلى استنز‬ ‫ّر إال القليل من الوظائف الجيدة في القطاعات الرسمية (المؤسسات الخاصة والمملوكة للدولة)‪ ،‬ولم يتوف‬ ‫ّر ما‬ ‫المال‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم يتوف‬ ‫يكفي من األموال العامة لتحسين جودة الخدمات العامة والبنية التحتية المادية والبيئة‪ .‬ولم َ‬ ‫يعد العقد االجتماعي القديم مجدياً‪ ،‬وأُصيبت الطبقة‬ ‫جة كبير‬ ‫ة‪.‬‬ ‫الوسطى باإلحباط بدر‬ ‫ِّر عن المظالم التي تؤثر بشكل رئيسي على رفاهها‪ .‬لكن االنتفاضات‬ ‫وفي عام ‪ ،2011‬تحدثت الشعوب العربية بصوت ٍ‬ ‫عال وواضح لتعب‬ ‫ر في العديد من البلدان مع تح ّ‬ ‫ول االنتفاضات إلى حروب أهلية‪ .‬والمهم أن‬ ‫المرجو‪ ،‬إذ تدهور الوضع تدهو ا‬ ‫ر كبي ا‬ ‫ّ‬ ‫العربية لم تحقق التغيير‬ ‫الت قائمة حتى الوقت الر‬ ‫اهن‪ .‬فقد توقف اإلصالح االقتصادي‬ ‫الكثير من العوامل التي أدت إلى تعاسة المواطنين قبل الربيع العربي ما ز‬ ‫احل االنتقالية ببلدان الربيع العربي‪ ،‬ولذلك استمرت المعوقات الهيكلية التي كانت موجودة في السابق‪ .‬وأدت الحروب األهلية الدائر‬ ‫ة‬ ‫خالل المر‬ ‫في سوريا والعر‬ ‫اق وليبيا واليمن إلى محو سنوات من مكاسب التنمية وخلق أوضاع من المعاناة والتشرد على نطاق واسع لم يشهده العالم منذ‬ ‫هابية على مساحات كبير‬ ‫ة‪ .‬وكانت الحالة‬ ‫الحرب العالمية الثانية‪ .‬وفي العديد من البلدان‪ ،‬انهارت الخدمات الحكومية وسيطرت الجماعات اإلر‬ ‫ُّض مئات اآلالف للقتل واإلعاقة والفقر‪ ،‬وفر‬ ‫ار الماليين من منازلهم‪ ،‬واحداث تدمير واسع النطاق بالبنية‬ ‫السورية هي األشد مأساوية مع تعر‬ ‫ات إلى أن تكلفة الحرب السورية وتمدد تنظيم داعش قد كبدا بلدان المشرق العربي حوالي ‪ 35‬مليار دو‬ ‫الر‬ ‫التحتية‪ .‬وتشير التقدير‬ ‫كخسائر في اإلنتاج خالل األعوام الثالثة منذ منتصف عام ‪( 2011‬إيانتشوفيتشينا وايفانيتش‪.)2014 ،‬‬ ‫‪ 17‬انظر أنجيل أوردينو‬ ‫ال وآخرين (‪ )2011‬لالطالع على مناقشة متعمقة لقضايا سوق العمل والعمل بالقطاع غير الرسمي في المنطقة‪ ،‬والبنك الدولي‬ ‫(‪ )2014‬لالطالع على مناقشة لهذه القضايا في مصر‪.‬‬ ‫‪33‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫إن أسباب اندالع الحروب األهلية في الشرق األوسط وشمال أفريقيا معقدة وتتجاوز نطاق ما نورده هنا من تحليل للجوانب االقتصادية‬ ‫ج بأفكار ّ‬ ‫قيمة من هذا التقرير عن انعدام المساواة في العالم العربي‪ .‬ومع أن التفاوت في اإلنفاق في البلدان العربية‬ ‫والرفاه‪ .‬لكن يمكن الخرو‬ ‫ح من المستوى المنخفض إلى المتوسط قبل عام ‪ ،2011‬فإن التباينات فيما بين أجز‬ ‫اء كل بلد وبين الريف والحضر ساهمت بشكل‬ ‫كان يتر‬ ‫او‬ ‫ِّ‬ ‫(تشكل ‪ 20‬في المائة أو‬ ‫ز في مصر والعر‬ ‫اق‬ ‫كبير في التفاوت اإلجمالي (حسين‪ .)2015 ،‬وكانت الفروق فيما بين أجز‬ ‫اء كل بلد أشد برو اً‬ ‫أكثر من التفاوت في اإلنفاق)‪ ،‬وساهم التباين بين الريف والحضر في تفاوت الدخل السيما في مصر وتونس‪ .‬وتر‬ ‫اجع إسهام الفروق المكانية‬ ‫بمرور الوقت في مصر‪ ،‬لكنه ز‬ ‫اد في معظم بلدان المنطقة النامية بما فيها سوريا وتونس واليمن واألردن (الشكل ‪ .)17-2‬ففي سوريا‪ ،‬وعلى‬ ‫اجع‪ .‬وبالمثل‪ ،‬لم يشهد السكان في وسط غرب‬ ‫غم من الزيادة العامة في متوسط الدخل‪ ،‬فإن إنفاق األسر المعيشية في شمال سوريا تر‬‫الر‬ ‫تحسنا ُ‬ ‫يذكر في متوسط الدخل بمرور الوقت‪.‬‬ ‫ة الثور‬ ‫ات العربية‪ّ ،‬‬ ‫رر‬‫تونس‪ ،‬وهي البلد الذي انطلقت منه ش ا‬ ‫الشكل ‪ :17-2‬تحليل التفاوت في اإلنفاق حسب سمات األسر المعيشية‬ ‫نسب التفاوت بين الفئات‬ ‫‪35‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫التعليم‬ ‫‪Education‬‬ ‫نوع األسرة‬ ‫‪Family‬‬ ‫‪type‬‬ ‫المنطقة‬ ‫‪Region‬‬ ‫‪Urban/Rural‬‬ ‫الحضر‪/‬الريف‬ ‫المصدر‪ :‬حسين (‪.)2014‬‬ ‫اء كل بلد يمكن أن يؤدي إلى صر‬ ‫اع‪ ،‬السيما في البلدان منخفضة الدخل‪ .‬ووفقا‬ ‫ى ليبتون (‪ )1997‬أن استمر‬ ‫ار وجود فجوة فيما بين أجز‬ ‫ير‬ ‫ايد‪ ،‬لكنهما لم يبحثا إمكانية نشوب صر‬ ‫اعات‬ ‫لكانبور وفينابلز (‪ ،)2005‬فإن التفاوتات فيما بين أجز‬ ‫اء كل بلد تتسم عادةً بأنها شديدة وفي تز‬ ‫بسببها‪ .