‫عالم ما بعد المعونة‬ ‫‪Available in: руÑ?Ñ?кий, 日本語, 中文, English, Français, Español‬‬ ‫روبرت ب‪ .‬زوليك‬ ‫رئيس‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬ ‫جامعة جورج واشنطن‬ ‫سبتمبر‪/‬أيلول ‪14 2011‬‬ ‫أوال‪ :‬مقدمة‪ -‬نقطةÙ? انعطاÙ? تاريخية‬ ‫ل الكثير من القرى Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا وأمريكا‬ ‫يختلÙ? حالها عن حا Ù?‬ ‫Ù?‬ ‫حضن الجبل Ù?ÙŠ مقاطعة جيزهو بالصين – قرية Ù? ال‬ ‫ة Ù?ÙŠ Ù?‬ ‫Ù?ÙŠ قري Ù?‬ ‫ً‬ ‫م ال يطلبون Ø´Ù?قة وال إحسانا‪ ،‬وال يريدون وصÙ?Ø© متعلقة بالسياسات‪ ،‬وال‬ ‫ع أهلها لمناقشة مستقبلهم‪Ù? .‬‬ ‫هْ‬ ‫مÙ?‬‫الوسطى أو الهند – يتج ّ‬ ‫مقام رÙ?يعÙ? ليÙ?لقي محاضرة Ù‹ أو خطبة عصماء‪ .‬إنهم يريدون أن تتاح لهم الÙ?رصة‪ ،‬وهم‬ ‫Ù?‬ ‫صاحب‬ ‫من‬ ‫يتوقون قطعا Ù‹ إلى زيارةÙ?‬ ‫ي صÙ?حة الماضي خلÙ? ظهورهم؛ Ù?هل نحنÙ? Ù?اعلون مثلهم؟‬ ‫مستعدون لط ّ‬ ‫ريتشارد نيوستادت وإرنست ماي‪ ،‬هما اثنان من أساتذة جامعة هارÙ?ارد طبقت شهرتهما اآلÙ?اق Ù?ÙŠ العلوم السياسية والتاريخ‪،‬‬ ‫معا خالصة خبرتهما Ù?ÙŠ كتاب صدر بعنوان "إبحار الÙ?كر Ù?ÙŠ ذاكرة الزمن" (‪ .)Thinking in Time‬يقي Ù?‬ ‫م الكاتبان الحجة‬ ‫جَ‬ ‫م استعمال ما ÙŠÙ?سمى "دروس التاريخ" استعماال خاطئا؛ مما أدى إلى قرارات معيبة‬ ‫ويسوقان البراهين على أنه كثيرا ما ت ّ‬ ‫خ الناس على "إمعان الÙ?كر Ù?ÙŠ تيارات الزمن" بالنظر Ù?ÙŠ القضايا‬‫وسيئة‪ .‬ويرى المؤلÙ?ان أنه من األÙ?ضل أن يساعد التاري Ù?‬ ‫الراهنة Ù?ÙŠ سياق الترابط المتواصل بين خبرة الموروث وتجاربه ÙˆÙ?رص المستقبل وإمكاناته‪ ،‬Ù?التاريخ ال ينÙ?Ùƒ يطرح األسئلة‬ ‫ولكنه ال يقدم إجابات‪.‬‬ ‫وعلى هذا النحو إذن‪ ،‬ما هي األسئلة التي يجب أن نطرحها على أنÙ?سنا‪ ،‬وما هي Ù?رص المستقبل التي ينبغي أن Ù†Ù?معن النظر‬ ‫ت اليوم وما حدث Ù?ÙŠ الماضي؟‬ ‫Ù?يها Ù… Ù?ليا Ù?ÙŠ خريÙ? عام ‪ 2011‬Ù?ÙŠ خضم حالة عدم اليقين الراهنة؟ وكيÙ? نربط بين تحديا Ù?‬ ‫االجتماعات السنوية المقبلة لمجموعة البنك الدولي هي حصادÙ? لغرس قديم غرسه األولون Ù?ÙŠ تج ّ‬ ‫معهم Ù?ÙŠ عام ‪ 1944‬عندما‬ ‫اجتمع ممثلو ‪ 44‬دولة Ù?ÙŠ مؤتمر بريتون وودز بوالية نيوهامبشير‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عام ‪ ØŒ1944‬كانت رحى الحرب ال تزال دائرة‪ ،‬تلك الحربÙ? التي أودت نيرانها بحياة نحو ‪ 60‬مليون إنسان‪.‬‬ ‫مة شاقّة وعسيرة آنذاك‪ :‬الوقوÙ? على أسباب الÙ?شل الذريع للدبلوماسية واقتصادات عام ‪ 1919‬Ù?ÙŠ عقدي‬ ‫كانت المه ّ‬ ‫العشرينيات والثالثينيات من القرن الماضي؛ وإنشاء نظام اقتصادي دولي جديد متعدد األطراÙ?Ø› والÙ?وز بتحقيق السالم وإعادة‬ ‫البناء واإلعمار من أجل المستقبل‪.‬‬ ‫ي القواعدَ لثالثة مشاريع Ø´ ّ‬ ‫كلت األساس لما نسميه اليوم نظام بريتون وودز‪:‬‬ ‫المؤتمر التاريخ ّ‬ ‫Ù?‬ ‫أرسى ذلك‬ ‫مشروع إنشاء صندوق النقد الدولي بغرض تمويل االختالالت قصيرة األجل Ù?ÙŠ المدÙ?وعات الدولية من أجل إدارة التعديالت‬ ‫التصحيحية ألسعار الصرÙ?Ø› بغية تÙ?ادي سياسة "تحقيق المنÙ?عة الذاتية على حساب الغير أو Ø¥Ù?قار الجار" وما تنطوي عليه من‬ ‫مرت‬ ‫مناÙ?سة قائمة على Ù?رض قيود معقدة على العملة وتقييد تدÙ?قات رأس المال إلى الخارج‪ ،‬وهي سياسةÙ? سبقَ لها أن د ّ‬ ‫االقتصادات وعصÙ?ت بكيان المجتمعات؛‬ ‫مشروع إنشاء البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪ ،‬أو ما ÙŠÙ?عرÙ? اليوم بالبنك الدولي‪ ،‬من أجل إتاحة رؤوس أموال طويلة األجل‬ ‫ً‬ ‫للبلدان المحتاجة إلى االستثمار والمساعدة‪ ،‬حتى تتمكن بلدان العالم من تحقيق النمو االقتصادي‪ ،‬والشراء من بعضها بعضا‪،‬‬ ‫وبعث األمل Ù?ÙŠ النÙ?وس Ù?ÙŠ المجتمعات التي مزقتها الحرب شر ممزق؛‬ ‫ومشروع الحد من الحواجز الماثلة أمام التجارة العالمية من أجل تشجيع األسواق الحرة واالنÙ?تاح‪ ،‬ومقاومة خطر االنزالق إلى‬ ‫دوامات اإلجراءات الحمائية االنتقامية والنزاعات االقتصادية‪.‬‬ ‫نظام لعالمهم وقتذاك‪.‬‬ ‫Ù?‬ ‫قام المؤسسون Ù?ÙŠ بريتون وودز ببناء‬ ‫دعونا نتوقÙ? لبرهة Ù?نستحضر Ù?ÙŠ أذهاننا مالمح ذلك العالم‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ ذلك العالم‪ ،‬وÙ?ÙŠ ظل مآسي الدمار والخراب التي خلÙ?تها الحرب‪ ،‬كان نصيب البلدان المتقدمة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫العالمي يقارب ‪ 80‬Ù?ÙŠ المائة‪ ،‬وكان نصيب الواليات المتحدة وحدها يربو على ‪ 40‬Ù?ÙŠ المائة‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ ذلك العالم‪ ،‬كانت البلدان المتقدمة مسؤولة عن أكثر من Ø«Ù?لثي التجارة‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ ذلك العالم‪ ،‬كانت البلدان النامية الحالية عبارة‪ ،‬Ù?ÙŠ معظمها‪ ،‬عن مستعمرات تابعة آنذاك‪.‬‬ ‫لقد دام نظام ‪ 1944‬متعدد األطراÙ? لمدة تÙ?قارب السبعين عاما حتى اآلن‪ .‬كان هذا النظام ّ‬ ‫يئن ويزداد أنينه تحت وطأة تردّي‬ ‫األوضاع ‪ -‬أزمات العمالت والهزة النÙ?طية Ù?ÙŠ السبعينيات‪ ،‬وأزمات ديون البلدان النامية Ù?ÙŠ الثمانينيات‪ ،‬وموجات التوسع‬ ‫المتبوعة بانهيارات اقتصادية ومالية Ù?ÙŠ التسعينيات Ù€ ولكن النظام ظل متماسكا إلى حد كبير‪.