‬ومؤخر‬ ‫ا‪ ،‬قامت أليسينا وآخرون (‪ )2012‬باستقصاء جذور وعواقب التفاوت فيما بين العرقيات في مختلف البلدان من خالل الجمع‬ ‫بين التقاط صور باألقمار الصناعية لإلضاءة خالل الليل وتحديد األوطان التاريخية للجماعات العرقية اللغوية‪ .‬ووفقا لهذه الدر‬ ‫اسة‪ ،‬فإن‬ ‫التفاوت العرقي‪ ،‬وليس التفاوت المكاني في حد ذاته أو التجزئة العرقية‪ ،‬هو الذي يرتبط ارتباطا كبي ا‬ ‫ر وسلبيا بالتنمية االجتماعية واالقتصادية‪،‬‬ ‫ى الدر‬ ‫اسة أن التفاوت العرقي يعوق التنمية‬ ‫وان كان من الطبيعي ارتباط التفاوت العرقي إيجابياً بالتفاوت المكاني (الشكل ‪ .)18-2‬وتر‬ ‫اع في حاالت كثير‬ ‫ة‪.‬‬ ‫اهية والحقد‪ ،‬وفرض حواجز أمام الحر‬ ‫اك االجتماعي‪ ،‬وخلق شعور بالظلم‪ ،‬وكذلك الصر‬ ‫من خالل توليد الكر‬ ‫‪34‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫وتظهر البيانات في در‬ ‫اسة أليسينا وآخرين (‪ )2015‬أن التفاوت العرقي كان مرتفعا في جميع بلدان الربيع العربي تقريبا‪ ،‬بما فيها البلدان التي‬ ‫ى وبالنسبة لمستوى التفاوت المكاني في‬ ‫اندلعت بها حروب أهلية (سوريا والعر‬ ‫اق)‪ .‬وكان هذا التفاوت مرتفعا بالنسبة لمستواه في بلدان أخر‬ ‫ات بانخفاض مستوى التفاوت العرقي مقارنةً بغير‬ ‫ها من‬ ‫ِّز السعودية ُ‬ ‫وعمان والبحرين واإلمار‬ ‫بلدان الربيع العربي نفسها‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬تتمي‬ ‫البلدان ومقارنةً بمستوى التفاوت المكاني بها‪ .‬وفي األردن والمغرب‪ ،‬يسجل التفاوت العرقي مستوى متوسطا ومتوافقا مع حجم التفاوت‬ ‫اعات‪ ،‬فيما تأتي الو‬ ‫اليات‬ ‫المكاني‪ .‬وعالميا‪ ،‬توجد أعلى درجة من التفاوت العرقي في السودان وأفغانستان اللذين مزقتهما الصر‬ ‫المتحدة وكندا في المرتبة األولى من حيث التفاوت المكاني‪.‬‬ ‫اع و’التفاوت األفقي’ أو التفاوت الذي يتز‬ ‫امن مع االنقسامات العرقية أو‬ ‫اسات الحالة أمثلة كثير‬ ‫ة على وجود ارتباط بين الصر‬ ‫وتقدم أدبيات در‬ ‫ّل من عملية الحشد للصر‬ ‫اع‬ ‫الدينية أو الطائفية‪ .‬وقد يؤدي الحرمان على أسس عرقية ودينية وطائفية إلى تأجيج المظالم الفئوية‪ ،‬ومن َّ‬ ‫ثم يسه‬ ‫اسات القليلة التي تشمل عدة بلدان‪ ،‬مؤيدة لدر‬ ‫اسات الحالة‬ ‫(ستيوارت ‪ .)2002 ،2000‬وجاءت نتائج در‬ ‫اسة أوستباي (‪ ،)2008‬وهي من الدر‬ ‫اء استقصاء منهجي للتفاوتات األفقية المستندة على أسس عرقية في العديد من البلدان النامية‪ .‬وفي در‬ ‫اسة الحقة‪ ،‬يقوم أوستباي‬ ‫لستيوارت بإجر‬ ‫َّ‬ ‫مصنفة عن الرفاه‬ ‫ح الديموجر‬ ‫افية والصحية إلنشاء بيانات جديدة‬ ‫وآخرون (‪ )2009‬بتطبيق تقنيات نظام المعلومات الجغر‬ ‫افية على المسو‬ ‫والتفاوتات االجتماعية واالقتصادية فيما بين وداخل األقاليم في ‪ 22‬بلدا بمنطقة أفريقيا جنوب الصحر‬ ‫اء‪ ،‬والجمع بين هذه البيانات والبيانات‬ ‫اع بين عامي ‪ 1986‬و‪ .2004‬وتوصل الباحثون إلى أن الصر‬ ‫اعات تبدأ على األرجح في المناطق التي‬ ‫الجغر‬ ‫افية عن مواقع مناطق الصر‬ ‫بها (‪ )1‬مستويات تعليم منخفضة‪ ،‬و(‪ )2‬حرمان قوي نسبياً فيما يتعلق بما تملكه األسر‬ ‫ة من أصول‪ ،‬و(‪ )3‬تفاوتات قوية فيما بين األقاليم‪،‬‬ ‫و(‪ )4‬توفّر الموارد الطبيعية مع الحرمان النسبي‪ .‬وتؤيد نتائج هذه الدر‬ ‫اسة فرضية أن التفاوت العرقي أحد المسببات المهمة لنشوب‬ ‫للن َ‬ ‫خب لكنها‬ ‫اع وتتفق مع نظرية إستيبان ور‬ ‫اي (‪ )2007‬بأن زيادة التفاوت فيما بين مختلف الفئات تتيح مزيدا من الموارد ُ‬ ‫الصر‬ ‫تخفض في الوقت ذاته من تكلفة حشد الفقر‬ ‫اء‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫ التفاوت العرقي والتفاوت المكاني‬:18-2 ‫الشكل‬ and‫العرقي‬ ‫والتفاوت المكاني‬ Ethnic Inequality ‫التفاوت‬ Spatial Inequality ‫مشروطة‬ Unconditional ‫( عالقة غير‬GREG) Relationship 1.000 SDN AFG BOL RUS PER BRA DZAMNG LBR 0.800 LAO LBY ZAR NGA SLB CHN TCD FIN GAB CAF COG SLE )‫التفاوت العرقي (معامل جيني‬ IRQ GEO TUN GNB ARM IDN GNQETH MLI CMR AGO NER SYR BLZ PAN TGO SUR NPL BFAGIN UGA BEN ECU IND 0.600 THA CHL KEN TKM ARG MOZ BWA GHA NIC TJK ZMB MWI PAK BRN TZA ERI SOM MRT AUS RWA SEN PHL HND ZWE GUY NAM EGY LVA GMB VNM NOR AZE SWZ BDI DJI SWE USA LSO KHM KAZ BGR HRV BTN PRY CAN BGD CIV JOR MYS URY COL 0.400 CRI IRN VEN EST ALB SAU SLV MKD BEL SVN GTM HTI DOM MEX QAT FJI AUT PNG DNK GRCITA CHE BLR ROM BIHKGZ UZB DEU UKR JPNGBR OMN 0.200 NLD FRA ESP MAR ZAF PRT ISR CZELUX LKA SVK IRL POL TUR KWT HUN MDA TTO LTU CYP LBN VUT ARE 0.000 NZL WSM GRD SGP BHR DMA SYC ATG KNA VCT JAM MLT LCA TON MUS CUB KOR ISL BHS CPV COM MDG 0.000 0.200 0.400 0.600 0.800 1.000 Overall )‫جيني‬ Spatial ‫(معامل‬Inequality (Gini Coefficient) ‫العرقي الكلي‬ ‫التفاوت‬ and‫العرقي‬ ‫والتفاوت المكاني‬ Ethnic Inequality ‫التفاوت‬ Spatial Inequality Unconditional‫مشروطة‬ ‫عالقة‬ ‫( غير‬ETHNOLOGUE) Relationship 1.000 PNG TCD PER SDN COG CMR SLB ZAR IDN CAF NGAAGO VUT LAO ZWE AFG COL BFA LBR GAB NER RUS GNB OMN NPL PRY BTN ETH BRA GTM 0.800 TZA GIN SLE SYR UGAPHL TGO KHM DZA PAN GNQ BOLGUY AUS MNG MYS TKM MLI BWA SOM TJK IRN NIC VNM MOZ )‫التفاوت العرقي (معامل جيني‬ SEN ECU BEN CHN GHA VEN KEN ZMB ERI THA PAK SWE NAM 0.600 FJI TUR GMB IND USA MDG AZE ARG CRI BRN CAN ALB BGD CIV MEX GEO MRT CHL IRQ FIN EGY JOR SUR NOR LSO 0.400 COM ESP HND CHE MWI BLZ ITA PRT ZAF KAZ SGP ISR GRC BIH TUN LBY AUT DNK UZB GBR 0.200 KWT JPN DEU TTO UKR KGZ IRL MKD HUN FRA DJI SVK LKA DOM CZE NLDBGR DMA BEL SLV ROM MAR GRD BHR POL CYP LTU MDA SAU 0.000 SVNLUX SWZ LBN ARM ARE QAT EST VCT WSM KNA ATG SYC MLT RWA JAM TON LCA NZL HRV LVA CUB ISL KOR MUS CPV BHS HTI BLR BDI URY 0.000 0.200 0.400 0.600 0.800 1.000 )‫جيني‬Spatial Overall Inequality ‫(معامل‬ Coefficient) (Gini ‫التفاوت‬ ‫العرقي الكلي‬ 36 2015 ‫تشرين األول‬/‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‬ ‫المصدر‪:‬أليسينا وآخرون (‪.)2015‬‬ ‫اع كثي اً‬ ‫ر عما هو عليه‬ ‫تفيد هذه النتائج في فهم الوضع في بلدان المنطقة النامية بعد انتفاضات الربيع العربي حيث يرتفع احتمال نشوب الصر‬ ‫في بقية بلدان العالم (أبو بدر وايانتشوفيتشينا‪ .)2015 ،‬وتقدم األبحاث الجديدة لكيندربيوجو وايانتشوفيتشينا (‪ )2015‬شواهد على أن بلدان‬ ‫ايدا في أعداد من يعتقدون بوجود مبرر أخالقي للجوء إلى العنف المفرط واستهداف المدنيين‪ ،‬وان كانت هذه اآلر‬ ‫اء موجودة‬ ‫المنطقة تشهد تز‬ ‫ال ُ‬ ‫يتاح لهم‬ ‫ى من العالم‪ .‬إن مخاطر االعتقاد في هذه اآلر‬ ‫اء المتطرفة أعلى بين الشباب الذين يكافحون بشدة في حياتهم‪ ،‬و‬ ‫في أماكن أخر‬ ‫غبون في التضحية بأنفسهم من أجل فكر‬ ‫ة ما‪ .‬ويلفت دياب (‪ )2015‬االنتباه‬ ‫رر‬ ‫ات المتعلقة بحياتهم‪ ،‬وير‬ ‫سوى قدر محدود من الحرية التخاذ الق ا‬ ‫اهية والصر‬ ‫اعات العرقية‪.‬‬ ‫ح الساكنة التي يمكن إثارتها واستخدامها كأداة للتحريض على الكر‬‫ال إلى أهمية المظالم فحسب‪ ،‬بل أيضا إلى الجرو‬ ‫وتشير الشواهد التجريبية إلى أن المظالم وحدها ال تؤدي إلى حروب أهلية (كولييه وهوفلر‪ .)2004 ،‬لكن االنتفاضات التي تحركها المظالم‬ ‫يمكن أن تتحول إلى حروب أهلية إذا ما استخدمت الفئات‪ ،‬التي قد تصطف على أسس عرقية أو طائفية‪ ،‬المآسي والمظالم المشتركة (السابقة‬ ‫جي والموارد‬ ‫أو الحالية) للحصول على دعم شعبي بين قطاعات أوسع من السكان وتمويل ألنشطتها‪ .‬ويؤدي توف‬ ‫ّر مصادر التمويل الخار‬ ‫اع‪ ،‬وارتفاع مخاطر‬ ‫ه‪ ،‬وبالتالي حدته‪.‬‬ ‫الطبيعية واألنشطة غير القانونية إلى زيادة دوافع الصر‬ ‫ات الربيع العربي اندلعت بسبب االستياء المتنامي والمشترك من نوعية الحياة وليس من التفاوت المرتفع والمتز‬ ‫ايد‬ ‫وختاماً‪ ،‬نشير إلى أن ثور‬ ‫في اإلنفاق‪ .