‬‬ ‫جهت إليه وعمليات إصالحه‬ ‫وعلى الرغم من كل مظاهر الضعÙ? التي شابت نظام بريتون وودز واالنتقادات الالذعة التي Ù?‬ ‫و ّ‬ ‫مذهال Ù?ي‬‫وترميمه‪ ،‬Ù?إنه قام بتهيئة البيئة اإليجابية المواتية ألعظم حقبة للنمو االقتصادي‪ ،‬وألكبر تحول اقتصادي ÙŠÙ?حقق نجاحا Ù?‬ ‫أقصر Ù?ترة زمنية Ù?ÙŠ التاريخ‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ خالل عقد من الزمن‪ ،‬استطاعت بعض البلدان مضاعÙ?Ø© نصيب الÙ?رد من إجمالي الناتج‬ ‫ربع قرن من الزمان Ù?ÙŠ تحقيق ذلك الهدÙ? Ù?ÙŠ القرن التاسع‬ ‫المحلي‪ ،‬Ù?ÙŠ حين استغرقت الدول المعروÙ?Ø© اآلن بالدول الصناعية Ù?‬ ‫عشر‪.‬‬ ‫مقدسا ال تمس حرمته‪ ،‬وهو ليس قالبا Ù‹ جامدا Ù‹ أو متحجرا Ù‹ يستعصي على التعديل إلى‬ ‫ولكن نظام بريتون وودز Ù†Ù?سه ليس نظاما Ù?‬ ‫األبد‪.‬‬ ‫Ù?الرأي السديد الذي تركه لنا المؤسسون Ù?ÙŠ بريتون وودز هو أن تكون الحكمة ضالتنا المنشودة Ù?ÙŠ إدراك أي أمر جديد من‬ ‫الناحية النوعية‪ ،‬والتزام الحصاÙ?Ø© وقوة اإلرادة Ù?ÙŠ التعاطي معه واستيعابه ‪ -‬أي أن نعمل بمنتهي الجرأة والحسم على أن يكون‬ ‫ذلك Ù?ÙŠ إطار التعاون الجماعي‪.‬‬ ‫تومض إشارات التاريخ التحذيرية مرة أخرى بأضواء متعاقبة منها األحمر واألصÙ?ر وبعضها أخضر أيضا‪ .‬Ù?هل‬ ‫Ù?‬ ‫واليوم‪،‬‬ ‫سنواجه تحديات عام ‪ 2011‬ونحن أسرى الماضي نتحرق شوقا وحنينا جارÙ?ا إلى العودة إلى Ù?‬ ‫أيام قد خلت؟ هل سنواجه هذه‬ ‫التحديات ونحن Ù?ÙŠ دوامة اإلنكار النÙ?سي داÙ?نين رؤوسنا Ù?ÙŠ الرمال؟ هل سنتصدى لهذه التحديات بإنحاء الالئمة على هذا‬ ‫الطرÙ? أو ذاك بمرارة قاسية تحجب عنا مالمح الÙ?رصة وشكل اإلمكانات؟‬ ‫هل سنواجه هذه التحديات ونحن نتوارى خجال؟‬ ‫أم هل يا ترى سنواجهها مباشرة Ù‹ دون مواربة‪ ،‬بإيجابية بناءة وإبداع خالق؟ هل سنÙ?عمل العقل لالستÙ?ادة من التجارب السابقة‬ ‫لكن بما يالئم عصرنا الحالي؟ هل سندرك التغيرات الجذرية الهائلة Ù?ÙŠ الظروÙ? الراهنة Ù?نجد لجميع الناس ذكورا وإناثا Ù?ي‬ ‫كل البلدان طريقا إلى التقدم جنبا إلى جنب؟‬ ‫ثانيا‪ :‬استمرار تغير الظروÙ? االقتصادية والسياسية‪.‬‬ ‫مثلما هو الحال مع كل تحول تاريخي عظيم‪ ،‬نحتاج إلى طرح أسئلة عما يجري على أرض الواقع‪.‬‬ ‫إنها الظروÙ? االقتصادية والسياسية التي ال تكÙ? عن الحركة‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ حقبة التسعينيات‪ ،‬كانت البلدان النامية تشكل حوالي Ù?‬ ‫خمس النمو االقتصادي العالمي‪ ،‬ولكنها أصبحت اليوم القوة المحركة‬ ‫والداÙ?عة لالقتصاد العالمي‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ التسعينيات‪ ،‬كانت البلدان النامية تمثل ما يزيد قليال على ‪ 20‬Ù?ÙŠ المائة من االستثمار العالمي‪ ،‬وها هي اليوم تستقطب‬ ‫حوالي ‪ 45‬Ù?ÙŠ المائة من االستثمارات‪.‬‬ ‫لقد حققت البلدان النامية‪ ،‬Ù?ÙŠ غضون السنوات العشر الماضية‪ ،‬نموا بوتيرة تزيد سرعتها بأربعة أمثال تقريبا عنها Ù?ÙŠ البلدان‬ ‫المتقدمة‪ ،‬ومن المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة Ù?ÙŠ هذا المسار‪.‬‬ ‫وتشير تقديرات بعض التنبؤات إلى أن ستة اقتصادات صاعدة رئيسية ‪ -‬هي البرازيل والصين والهند وإندونيسيا وجمهورية‬ ‫مجتمعة بحلول عام ‪ 2025‬أكثر من نصÙ? النمو العالمي بأكمله‪.‬‬ ‫كوريا واالتحاد الروسي ‪ -‬سوÙ? تمثل Ù?‬ ‫إننا نعيش بالÙ?عل Ù?ÙŠ عالم لو كانت Ù?يه مقاطعات الصين االثنتان والثالثون بلدانا Ù‹ ‪ -‬علما بأن هذه المقاطعات أكثر سكانا من‬ ‫معظم الدول ‪ -‬لكانت ضمن الثالثة والثالثين بلدا األسرع نموا Ù?ÙŠ العالم على مدى الثالثين عاما الماضية‪.‬‬ ‫تستهلك الصين اليوم أكثر من نصÙ? اإلسمنت Ù?ÙŠ العالم؛ وقرابة نصÙ? إنتاج العالم من الحديد الخام والصلب ولحوم الخنازير‪،‬‬ ‫وثÙ?لث اإلنتاج العالمي من البيض‪ .‬وهي اليوم أكبر مستهلك Ù?ÙŠ العالم للمعادن‪ ،‬مثل النحاس واأللومونيوم والنيكل‪ .‬ويبلغ صاÙ?ي‬ ‫تدÙ?قات االستثمار األجنبي المباشر إليها اليوم حوالي ‪ 180‬مليار دوالر مقابل حوالي ‪ 40‬مليار دوالر قبل عشر سنوات Ù?قط‪.‬‬ ‫وبعد أن تنتهي الصين تماما من بناء أساس النمو االقتصادي‪ ،‬سوÙ? ينخÙ?ض الطلب Ù?يها جزئيا على هذه المواد والمعادن ـ‬ ‫ولكن الهند هي التالية Ù?ÙŠ التحول إلى النمو األكثر سرعة‪.‬‬ ‫إن عالمنا اليوم ليس هو عالم ‪.1944‬‬ ‫لكن علينا توخي الحذر من اÙ?تراض ديمومة اتجاهات الخط المستقيم؛ Ù?زعماء الصين يعرÙ?ون جيدا أن نموذج النمو الصيني‬ ‫الناجح غير قابل لالستمرار‪ .‬وتدرك الصين أنه يتعين عليها مواجهة تحديات التدهور البيئي‪ ،‬والتÙ?اوت والالمساواة‪ ،‬واستخدام‬ ‫الموارد‪ ،‬والقضايا السكانية‪ ،‬ونمو اإلنتاجية‪ ،‬واإلÙ?راط Ù?ÙŠ االعتماد على األسواق الخارجية‪.‬‬ ‫وإذا وصل متوسط نصيب الÙ?رد من الدخل Ù?ÙŠ الصين إلى ‪ 16‬ألÙ? دوالر بحلول عام ‪( 2030‬مرتÙ?عا بشدة من مستواه الذي‬ ‫يبلغ حاليا ‪ 4‬آالÙ? دوالر) ‪ -‬وهو احتمال معقول ‪ -‬Ù?إن تأثير ذلك على العالم سيكون مساويا إلضاÙ?Ø© ‪ 15‬كوريا جنوبية أخرى‬ ‫إلى عالمنا‪ .‬ومن الصعب معرÙ?Ø© كيÙ?ية أن تكون هذه النتيجة قابلة لالستدامة Ù?ÙŠ سياق نموذج النمو الذي تقوده الصادرات‬ ‫واالستثمار‪.‬‬ ‫يساورني الشك أيضا تجاه توقعات االنحدار االقتصادي المحتوم Ù?ÙŠ البلدان المتقدمة؛ Ù?Ù?