‬وأُصيبت الطبقة الوسطى بشكل خاص باإلحباط نظ اً‬ ‫ر لتردي مستويات معيشتها‪ ،‬ونقص الوظائف في القطاع الرسمي‪ ،‬وعدم‬ ‫الرضا عن جودة الخدمات العامة‪ ،‬وعدم مساءلة الحكومة‪ .‬وكان هناك استياء بين المواطنين العاديين لعدم تمكنهم من المشاركة في جني‬ ‫ة نسبياً من الشركات العربية الكبير‬ ‫ة‪ ،‬وسعوا إلى التغلب على ذلك بالكد في العمل‪ .‬وما يعكس‬ ‫ثمار الرخاء الذي حققته مجموعة صغير‬ ‫تناقص المنفعة الحدية أن الدعم لم يمكنه التعويض عن كل هذه المشكالت‪ :‬توجيه الدعم كان يهتم بالرفاه الشخصي لشريحة األربعين في‬ ‫المائة الوسطى بدرجة أقل من اهتمامه بالرفاه الشخصي لشريحة األربعين في المائة الدنيا‪ .‬ولم َ‬ ‫يعد العقد االجتماعي القديم إلعادة التوزيع‬ ‫ع وأن تُتاح لها‬ ‫ة على التعبير مجدياً لشريحة األربعين في المائة الوسطى التي أر‬ ‫ادت أن يكون لها صوت مسمو‬ ‫مع ضعف القدر‬ ‫فرص حقيقية‪.‬‬ ‫ويبدو أن انتشار أعمال العنف المتطرف في المنطقة بعد ثور‬ ‫ات الربيع العربي يرتبط بارتفاع مستوى التفاوت فيما بين الفئات‪ ،‬وليس التفاوت‬ ‫االقتصادي في حد ذاته‪ .‬ومع أن المظالم وحدها ال تؤدي إلى حروب أهلية‪ ،‬فإن االحتجاجات واالنتفاضات التي تحركها المظالم يمكن‬ ‫تطور‬ ‫ها إلى حروب أهلية إذا استخدمت الفئات المصطفة على أسس طائفية و‪/‬أو عرقية هذه المظالم لكسب تأييد شعبي‪ .‬وفي هذه المجتمعات‬ ‫اع بدرجة أكبر عند توفّر الموارد الطبيعية ووجود نسبة مرتفعة من الشباب العاطلين عن العمل‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫شديدة االستقطاب‪ ،‬تزيد مخاطر الصر‬ ‫بدا أن المنطقة بعد ثور‬ ‫ات الربيع العربي في طريقها إلى السقوط في الفوضى‪.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫المرفق الجدول ‪ 1-2‬إحصاءات الفقر (حساب معدالت الفقر عند مستوى ‪ 1.25‬دوالر للفرد في اليوم على أساس تعادل‬ ‫القوة الشر‬ ‫ائية)‬ ‫سنة‬ ‫الرقم الوسيط‬ ‫عدد الفقراء‬ ‫فجوة الفقر‬ ‫مربع‬ ‫مؤشر‬ ‫مؤشر‬ ‫مؤشر‬ ‫عدد السكان‬ ‫البلد‬ ‫المسح‬ ‫بالدوالر‬ ‫نسبة مئوية‬ ‫نسبة مئوية‬ ‫فجوة الفقر‬ ‫وات‬ ‫اف اللوغاريتمي المتوسط جيني‬ ‫االنحر‬ ‫بالمليون‬ ‫جمهورية مصر العربية‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪114.02‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪0.18‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30.77‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪78.32‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪112.51‬‬ ‫‪1.99‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪32.14‬‬ ‫‪0.18‬‬ ‫‪72.84‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪112.19‬‬ ‫‪1.81‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪32.76‬‬ ‫‪0.18‬‬ ‫‪66.46‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪97.84‬‬ ‫‪2.46‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30.13‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪62.06‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪100.88‬‬ ‫‪4.46‬‬ ‫‪0.6‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪0.17‬‬ ‫‪56.84‬‬ ‫جمهورية إيران اإلسالمية‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪197.67‬‬ ‫‪1.45‬‬ ‫‪0.34‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪38.28‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪69.73‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪251.94‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪44.1‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪63.13‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪233.61‬‬ ‫‪1.42‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪58.81‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪202.44‬‬ ‫‪3.85‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪43.6‬‬ ‫‪0.33‬‬ ‫‪54.87‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪226.84‬‬ ‫‪4.19‬‬ ‫‪0.9‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪47.42‬‬ ‫‪0.39‬‬ ‫‪48.26‬‬ ‫األردن‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪224.99‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪0.03‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪35.43‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪6.05‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪199.52‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪33.82‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫‪5.79‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪210.02‬‬ ‫‪0.38‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪37.72‬‬ ‫‪0.24‬‬ ‫‪5.54‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪175.55‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪38.87‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪5.04‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪151.56‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪36.42‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪4.46‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪174.15‬‬ ‫‪2.77‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪43.36‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪3.73‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪221.54‬‬ ‫‪n/a‬‬ ‫‪n/a‬‬ ‫‪n/a‬‬ ‫‪n/a‬‬ ‫‪36.06‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪161.17‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪40.88‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪31.01‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪133.66‬‬ ‫‪6.25‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪40.63‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪28.79‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪129.78‬‬ ‫‪6.76‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪39.46‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫‪28.08‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪155.43‬‬ ‫‪2.45‬‬ ‫‪0.35‬‬ ‫‪0.09‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪39.2‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪24.78‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫‪112.9‬‬ ‫‪10.29‬‬ ‫‪2.11‬‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪39.19‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪21.75‬‬ ‫تونس‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪230.52‬‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.31‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪36.06‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪10.55‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪217.87‬‬ ‫‪1.35‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪41.42‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪10.03‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪182.41‬‬ ‫‪2.55‬‬ ‫‪0.46‬‬ ‫‪0.15‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪40.81‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪9.56‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪154.12‬‬ ‫‪6.48‬‬ ‫‪1.33‬‬ ‫‪0.43‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪41.66‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫‪8.96‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪151.28‬‬ ‫‪5.87‬‬ ‫‪1.37‬‬ ‫‪0.54‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪40.24‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪8.15‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪140.63‬‬ ‫‪8.65‬‬ ‫‪1.92‬‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪43.43‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫‪7.26‬‬ ‫الضفة الغربية وقطاع غزة‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪306.33‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪35.5‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪4.04‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪272.36‬‬ ‫‪0.4‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪38.65‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫‪3.83‬‬ ‫جمهورية اليمن‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪84.02‬‬ ‫‪17.53‬‬ ‫‪4.18‬‬ ‫‪1.61‬‬ ‫‪0.06‬‬ ‫‪37.69‬‬ ‫‪0.24‬‬ ‫‪20.65‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪90.34‬‬ ‫‪12.88‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪0.04‬‬ ‫‪33.44‬‬ ‫‪0.19‬‬ ‫‪16.72‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪120.12‬‬ ‫‪6.79‬‬ ‫‪1.36‬‬ ‫‪0.45‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪35.33‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪28.29‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪126.04‬‬ ‫‪7.56‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪0.24‬‬ ‫‪0.02‬‬ ‫‪40.19‬‬ ‫‪0.28‬‬ ‫‪24.04‬‬ ‫جيبوتي‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪93.5‬‬ ‫‪18.84‬‬ ‫‪5.29‬‬ ‫‪2.19‬‬ ‫‪0.07‬‬ ‫‪39.96‬‬ ‫‪0.27‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫العراق‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪109.33‬‬ ‫‪2.82‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪30.86‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪28.43‬‬ ‫‪38‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫‪39‬‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫المر‬ ‫اجع‬ Abu Bader, S. & Ianchovichina, E. (2015) “Polarization and conflict in Arab Countries,” mimeo. Alesina, A., Michalopoulos, S., & Papaioannou, E. “Ethnic Inequality,” Journal of Political Economy (forthcoming). Alvaredo, F. (2011) “A note on the relationship between top income shares and the Gini Coefficient,” Economics Letters 110(3), 274-277. Alvaredo, F., and Piketty, T. (2015) “Measuring Top Incomes and Inequality in the Middle East,” mimeo. Alvaredo, F., Atkinson, A., Piketty, T., and Saez, E. (2015) “The World Top Incomes Database,” http://topincomes.g-mond.parisschoolofeconomics.eu/. Angel-Urdinola, D., Gatti, R., Silva, J. & Bodor, A. (2011) Striving for better jobs: the challenge of informality in the Middle East and North Africa region, World Bank, Washington DC. Arampatzi, E., Burger, M., Ianchovichina, E., Rohricht, T. and Veenhoven, R. (2015) “Unhappy development: Dissatisfaction with Life in the Wake of the Arab Spring,” mimeo. Atkinson, A. B., Piketty, T., & Saez, E. (2011) “Top Incomes in the Long Run of History,” Journal of Economic Literature 49(1), 3-71. Benabou, R. (2000) “Unequal societies: income distribution and the social contract,” American Economic Review, 90(1), 96-129. Collier, P and Hoeffler, A. (2004) “Greed and Grievance in Civil War,” Oxford Economic Papers 56(4): 563-595. Devarajan, S., Mottaghi, L., Iqbal, F.., Mundaca, G., Laursen, T., Vagliasindi, M, Commander, S., Chaal- Dabi, I. (2014) “Corrosive Subsidies,” MENA Economic Monitor, the World Bank, October. Devarajan, S. and Mottaghi, L. (2015) “Towards a New Social Contract,” MENA Economic Monitor, The World Bank, April. Devarajan, S. and Mottaghi, L. (2015) “Economic Implications of Lifting Sanctions on Iran,” MENA Quarterly Economic Brief, The World Bank, July. Diab, K. (2015) “The ghost of conflicts past, present and future,” Al Jazeera opinion piece. Diaz-Bazan, T. (2014) “Measuring Inequality from Top to Bottom,” mimeo. 