ÙŠ مقدور البلدان المتقدمة تحقيق التغيير‬ ‫الشامل واكتساب قوة داÙ?عة إلى األمام باتخاذ كل اإلجراءات الممكنة ذات المصداقية ‪ -‬وليس مجرد إصالحات قصيرة األجل ‪-‬‬ ‫بشأن الديون والعجوزات من أجل استعادة الثقة‪ ،‬مع التركيز على اإلصالحات الهيكلية والضريبية لتحÙ?يز نمو القطاع الخاص‬ ‫وتعزيز مستويات اإلنتاجية وخلق Ù?رص العمل‪ .‬بل إن توقعات الركود واالنحدار المحتوم ‪ -‬سواء طبقا للمÙ?كر األلماني‬ ‫لÙ?رضية الكساد والركود التي وضعها االقتصادي الكينزي المشهور بجامعة هارÙ?ارد ألÙ?ين هانسن‬ ‫المتشائم أوزوالد سبنغلر أو ْ‬ ‫‪ -‬هي طروحات قديمة عÙ?ا عليها الزمن وأثبتت خطأها مرة أخرى‪.‬‬ ‫وال يمكننا Ù?ÙŠ هذا الوقت أن نقول بأن االقتصادات المتقدمة لم تعد قادرة على مواجهة أية تحديات خارج حدودها؛ Ù?Ù?ي‬ ‫الواليات المتحدة Ù?ÙŠ عهد الرئيس هاري ترومان Ù?ÙŠ عام ‪ ØŒ1947‬كان األمريكي العادي ÙŠÙ?نتج أقل من ثلث ما ينتجه أي‬ ‫أمريكي اليوم‪ .‬وإذا كان جيل ‪ 1947‬قد استطاع‪ ،‬بأقل من ثلث نصيب الÙ?رد األمريكي من الثروة اآلن‪ ،‬أن يواجه العالم بكل‬ ‫جسارة وإقدام‪ ،‬Ù?كيÙ? ال يستطيع األمريكيون اآلن Ù?عل الشيء Ù†Ù?سه؟‬ ‫يؤدي األمريكيون واألوروبيون واليابانيون وشعوب الدول المتقدمة األخرى أدوارا بالغة األهمية Ù?ÙŠ إطالق طاقات االبتكار‪،‬‬ ‫واالستثمار‪ ،‬والتكنولوجيا‪ ،‬واألمن ‪ -‬والتنمية بكل تأكيد‪ .‬ومازالت مساهمات البلدان المتقدمة ماضية قدما لتمد النظام الدولي‬ ‫الراهن برواÙ?د الدعامات التي يرتكز عليها‪ .‬وتقضي المصلحة الذاتية للبلدان المتقدمة الكبرى ‪ -‬ومصلحة العالم أجمع ‪ -‬بأن‬ ‫تضع أيديها Ù?ÙŠ أيدي اآلخرين ليكون الجميع بناة المستقبل‪.‬‬ ‫أمر جوهر Ù?‬ ‫ي يجري اآلن‪ ،‬ولكن الدرس المستÙ?اد يقول بأنه بات لزاما علينا أن نقوم بتحديث النظام متعدد األطراÙ? ال‬ ‫هنالك Ù?‬ ‫أن نتخلى عنه‪.‬‬ ‫ي يجري اآلن‪ ،‬ولكن الدرس المستÙ?اد يقول بأنه بات لزاما علينا أن Ù†Ù?ضÙ?ÙŠ الطابع الديمقراطي على التنمية‪ ،‬ال أن‬ ‫أمر جوهر Ù?‬ ‫Ù?‬ ‫نتراجع القهقرى إلى ما وراء الحدود أو نتدثر بعباءة الثقة الزائÙ?Ø© Ù?ÙŠ رؤية الحقائق من منظور العالم القديم‪.‬‬ ‫خالصة الدرس المستÙ?اد أنه يجب علينا تغيير Ù…Ù?اهيمنا القديمة ومسمياتنا المنغلقة ال أن نمس التزامنا بالنظام متعدد األطراÙ?‪.‬‬ ‫Ù?لنستمع Ù?ÙŠ هذه العجالة إلى تلك المسميات‪.‬‬ ‫"العالم األول" Ùˆ"العالم الثالث"‪" ،‬الشمال" Ùˆ"الجنوب"‪" ،‬المتقدمة" Ùˆ"المتخلÙ?ة‪" ،‬المتقدمة" Ùˆ"الناشئة"‪" ،‬المانحة" Ùˆ"المستÙ?يدة"‪،‬‬ ‫"المانحة" Ùˆ"المتلقية"‪" ،‬الغنية" Ùˆ"الÙ?قيرة"‪ّ ،‬‬ ‫"هن" Ùˆ"نحن"‪.‬‬ ‫م القديم‪ ...‬النظا Ù?‬ ‫م القديم‪ .‬وال تخلو تلك اللغة من بادرة‬ ‫كانت لغة التنمية دوما هي اللغة الصارمة للهيكل الهرمي القديم‪ ...‬العال Ù?‬ ‫نÙ?اق؛‬ ‫م الÙ?حم Ù?ÙŠ توليد حوالي ‪ 50‬Ù?ÙŠ المائة من طاقتها الكهربائية لبلدان أكثر Ù?قرا ليس لديها أي بدائل‬ ‫Ù?عندما تقول بلدان تستخد Ù?‬ ‫ّ‬ ‫يمكنك استخدام الÙ?حم"‪ .‬Ù?ما هي إذن حقيقة ما تقوله تلك البلدان؟ "اÙ?عل ما أقوله لك وال تقلد ما Ø£Ù?عله"‪.‬‬ ‫Ù?‬ ‫للطاقة "ال‬ ‫عندما تقوم بلدان ذات عجوزات مالية ضخمة بوعظ وإرشاد البلدان الÙ?قيرة حول وجوب االنضباط المالي‪ .‬Ù?ما هي إذن حقيقة‬ ‫ما تقوله تلك البلدان؟ "اÙ?عل ما أقوله لك وال تقلّد ما Ø£Ù?عله"‪.‬‬ ‫عندما تشيد بلدانÙ? بالتجارة الحرة وتتغنى بأهميتها ولكنها تضع الحواجز والعراقيل أمام البلدان النامية‪ .‬Ù?ما هي إذن حقيقة ما‬ ‫تقوله تلك البلدان؟ "اÙ?عل ما أقوله لك وال تقلّد ما Ø£Ù?عله"‪.‬‬ ‫ديون‬ ‫Ù?‬ ‫عندما تقوم بلدان بتشجيع استمرارية قدرة البلدان األشد Ù?قرا على تحمل أعباء الديون‪ ،‬Ù?ÙŠ حين أنها هي Ù†Ù?سها غارقة Ù?ي‬ ‫بلغت أعلى مستوياتها التاريخية‪ .‬Ù?ما هي إذن حقيقة ما تقوله تلك البلدان؟ "اÙ?عل ما أقوله لك وال تقلّد ما Ø£Ù?عله"‪ .‬سوÙ? ينكسر‬ ‫ي يقوم على نهج " اÙ?عل ما أقوله لك وال تقلّد ما Ø£Ù?عله"‪Ù? ،‬‬ ‫ملحقا Ù‹ بالجميع أضرارا ال تÙ?بقي وال تذر‪.‬‬ ‫ويتمزق أي اقتصا Ù?‬ ‫د عالم ّ‬ ‫يمكنÙ?نا‪ ،‬بل بات لزاما علينا‪ ،‬تغيير الطرق القديمة‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬النماذج القديمة لم تعد مناسبة‬ ‫إننا نرى بالÙ?عل عالمات التغير‪.‬‬ ‫Ù?Ù?ÙŠ مختلÙ? أرجاء العالم‪ ،‬لم تعد النماذج األوروبية أو اليابانية أو األمريكية هي النماذج التي تسعى إلى محاكاتها البلدانÙ?‬ ‫النامية‪.‬‬ ‫يتطلع الكثيرون إلى برامج نظم التحويالت النقدية المشروطة Ù?ÙŠ المكسيك والبرازيل لطابعها المبتكر Ù?ÙŠ الحÙ?اظ على انتظام‬ ‫مهات‪ ،‬والتغلب على الÙ?قر بدون تقويض الميزانية‪.‬‬ ‫األطÙ?ال Ù?ÙŠ الذهاب إلى المدارس‪ ،‬وتخÙ?يض معدالت ÙˆÙ?يات الرضع واأل ّ‬ ‫ستنهاض للهمم والقدرات Ù?ÙŠ اإلصالحات‬ ‫Ù?‬ ‫إلهام وا‬ ‫Ù?‬ ‫مصدر‬ ‫Ù?‬ ‫وبرنامج اإلصالح Ù?ÙŠ تركيا على مدى السنوات العشر الماضية هو‬ ‫الجارية Ù?ÙŠ منطقة الشرق األوسط وشمال Ø£Ù?ريقيا‪.‬‬ ‫ويحظى المزيج السنغاÙ?وري من االنÙ?تاح االقتصادي‪ ،‬ومجموعات الخدمات‪ ،‬ومكاÙ?حة الÙ?ساد‪ ،‬والتكيÙ? بال ملل أو كلل مع‬ ‫األوضاع المتغيرة‪ ،‬باإلعجاب والتقدير حتى Ù?ÙŠ أماكن بعيدة‪ ،‬مثل Ø£Ù?ريقيا ودول الخليج العربية وروسيا‪.‬‬ ‫وتجري محاكاة النموذج الهندي لخدمات تكنولوجيا المعلومات Ù?ÙŠ غانا وكينيا ومدغشقر وموزامبيق ونيجيريا والسنغال‬ ‫ورواندا وتنزانيا‪.‬‬ ‫نظر إلى شبكة النقل الجماعي Ù?ÙŠ كولومبيا بوصÙ?ها من Ø£Ù?ضل الممارسات الدولية‪ ،‬وتجري محاكاتها وتطبيقها Ù?ÙŠ العديد من‬ ‫ويÙ? ْ‬ ‫المدن عبر أرجاء هذه المنطقة‪ ،‬من ميكسكو سيتي إلى سانتياغو وليما‪.‬‬ ‫وبذلك تمضي العالقات Ù?يما بين البلدان النامية Ù?ÙŠ تغيير عالم التنمية الذي كنّا نعرÙ?ه‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ التسعينيات‪ ،‬حصلت البلدان النامية على ‪ 15‬Ù?ÙŠ المائة من وارداتها من بلدان نامية أخرى‪ .‬وزادت هذه النسبة بواقع ثالثة‬ ‫أمثال Ù?ÙŠ الوقت الحالي‪.‬‬ ‫كل االستثمار األجنبي المباشر Ù?يما بين بلدان الجنوب Ø«Ù?لث إجمالي تدÙ?قات االستثمار األجنبي المباشر إلى‬ ‫Ù?ÙŠ عام ‪ ØŒ2008‬ش ّ‬ ‫البلدان النامية ‪ -‬علما بأن هذه النسبة مستمرة Ù?ÙŠ الزيادة‪ :‬إذ تبلغ اليوم‪ ،‬على األرجح‪ ،‬ما يقارب ‪ 40‬Ù?ÙŠ المائة‪.‬‬ ‫بالنسبة لقطاع البنية التحتية وحده‪ ،‬أشارت تقديرات األمم المتحدة إلى أن البلدان النامية قدمت Ù?ÙŠ الÙ?ترة ‪ 2006-1996‬أكثر‬ ‫من ‪ 39‬Ù?ÙŠ المائة من االستثمار األجنبي Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا‪ ،‬وقرابة ‪ 43‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ آسيا‪ ،‬وحوالي ‪ 16‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ أمريكا‬ ‫الالتينية‪.‬‬ ‫لم تعد البلدان النامية مجرد بلدان متلقية للمعونة ‪ -‬بل هي أيضا مصادر لتقديمها‪ .‬وÙ?ÙŠ عام ‪ ØŒ2008‬ساهمت األطراÙ? المانحة‬ ‫الصاعدة بتقديم معونات إنمائية بما يتراوح بين ‪ 12‬إلى ‪ 15‬مليار دوالر ‪ -‬أي ما يعادل ‪ 10‬إلى ‪ 15‬Ù?ÙŠ المائة من مقدار ما‬ ‫قدمته الجهات التقليدية المانحة Ù?ÙŠ البلدان المتقدمة ‪ -‬وهذا تقدير متحÙ?ظ على األرجح‪.‬‬ ‫بطبيعة الحال‪ ،‬تعاني البلدان النامية من المشكالت أيضا؛ Ù?حوالي ‪ 75‬Ù?ÙŠ المائة من الÙ?قراء الذين يعيشون على دوالرين أو أقل‬ ‫للÙ?رد Ù?ÙŠ اليوم Ù‡Ù?Ù… من البلدان "متوسطة الدخل"‪ .‬وكما هو Ù…Ù?هوم بالطبع‪ ،‬Ù?إن البلدان النامية حساسة تجاه تح ّ‬ ‫مل المسؤوليات‬ ‫الجديدة الملقاة على عاتقها‪.‬‬ ‫Ù?ماذا يعني ذلك من منظور المستقبل؟‬ ‫التحور الجديد والخروج من دائرة المألوÙ?‬ ‫ّ‬ ‫رابعا‪ :‬ظاهرة‬ ‫ظاهرة "التحور" الجديد هي "الخروج من دائرة المألوÙ? والمعتاد"‪.‬‬ ‫يتسم التحور الجديد بديناميكية التحول ال ثبات المألوÙ? Ø› Ù?هناك الكثير من البلدان الصاعدة التي تمضي قدما Ù?ÙŠ تشكيل النظام‬ ‫متعدد األطراÙ?‪ .‬وربما تدخل بعض الدول Ù?ÙŠ متاهة التردد أيضا‪ .‬سوÙ? تنضم االقتصادات الصاعدة إلى شبكات جديدة ‪ -‬من‬ ‫البلدان والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص ‪ -‬Ù?ÙŠ سياق مجموعات مؤتلÙ?Ø© متنوعة األطياÙ? وأنماط متغيرة‪.‬‬ ‫وتÙ?زي Ù?‬ ‫ح هذه الشبكاتÙ? الجديدة الهياكل الهرمية القديمة‪.‬‬ ‫يعني التحور الجديد أن ّ‬ ‫تتبوأ البلدان مكانها Ù?ÙŠ الشؤون االقتصادية العالمية بناء على مساعيها الحثيثة والمستمرة‪ ،‬Ù?ال تكون‬ ‫مسلّما Ù‹ به بسبب وضعÙ? ماض أو حقوق وصالحيات رسمية مقصورة‪.‬‬ ‫مكانتها أمرا مقضيا Ùˆ Ù?‬ ‫متقلبا Ù?ÙŠ بعض األوقات ‪ -‬نتيجة للكثير من الصدمات واألزمات‪ ،‬ولكنه سيكون حاÙ?ال‬ ‫سيكون التحور الجديد Ù?ÙŠ حالة سيولة‪Ù? ،‬‬ ‫أيضا بالمزيد من الÙ?رص المتاحة أمام البلدان لالستÙ?ادة من االقتصاد العالمي‪.‬‬ ‫ل Ù?ÙŠ النمو؛ Ù?هو يروم زيادة النمو من خالل خلق‬ ‫يهتم التحور الجديد برÙ?ع مستوى النمو االقتصادي‪ ،‬ال االكتÙ?اء بأي تحو Ù?‬ ‫Ù?رص العمل الجديدة لمواجهة تراجع قيمة الÙ?رص القديمة؛ وتحقيق االستÙ?ادة الكاملة من إمكانات النمو المستدام المراعي‬ ‫للبيئة‪ ،‬وحÙ?ز القطاع الخاص على االبتكار وخلق تكنولوجيا جديدة وتلبية االحتياجات المتغيرة‪.‬‬ ‫يهتم التحور الجديد باعتبار أن Ù?رص العمل أكثر من مجرد أحد مشتقات النمو‪ ،‬وإدراك كيÙ?ية وإمكانية أن تسهم Ù?رص العمل‬ ‫Ù?ÙŠ تحقيق مزيج متراكب من رÙ?ع مستويات المعيشة‪ ،‬وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬والتغير االجتماعي السليم‪ ،‬والتالحم االجتماعي األكثر‬ ‫قوة‪.‬‬ ‫يهتم التحور الجديد بالقوة االقتصادية الذكية‪ :‬Ù?الناجح هو من ينتبه إلى ضرورة التعلّم من Ø£Ù?كار وخبرات جميع البلدان‬ ‫وتجاربها‪ ،‬بغض النظر عن المسميات القديمة‪.‬‬ ‫يهتم التحور الجديد بالصوت المعبر عن الرأي والتطلعات ‪ -‬صوت المرأة Ù?ÙŠ مجتمعاتها المحلية‪ ،‬وصوت جموع المواطنين‬ ‫Ù?ÙŠ بلدانهم‪ ،‬وصوت البلدان Ù?ÙŠ النظام الدولي؛ Ù?بيتÙ? القصيد‪ ،‬كما رأينا Ù?ÙŠ منطقة الشرق األوسط وشمال Ø£Ù?ريقيا‪ ،‬هو المساءلة‬ ‫االجتماعية وشÙ?اÙ?ية الحكومة ومشاركة المجتمع المدني‪ .‬يهتم التحور الجديد بالمواطنين الذين يغيّرون عالمنا ونÙ?سرع الخطى‬ ‫Ù?ÙŠ السباق للحاق بهم‪ ،‬ويجب علينا جميعا دعمهم ومساندتهم‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬أصحاب المصلحة المباشرة المتحلون بروح المسؤولية‬ ‫ال يعني التكيÙ? مع هذا العالم الجديد مجرد تغيّرات Ø·Ù?ÙŠÙ?Ø© Ù?ÙŠ القوة التصويتية Ù?ÙŠ المجلسين التنÙ?يذيين لصندوق النقد الدولي‬ ‫ومجموعة البنك الدولي‪.