40 2015 ‫تشرين األول‬/‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‬ Diwan, I., Keefer, P., & Schiffbauer, M. (2013) “The effects of cronyism on private sector growth in Egypt,” Mimeo. Douidich, M., Ezzrari, A., Van der Weide, R., & Verme, P. (2013) “Estimating quarterly poverty rates using labor force surveys: a primer” World Bank Policy Research Working Paper No. 6466, Washington DC. Esteban, J. and Ray, D. (2007) “A Model of Ethnic Conflict,” Journal of the European Economic Association 9(3), 496-521. Ferrari, A.J., Charlson F.J., Norman, R.E., Patten, S.B., Freedman, G., Murray, C.J., et al. (2013) Burden of depressive disorders by country, sex, age, and year: findings from the Global Burden of Disease Study 2010. PLoS Medicine, 10(11): e1001547. Financial Action Task Force (2011) Laundering the Proceeds of Corruption. Hlasny, V. & Paolo, V. (2013) “Top Incomes and the Measurement of Inequality in Egypt,” World Bank Policy Research Working Paper No. 6557, Washington DC. Hassine, N. (2011) “Inequality of Opportunity in Egypt,” World Bank Economic Review 26(2), 265-295. Hassine, N. (2015) “Income inequality in the Arab Region,” World Development 66, 532-556. Hirschman, A. and Rothschild, M. (1973) “The Changing Tolerance for Income Inequality in the Course of Economic Development,” The Quarterly Journal of Economics 87(4): 544-566. Ianchovichina, E., Burger, M. et al. (2015) “Arab Society in Crisis: From Grievances and Protests to Real Shared Wellbeing,” mimeo. Ianchovichina, E., Devarajan, S., and Lakatos, C. (2015) “Global Effects and Strategic Responses to the Removal of Iran’s Economic Sanctions,” mimeo. Ianchovichina, E. & Ivanic, M. (2014) “Economic effects of the Syrian war and the spread of the Islamic state on the Levant,” Policy Research Working Paper No. 6771, The World Bank, Washington DC. Iqbal, F. and Kiendrebeogo, Y. (2015) “The reduction of child mortality in the Middle East and North Africa: A success story,” Policy Research Working Paper No. 7127, The World Bank, Washington DC. Johannesen, N. (2015) “Economic Inequality in the MENA Countries – Evidence from Cross-Border Deposits,” mimeo. Kanbur, R. & Venables, A. (eds.) (2005) Spatial Inequality and Development, Oxford: Oxford University Press. 41 2015 ‫تشرين األول‬/‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‬ Kiendrebeogo, Y. & Ianchovichina, E. (2015) “Radicalization in Arab countries,” mimeo. Lakner, C. & Milanovic, B. (2013) “Global Income Distribution: From the Fall of the Berlin Wall to the Great Recession,” World Bank Policy Research Working Paper No. 6719, Washington DC, December. Lipton, M. (1977) Why Poor People Stay Poor: Urban Bias in World Development, Cambridge, MA: Harvard University Press. Mottaghi, L. (2015) “Plunging oil Prices,” MENA Quarterly Economic Brief, The World Bank, January. Muller, E. (1985) “Income Inequality, Regime Repressiveness, and Political Violence,” American Sociological Review 50(1): 47-61. Ncube, M. and Anyanwu, J. (2012) “Inequality and Arab Spring Revolutions in North Africa and the Middle East,” Africa Economic