‬‬ ‫ال يعني التكيÙ? تلقي البلدان النامية إرشادات وتعليمات من البلدان المتقدمة‪.‬‬ ‫ال يعني التكيÙ? الشمال والجنوب‪ ،‬وسياسات الكاسب الوحيد والخاسر الوحيد المثيرة للتذمر والشكوى وإنحاء الالئمة على هذا‬ ‫الطرÙ? أو ذاك‪.‬‬ ‫التكيÙ? مع هذا العالم الجديد يعني أن ندرك اآلن أنه بات لزاما علينا جميعا‪ ،‬نحنÙ? أصحاب المصالح المؤثرين Ù?يها والمتأثرين‬ ‫بها‪ ،‬أن نتحلى بروح المسؤولية‪.‬‬ ‫إن االقتصاد العالمي يقوم على التكاÙ?Ù„ واالعتماد المتبادل‪ ،‬ونريد من الصين بالتأكيد أن تكون طرÙ?ا معنيا مسؤوال‪.‬‬ ‫نريد من الصين باعتبارها شريكا Ù‹ تجاريا Ù‹ أن تتحلى بروح المسؤولية‪ ،‬Ù?تمضي قدما Ù?ÙŠ تطبيق نظام سعر صرÙ? مسؤول؛‬ ‫وتوÙ?ير حماية مسؤولة للملكية الÙ?كرية؛ وتنÙ?يذ استثمارات مسؤولة؛ وانتهاج سياسات بيئية مسؤولة‪.‬‬ ‫ولكن ذلك كله ال يقتصر بالطبع على الصين‪.‬‬ ‫Ù?على أوروبا واليابان والواليات المتحدة أن تكون أطراÙ?ا مسؤولة أيضا؛ Ù?قد اتبعت هذه البلدان سبيل المماطلة الطويلة Ù?ي‬ ‫اتخاذ قرارات صعبة؛ مما أدى إلى تضييق الخيارات المتاحة اآلن التخاذ عدد قليل من القرارات المؤلمة‪.‬‬ ‫لقد دخل االقتصاد العالمي Ù?ÙŠ منطقة خطر جديد ألن البلدان األوروبية لم تترك مجاال ÙŠÙ?ذكر وتقاوم الحقائق الصعبة بشأن‬ ‫المسؤوليات المشتركة لعملة موحدة‪.‬‬ ‫وقاومت اليابان تنÙ?يذ اإلصالحات االقتصادية واالجتماعية الهيكلية التي كان ÙŠ Ù?‬ ‫مكنها إتاحة أدوات وآليات جديدة لنموذجها‬ ‫االقتصادي الذي يئن تحت وطأة األعباء‪.‬‬ ‫وتواجه الواليات المتحدة عجوزات مالية قياسية Ù?ÙŠ وقت السلم‪ ،‬دون أن يلوح Ù?ÙŠ األÙ?Ù‚ أي نهج متÙ?Ù‚ عليه لقطع مسببات‬ ‫السقوط Ù?ÙŠ براثن الديون‪.‬‬ ‫Ù?‬ ‫تطيق من‬ ‫يقول الدرس المستÙ?اد من عام ‪ 2008‬واألزمات السابقة إنك إذا أجلت عمل اليوم Ù?سوÙ? يأتيك المستقبل بما ال‬ ‫األعباء وعندها يزداد األلم والحسرة‪.‬‬ ‫ومما يناقض االلتزام بالمسؤولية أن تتعهد منطقة اليورو باإلخالص والوالء لالتحاد النقدي دون االعتناء بقضايا االتحاد المالي‬ ‫مثقلة بأعباء الديون غير القادرة‬‫التي من شأنها تحقيق نجاح االتحاد النقدي أو أن تقبل بتحمل آثار وتداعيات البلدان األعضاء ال Ù?‬ ‫على المناÙ?سة‪ .‬ومما ÙŠÙ?خالÙ? التحلي بروح المسؤولية أن تتراخى الواليات المتحدة Ù?ÙŠ مواجهة قضايا أساسية‪ ،‬مثل‪ :‬الزيادة غير‬ ‫القابلة لالستمرار Ù?ÙŠ اإلنÙ?اق على االستحقاقات‪ ،‬والحاجة إلى نظام ضريبي مساند للنمو االقتصادي‪ ،‬والسياسة التجارية‬ ‫المتعثرة‪.‬‬ ‫وإذا لم تستطع بلدان أوروبا واليابان والواليات المتحدة االرتقاء إلى مستوى المسؤولية‪ ،‬Ù?إنها لن تمارس ضغوطا ثقيلة على‬ ‫نÙ?سها Ù?حسب بل على االقتصاد العالمي أيضا‪.‬‬ ‫ليست القصة إذن هي حكاية التغيّرات الهيكلية الجذرية التي جعلت بلدان األسواق الصاعدة القوى الجديدة المحركة لالقتصاد‬ ‫العالمي‪ ،‬إنها التغيرات الهيكلية الجذرية التي لم تترك أمام البلدان المتقدمة خيارا سوى الضغط Ù?جأة وبشدة على مكابح النمو‪.‬‬ ‫لن تجلس بلدان األسواق الصاعدة على الهامش؛ ولن تعود ثانية إلى عالم عام ‪ 1944‬وهياكله الهرمية التي لم يكن لها Ù?يها‬ ‫صوت وال تأثير‪ ،‬والتي قسمت الدول إلى مناطق Ù†Ù?وذ‪ ،‬وقادة وتابعين إلى قادة وتابعين‪.‬‬ ‫يشير Ù†Ù?اذ البصيرة والحكمة المستلهمة من عام ‪ 1944‬إلى حاجتنا إلى التحلي بروح القيادة والريادة‪ ،‬واالستدالل المنطقي‬ ‫والمعقول على معالم طريقنا إلى النظام متعدد األطراÙ? بعد التغيرات التي لحقت به‪.‬‬ ‫والواقع أن زمن التخبط والعشوائية قد انتهى‪ .‬وإذا لم نسبق األحداث‪ ،‬وإذا لم نتكيÙ? مع التغير‪ ،‬وإذا لم نترÙ?ّع ونع Ù?‬ ‫ل Ù?وق‬ ‫مدركين أن القوة ال تأتي إال Ù?ÙŠ كنÙ? المسؤولية‪ ،‬Ù?إننا عندئذ سوÙ? ننجرÙ? Ù?ÙŠ تيارات خطيرة‪.‬‬ ‫التكتيك السياسي قصير األمد Ù?‬ ‫إنه درس التاريخ بالنسبة للجميع‪ ،‬البلدان المتقدمة وبلدان األسواق الصاعدة على حد سواء‪.‬‬ ‫ولكن إذا كان الصواب حليÙ?نا‪ ،‬Ù?إن اإلمكانات ستكون هائلة‪.‬‬ ‫سادسا‪ :‬ماذا يمكن أن يعني هذا العالم الجديد بالنسبة للتنمية؟‬ ‫على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية‪ ،‬انخÙ?ض عدد الÙ?قراء الذين يعيشون Ù?ÙŠ البلدان النامية بمقدار النصÙ?‪.‬‬ ‫وÙ?ÙŠ أربع سنوات Ù?قط‪ ،‬انخÙ?ضت معدالت ÙˆÙ?يات األطÙ?ال بنسبة ‪ 25‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ ‪ 18‬بلدا Ø£Ù?ريقياً‪.‬‬ ‫وخالل السنوات العشر السابقة على اندالع األزمة المالية‪ ،‬كان النمو Ù?ÙŠ بلدان منطقة Ø£Ù?ريقيا جنوب الصحراء يتراوح Ù?ي‬ ‫المتوسط بين ‪ 5‬إلى ‪ 6‬Ù?ÙŠ المائة سنوياً‪ ،‬وقد تعاÙ?ت معظم البلدان األÙ?ريقية أو تجاوزت مستويات ما قبل األزمة‪ .‬وإذا أمكن‬ ‫الحÙ?اظ على معدالت النمو هذه‪ ،‬Ù?إن إجمالي الناتج المحلي األÙ?ريقي سوÙ? يتضاعÙ? Ù?ÙŠ حوالي ‪ 12‬سنة‪ ،‬مع زيادة بنسبة ‪50‬‬ ‫Ù?ÙŠ المائة تقريبا من حيث نصيب الÙ?رد‪ ،‬وتوليد إيرادات عامة لالستثمار Ù?ÙŠ الموارد البشرية واإلنتاجية والبنية التحتية على‬ ‫نحو لم يسمع به أحد Ù?ÙŠ السنوات السابقة Ù€ وال ÙŠÙ?وتنا التنويه بطبيعة الحال إلى تقليص الÙ?قر‪.‬‬ ‫وهذه اإلمكانات مستمدة أيضا من القطاع الخاص‪.‬‬ ‫وقد رأينا قوة القطاع الخاص Ù?ÙŠ استثماراته التي بلغت ‪ 77‬مليار دوالر Ù?ÙŠ شبكات االتصاالت السلكية والالسلكية Ù?ÙŠ منطقة‬ ‫أÙ?ريقيا جنوب الصحراء على مدى السنوات العشر الماضية؛ مما أدى إلى ارتÙ?اع عدد المشتركين Ù?ÙŠ خدمة الهاتÙ? المحمول‬ ‫من أقل من ‪ 10‬ماليين إلى قرابة ‪ 400‬مليون مشترك‪.‬‬ ‫لقد شاهدنا اإلمكانات الهائلة للنمو الذي يقوده القطاع الخاص Ù?ÙŠ التوسع الهائل Ù?ÙŠ استثمارات البلدان النامية Ù?ÙŠ قطاعات‬ ‫الصناعات التحويلية والبنية التحتية‪.‬‬ ‫وقد شاهدنا ذلك Ù?ÙŠ االرتÙ?اع السريع Ù?ÙŠ صناديق االستثمار Ù?ÙŠ أسهم الشركات والمستثمرين اآلخرين الذين يسعون إلى‬ ‫توظيÙ? رؤوس األموال الخاصة Ù?ÙŠ البلدان النامية‪.‬‬ ‫النقطة التي أثيرها هنا هي نقطة أساسية‪ :‬Ù?اليوم نرى تكاÙ?ال واعتمادا متبادال Ù?ÙŠ النواحي االقتصادية والتجارية والمالية بما‬ ‫يÙ?وق ما كان متصورا ومتخيال Ù?ÙŠ عام ‪1944‬؛‬ ‫نرى اليوم االبتكار والنجاحات العلمية واالتصاالت على نح Ù?‬ ‫و لم يكن يخطر على البال Ù?ÙŠ عام ‪1944‬؛‬ ‫نرى سالسل التوريد والنظم اللوجستية وهي تغطي مختلÙ? القارات والمحيطات‪.‬‬ ‫نرى األقطاب المتعددة للنمو ذات القوى االقتصادية الجديدة ونمط التنمية Ù?يما بين بلدان الجنوب‪ .‬لم يكن أحد يتصور أي من‬ ‫هذه التطورات Ù?ÙŠ عام ‪.1944‬‬ ‫Ù?هل نستطيع اآلن دمج هذه التغيرات Ù?ÙŠ نظام متعدد األطراÙ? تم تحديثه لنعلن عن بزوغ اقتصا Ù?‬ ‫د عالمي جديد؟ اقتصاد يتجاوز‬ ‫التبعية؟ اقتصاد يتجاوز التقسيم المبسط لوصÙ? هؤالء باألطراÙ? المانحة وأولئك باألطراÙ? المتلقية؟‬ ‫أهو عالم ما بعد المعونة؟‬ ‫Ù?هل نستطيع اآلن دمج هذه التغيرات Ù?ÙŠ نظام متعدد األطراÙ? تم تحديثه لنعلن عن بزوغ اقتصا Ù?‬ ‫د عالمي جديد‬ ‫سابعا‪ :‬ذهنية جديدة‪ -‬عالم ما بعد المعونة‬ ‫قبل نظام بريتون وودز‪ ،‬عÙ?نيت المعونة الخارجية Ù?ÙŠ المقام األول بتقديم المساعدة Ù?ÙŠ األزمات اإلنسانية‪ ،‬مثل‪ :‬المجاعات‬ ‫والÙ?يضانات والزالزل‪ ،‬أو األشخاص الÙ?ارين من جحيم الصراعات‪.‬‬ ‫وبعد الدمار الرهيب الذي خلÙ?ته الحرب العالمية الثانية وما أعقب ذلك من إنهاء االستعمار‪ ،‬أصبح من الواضح أن المعونة أداة‬ ‫مÙ?يدة لتحÙ?يز استثمارات القطاع الخاص التي يمكن أن تكون مكبلة بÙ?عل قيود عدم ÙƒÙ?اية االدخار المحلي أو الضوابط‬ ‫المÙ?روضة على رأس المال أو ضعÙ? األوضاع االقتصادية األساسية‪ ،‬كما أصبحت المعونة أيضا بمثابة عملة لكسب‬ ‫المناصرة والتأييد Ù?ÙŠ عالم ثنائي القطبية والتناÙ?س خالل الحرب الباردة‪.‬‬ ‫لقد تغير عالم ‪ 1944‬تغيرا Ù‹ جذرياً‪ ،‬وقد آن األوان للتÙ?كير من جديد Ù?ÙŠ المعونة على نحو مختلÙ?‪.‬‬ ‫ال تعني التغيرات بأي حال من األحوال أن المعونة لم يعد لها مكان ‪ -‬أو أن البلدان المتقدمة يجب أالّ تÙ?ÙŠ بالتزامات تقديم‬ ‫المعونة أو أن نتجاهل ما حققته المعونة من إنجازات‪.‬‬ ‫لقد تعاونت مجموعة البنك الدولي Ù?ÙŠ السنوات العشر الماضية مع Ø£Ù?قر ‪ 79‬بلدا Ù?ÙŠ العالم من خالل المؤسسة الدولية للتنمية‪،‬‬ ‫وهي ذراع المجموعة المعنية بمساعدة البلدان األشد Ù?قرا‪ ،‬وأسÙ?ر ذلك عن توÙ?ير خدمات الرعاية الصحية األساسية والتغذية أو‬ ‫الخدمات السكانية لصالح أكثر من ‪ 47‬مليون شخص؛ وتحسين تغذية ‪ 98‬مليون Ø·Ù?Ù„Ø› وتمكين أكثر من ‪ 113‬مليون شخص‬ ‫من الوصول إلى مصادر محسنة لمياه الشرب؛ وتحصين ‪ 310‬ماليين Ø·Ù?Ù„ باللقاحات واألمصال‪.‬‬ ‫من منظور ماليين الناس Ù?ÙŠ مختلÙ? أنحاء العالم‪ ،‬تعتبر المعونة مسألة حياة أو موت؛ Ù?المعونة تظل أداة عظيمة القيمة لتمكين‬ ‫البلدان من االرتقاء Ù?ÙŠ سلّم النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫و ملح لمساعدة أكثر من ‪ 12‬مليون إنسان ليسوا Ù?قط ضحايا أعتى‬ ‫نرى ذلك Ù?ÙŠ القرن األÙ?ريقي حيث الحاجة ماسة على نح Ù?‬ ‫موجات الجÙ?اÙ? وأشدها ضررا وتدميرا على مدى ‪ 60‬عاما‪ ،‬بل هم أيضا ضحايا لقتال وحشي ال ÙŠÙ?لقي لنتائجه الكارثية أدنى‬ ‫بال‪.‬‬ ‫نرى ذلك Ù?ÙŠ Ø£Ù?غانستان حيث قدمت برامج المعونة جيدة التوجيه مساهمات حقيقية Ù?ÙŠ إتاحة Ù?رصة الحصول على التعليم‬ ‫والرعاية الصحية األساسية وتحسين مستويات المعيشة Ù?ÙŠ المناطق الريÙ?ية ومساندة نمو القطاع الخاص وبناء أسباب القوة‬ ‫والتمكين Ù?ÙŠ المجتمعات المحلية وتÙ?عيل المشاركة Ù?ÙŠ التنمية‪.‬‬ ‫إال أنه مازال هنالك الكثير مما ينبغي عمله وإنجازه من أجل تحقيق األهداÙ? اإلنمائية لأللÙ?ية‪.‬‬ ‫ومازال هناك الكثير مما ينبغي القيام به للوصول إلى "مليار القاع" ‪ -‬قرابة المليار ونصÙ? المليار شخص الذين يعيشون اآلن‬ ‫Ù?ÙŠ بلدان مكتوية بهشاشة األوضاع ولهيب الصراع واحتدام العنÙ?‪ .‬لم يتمكن أي بلد من هذه البلدان حتى اآلن من تحقيق ولو‬ ‫هدÙ? واحد من األهداÙ? اإلنمائية لأللÙ?ية‪.‬‬ ‫ولكن المعونة ليست أمرا مضمونا ومسلما به مدى الحياة‪.‬‬ ‫كما أن المعونة ال تعني أن تÙ?عطي البلدان المتقدمة باليمين Ù?ÙŠ حين تمتد يدها اليسرى إلقصاء البلدان النامية بعيدا عن األسواق‬ ‫الزراعية أو التجارية أو لتقييد قدرتها على الحصول على الطاقة المستدامة‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عالم ما بعد المعونة‪ ،‬يجب دمج المساعدات وربطها بإستراتيجيات النمو العالمي الذي تحركه أساسا Ù‹ استثمارات القطاع‬ ‫الخاص والمبادأة واإلقدام والريادة Ù?