Brief, African Development Bank. Nimeh, Z. (2012) “Economic growth and inequality in the Middle East: An Explanation of the Arab Spring?” Instituto Per Gli Studi Di Politica Internazionale (ISPI) Analysis No. 105, April. Osborn, B. (2011) “The Arab Spring, As Seen from 2014: A Fight for Prosperity, Not Power.” Glob al Envision (http://www.globalenvision.org/2011/12/19/arab-spring-seen-2015-fight-prosperity-not- power). OECD (2009) Ownership Structures in MENA Countries: Listed Companies, State-Owned, Family Enterprises and Some Policy Implications, Paris http://www.oecd.org/mena/investment/35402110.pdf.Ostby, G. (2008) “Polarization, Horizontal Inequalities and Violent Conflict,” Journal of Peace Research 45 (2), 143-162. Ostby, G., Nordas, R. & Rod, J. (2009) “Regional Inequalities and Civil Conflict in Sub-Saharan Africa,” International Studies Quarterly 53: 301-324. Ostry, J., Berg, A. and Tsangarides, C. (2014) “Redistribution, Inequality, and Growth,” IMF Staff Discussion Note, February, 2014. Rijkers, B., Freund, C., & Nucifora, A. (2014) “All in the family: state capture in Tunisia,” World Bank Policy Research Working Paper 6810. Washington DC. Schiffbauer, M., Sy, A., Hussain, S., Sahnoun, H., and Keefer, P. (2015) Jobs or Privileges: Unleashing the Employment Potential of the Middle East and North Africa. Washington DC. Starr, P. (2011) “Can Inequality Fuel Revolutions?” UN Dispatch, United Nations News and Commentary, July 26. 42 2015 ‫تشرين األول‬/‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‬ Stewart, F. (2000) “Crisis Prevention: Tackling Horizontal Inequalities,” Oxford Development Studies 28(3): 245-262. Stewart, F. (2002) “Horizontal Inequalities: A neglected Dimension of Development,” Queen Elizabeth House Working Paper Series No. 81, University of Oxford. Van der Weide, R., Lakner, C., & Ianchovichina, E. (2015a) “Is Inequality Underestimated in Egypt? Evidence from House Prices,” mimeo. Van der Weide, R., Lakner, C., & Ianchovichina, E. (2015b) “How unequal is growth in the Arab countries?” mimeo. Verme, P. (2014) Facts and perceptions of inequality. In Verme, P., Milanovic, B., Al-Shawarby, S., El Tawila, S., Gadallah, M., and El-Majeed, A. Inside Inequality in the Arab Republic of Egypt: Facts and Perceptions across People, Time, and Space. A World Bank Study. World Bank (2011a) Middle East and North Africa: Facing Challenges and Opportunities. Economic Developments and Prospects Report (May 2011). Washington DC. World Bank (2011b) Middle East and North Africa: Investing for Growth and Jobs. Economic Developments and Prospects Report (September 2011). Washington DC. World Bank (2014) More Jobs, Better Jobs: A Priority in Egypt. Washington DC. Yousef, T.M. (2004) Development, Growth and Policy Reform in the Middle East and North Africa since 1950. Journal of Economic Perspectives. Vol. 18, No.3, pp. 91-115. Zucman, G. (2013) “The Missing Wealth of Nations: Are Europe and the U.S. Net Debtors or Net Creditors?” Quarterly Journal of Economics 128(3), 1321-1364. 43 2015 ‫تشرين األول‬/‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا أكتوبر‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‬ ‫المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬أكتوبر‪/‬تشرين األول ‪2015‬‬ ‫التفاوتات واالنتفاضات والصر‬ ‫اع في العالم العربي‬ ‫‪http://www.worldbank.org/en/region/mena/publication/mena-economic-monitor‬‬