ÙŠ تنÙ?يذ المشاريع واألعمال‪ .‬ليس الهدÙ? من المعونة هو البر واإلحسان‪ ،‬بل تÙ?عيل‬ ‫لمصلحة مشتركة ومتبادلة Ù?ÙŠ بناء المزيد من أقطاب النمو‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عالم ما بعد المعونة‪ ،‬سوÙ? تكون السياسات االقتصادية السليمة لمجموعة السبع على القدر Ù†Ù?سه من أهمية المعونة كنسبة‬ ‫مئوية من إجمالي الناتج المحلي‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عالم ما بعد المعونة‪ ،‬ستكون اتÙ?اقيات مجموعة العشرين بشأن االختالالت‪ ،‬أو اإلصالحات الهيكلية‪ ،‬أو إعانات دعم الوقود‬ ‫األحÙ?وري‪ ،‬واألمن الغذائي على القدر Ù†Ù?سه من أهمية المعونة كنسبة مئوية من إجمالي الناتج المحلي‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عالم ما بعد المعونة‪ ،‬تقوم بلدان األسواق الصاعدة المتقدمة بمساعدة البلدان المتأخرة عن الركب عن طريق تقديم الخبرات‬ ‫والتجارب‪ ،‬وÙ?تح األسواق‪ ،‬واالستثمارات‪ ،‬وتقديم أنواع جديدة من المساعدات‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عالم ما بع د المعونة‪ ،‬تضطلع آليات جديدة لالستثمار‪ ،‬مثل شركة إدارة األصول وهي شركة Ù?رعية مملوكة وتابعة لمؤسسة‬ ‫التمويل الدولية‪ ،‬بخلق قنوات جديدة لخدمات الوساطة Ù?ÙŠ تعبئة رأس المال من خالل االستثمارات الخاصة‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عالم ما بعد المعونة‪ ،‬تÙ?ÙˆÙ?ر األدوات المالية الجديدة للمزارعين ذوي الحيازات الصغيرة التأمين ضد الجÙ?اÙ?‪ ،‬أو التأمين‬ ‫للبلدان ضد األعاصير والعواصÙ?‪ ،‬وخلق أسواق سندات بالعمالت المحلية واستقطاب استثمارات جديدة Ù?ÙŠ حقوق الملكية‬ ‫وأسهم رأس المال‪ ،‬وإنشاء بورصات جديدة للسلع المحلية األساسية‪ ،‬أو أدوات التغطية التحوطية للبلدان النامية‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ عالم ما بعد المعونة‪ ،‬تضطلع أنشطة مساندة االبتكار والنجاحات العلمية بتطوير المحاصيل المقاومة للجÙ?اÙ?‪ ،‬والغنية‬ ‫بالقيمة الغذائية‪ ،‬والمحققة لزيادة اإلنتاجية الزراعية؛ وخلق مصادر الطاقة المتسمة بالكÙ?اءة وعدم انبعاث غازات الكربون؛‬ ‫والتوصل إلى أمصال ولقاحات جديدة إلنقاذ الحياة‪.‬‬ ‫مسار ÙŠÙ?ضي‬ ‫Ù?‬ ‫ينبغي أن تدرك البلدان المتقدمة أن من مصلحتها الذاتية أن تساعد البلدان النامية على أن تمضي Ù?ÙŠ سبيلها على‬ ‫إلى تحقيق النمو المستدام‪ .‬ويجب على البلدان المتقدمة الوÙ?اء بكل التزاماتها‪ ،‬ولكن علينا أن ندرك أيضا Ù‹ أن Ù?‬ ‫مناخ المعونة‬ ‫سيكون أكثر Ù?تورا Ù?ÙŠ ظل ما تعانيه البلدان المانحة من مشكالت ناجمة عن ديونها‪.‬‬ ‫يحق لداÙ?عي الضرائب أيضا معرÙ?Ø© أن مؤسسات البنك الدولي والمؤسسات اإلنمائية األخرى تتحلى بروح المسؤولية باعتبارها‬ ‫أطراÙ?ا Ù‹ صاحبة مصلحة مباشرة وحقيقية‪.‬‬ ‫نحنÙ? نحتاج إلى العمل على Ø£Ù?ضل وجه لتبيان Ù?اعلية المعونة بالدليل والبرهان‪ ،‬وتوضيح القيمة مقابل المال‪ ،‬واإلشارة إلى‬ ‫و أكثر ÙƒÙ?اءة ÙˆÙ?اعلية من خالل األدوات الجديدة‪ ،‬وتوسيع دائرة المانحين عن‬‫النتائج المحققة‪ .‬نحتاج إلى تعبئة المعونة على نح Ù?‬ ‫هج المبتكرة‪.‬‬ ‫Ù?‬ ‫طريق تÙ?عيل إشراك المزيد من األطراÙ? المعنية وصاحبة الشأن من خالل المزيد من الن Ù?‬ ‫ثامنا‪ :‬ماذا يمكن أن يعني "عالم ما بعد المعونة" من الناحية العملية؟‬ ‫ماذا يمكن أن يعني "عالم ما بعد المعونة" من الناحية العملية؟على الصعيد القطري‪ ،‬يعني عالم ما بعد المعونة تعبئة واستقطاب‬ ‫المدخرات واإليرادات المحلية بشÙ?اÙ?ية؛ وإرساء االشتمال المالي Ù?ÙŠ أنظمة الخدمات االئتمانية واالدخار للجميع‪ ،‬وخاصة‬ ‫المرأة؛ وإتاحة التمويل من خالل األسواق الرأسمالية المحلية بالعمالت المحلية‪.‬‬ ‫يعني الحكم الرشيد واالنÙ?تاح والشÙ?اÙ?ية وتسهيل المشاركة القوية من قبل المواطنين وضمان قدرتهم وحريتهم Ù?ÙŠ التعبير عن‬ ‫اآلراء والتطلعات‪.‬‬ ‫يعني استثمار البلد Ù?ÙŠ شعبه‪ ،‬بما Ù?ÙŠ ذلك إتاحة االستÙ?ادة من الخدمات المتسمة بالكÙ?اءة لشبكات األمان االجتماعي والخدمات‬ ‫العمومية األساسية والتعليم الجيد المرتبط بالتدريب ومتطلبات الحصول على الوظائÙ? ‪ -‬مما ÙŠÙ?لزم المؤسسات العامة‬ ‫والموظÙ?ين الحكوميين بالقدرة على تقديم الخدمات‪ ،‬وليس تمثيل المصالح Ù?حسب‪.‬‬ ‫يعني تشجيع أصحاب المشاريع والشركات الصغيرة واالستثمار الخاص واإلبداع واالبتكار‪.‬‬ ‫يعني االستثمار Ù?ÙŠ البنية التحتية لبناء األساس لإلنتاجية Ù?ÙŠ المستقبل ‪ -‬ويشمل ذلك عالقات الشراكة المبتكرة بين القطاعين‬ ‫العام والخاص‪.‬‬ ‫يعني االستثمار Ù?ÙŠ االتصال والتواصل وجمع البيانات وتبادل المعلومات Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه؛ Ù?Ù?ÙŠ هذا االقتصاد العالمي الجديد‪،‬‬ ‫لن تقل أهمية البيانات والمعلومات الجيدة بأي حال عن أهمية المساعدات المالية‪ .‬وبالÙ?عل Ù?إن مبادرة البنك الدولي المعنية‬ ‫"بÙ?تح قواعد البيانات ومصادر المعرÙ?Ø© والحلول أمام الجميع" توضح بجالء مدى قوة المعلومات‪ .‬Ù?من قضايا المساواة بين‬ ‫الجنسين إلى السياسة التجارية‪ ،‬يمكن أن يقدم البنك إحدى سلع النÙ?ع العام من خالل إنتاج البيانات وتبادلها وتقديم الرعاية‬ ‫والدعم لكل من يساعد Ù?ÙŠ إضÙ?اء الطابع الديمقراطي على التنمية‪.‬‬ ‫على الصعيد اإلقليمي‪ ،‬يعني التحرك Ù?ÙŠ Ø¢Ù?اق ما بعد المعونة التكامل من أجل المساعدة Ù?ÙŠ توسيع نطاق األسواق‪ ،‬وتسهيل‬ ‫الخدمات اللوجستية الالزمة لتعزيز التجارة‪ ،‬وتبسيط النظم الجمركية‪ ،‬وتوÙ?ير الطاقة‪ ،‬واالستثمار Ù?ÙŠ البنية التحتية اإلقليمية‪.‬‬ ‫على الصعيد الدولي‪ ،‬يعني االبتكار متعدد األطراÙ? لتعزيز التقدم Ù?ÙŠ شتى مناحي االنÙ?تاح التجاري واالستثمار‪ ،‬والحصول‬ ‫على الطاقة‪ ،‬واألمن الغذائي‪ ،‬والمناÙ?سة Ù?ÙŠ الخدمات‪ ،‬وتغير المناخ ‪ -‬وعدم التريث دائما النتظار مشاركة الجميع بل التحرك‬ ‫قدما إلى األمام حيثما الحت إمكانية إنشاء تحالÙ?ات من أجل التقدم‪.‬‬ ‫ويعني استخدام النظام متعدد األطراÙ? ‪ -‬بما Ù?ÙŠ ذلك مجموعة العشرين ‪ -‬Ù?ÙŠ البحث عن Ù?رص وإمكانات جديدة على صعيد‬ ‫السياسات والتمويل ‪ -‬مع توزيع األدوار على الجميع‪.‬‬ ‫Ù?ÙŠ منظور البنك الدولي‪ ،‬يعني عالم ما بعد المعونة استمرار البنك الدولي Ù†Ù?سه Ù?ÙŠ التحول ليصبح شريكا رائدا Ù?ÙŠ Ù?تح‬ ‫مصادر المعرÙ?Ø© ‪ -‬مستمدا من Ø¢Ù?اق البحث وإعداد المعلومات وتبادلها كل الخبرات والتجارب والحلول من جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫وسيقوم البنك الدولي باالستثمار والعمل وسيطا لالستثمار Ù?ÙŠ بناء األسواق والمؤسسات والقدرات‪ ،‬سواء على المستويات‬ ‫المختلÙ?Ø© للحكومات أو شركات األعمال أو المجتمع المدني‪ .‬وسيضطلع البنك الدولي بدور تحÙ?يزي للعمل Ù?ÙŠ إطار نموذج‬ ‫التنمية ذات الطابع الديمقراطي‪ .‬وسيعمل وكيال لتقديم الحلول متعددة األطراÙ? للمشكالت االقتصادية ومشكالت التنمية والÙ?قر‬ ‫وإدارة المخاطر‪ .‬وسيواصل دوره القيادي والريادي Ù?ÙŠ تحقيق النمو االقتصادي المستدام الذي يشمل الجميع‪.‬‬ ‫قبل ثالث سنوات‪ ،‬اقترحت Ù?كرة مبتكرة‪ :‬تخصيص نسبة واحد Ù?ÙŠ المائة من أصول صناديق الثروات السيادية‪ ،‬وهي مصدر‬ ‫جديد للمدخرات العالمية‪ ،‬لالستثمار Ù?ÙŠ تحقيق النمو االقتصادي Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا‪ .‬واليوم‪ ،‬تضطلع شركة إدارة األصول التابعة‬ ‫لمؤسسة التمويل الدولية بتنÙ?يذ هذه الÙ?كرة بإتاحة موارد تمويلية لالستثمار Ù?ÙŠ األسواق التي تعاني نقصا Ù?ÙŠ ÙƒÙ?اية الخدمات‪،‬‬ ‫وهي Ø£Ù?ريقيا وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ .‬ويبلغ إجمالي االرتباطات المقدمة إلى الموارد التي تديرها شركة إدارة‬ ‫األصول أكثر من ‪ 4‬مليارات دوالر ‪ -‬منها حوالي ‪ 3‬مليارات دوالر من هيئات استثمار خارجية‪ ،‬مثل صناديق الثروات‬ ‫السيادية التي ليس لها أية خبرة تÙ?ذكر Ù?ÙŠ التعامل مع األسواق الصاعدة‪.‬‬ ‫تاسعا‪ :‬الحل القائم على تÙ?عيل نسبة الخمسين Ù?ÙŠ المائة‬ ‫أرغب اليوم Ù?ÙŠ اقتراح Ù?كرة أخرى يمكنها أن تجعلنا أكثر اقترابا من عالم ما بعد المعونة‪ :‬الحل القائم على نسبة ‪ 50‬Ù?ي‬ ‫المائة‪.‬‬ ‫تشكل النساء ‪ 50‬Ù?ÙŠ المائة من سكان العالم و‪ 40‬Ù?ÙŠ المائة من القوى العاملة Ù?ÙŠ العالم‪ .‬وÙ?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا‪ ،‬تعد النساء العمود الÙ?قري‬ ‫لمجتمعاتهن المحلية‪ّ :‬‬ ‫Ù?هن يمثلن األغلبية المشتغلة بالزراعة ويÙ?نتجن ‪ 80‬Ù?ÙŠ المائة من الغذاء Ù?ÙŠ القارة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬Ù?إن النساء ال يمتلكن سوى ‪ 1‬Ù?ÙŠ المائة من الثروة Ù?ÙŠ العالم‬ ‫كما أن احتمال بقاء النساء والبنات على قيد الحياة يقل كثيرا Ù‹ عن بقاء الرجال والبنين خالل Ù?ترة الرضاعة أو الطÙ?ولة المبكرة‬ ‫أو البقاء خالل سنوات اإلنجاب‪.‬‬ ‫كما أن احتمال حصول النساء على مقابل مادي أقل كثيرا Ù‹ نظير ما يؤدينه من عمل‪ ،‬أو زراعة محاصيل مربحة‪ ،‬أو امتالك‬ ‫أصول‪ ،‬مثل األراضي‪.‬‬ ‫وهن على األرجح أقل قدرة على التأثير Ù?ÙŠ القرارات المتخذة على مستوى األسرة أو التحكم Ù?ÙŠ موارد األسرة‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬تتواÙ?ر األدلة والشواهد القوية على تمتع المرأة بإمكانات بشرية واجتماعية واقتصادية هائلة‪.‬‬ ‫حصيÙ? قوامه Ù?‬ ‫حسن االستÙ?ادة من الموارد البشرية‪.‬‬ ‫Ù?‬ ‫نعرÙ? أن تحقيق المساواة بين الجنسين هو اقتصاد‬ ‫Ù?‬ ‫م أن Ù?رصة الطÙ?Ù„ Ù?ÙŠ البقاء‬ ‫نعل Ù?‬ ‫م أن البلدان التي ترتÙ?ع Ù?يها المساواة بين الجنسين تنخÙ?ض Ù?يها Ù?ÙŠ العادة معدالت الÙ?قر؛ نعل Ù?‬ ‫م أن إعطاء المرأة مزيدا من القدرة Ù?ÙŠ التحكم Ù?ي‬ ‫ً‬ ‫على قيد الحياة تكون أعلى كثيرا إذا كان الدخل يذهب إلى أيدي األم؛ نعل Ù?‬ ‫المقومات والمستلزمات الزراعية سيؤدي ببساطة إلى زيادة اإلنتاجية بنسبة تصل إلى ‪ 20‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ بعض البلدان‪.‬‬ ‫ولكن األمر ال يتعلق Ù?قط باإلمكانات االقتصادية‪ .‬أعتقد أن المساواة بين الجنسين حق طبيعي‪ ،‬ال مجرد مورد من الموارد‪.‬‬ ‫وليس تناول قضايا المساواة بين الجنسين مقصورا على البلدان النامية وحدها؛ Ù?Ù?ÙŠ جميع أنحاء العالم‪ ،‬تتعرض واحدة من كل‬ ‫عشر نساء لالعتداء واإليذاء الجنسي أو المادي من جانب شريك أو شخص ما عرÙ?ته Ù?ÙŠ حياتها‪.‬‬ ‫نستطيع التحدث عن التخلي تماما عن مسميات قديمة‪ ،‬مثل‪" :‬الشمال والجنوب"‪" ،‬المتقدمة والمتخلÙ?Ø©"‪" ،‬العالم األول والعالم‬ ‫ّ‬ ‫"هن ونحن" Ù?التÙ?رقة ما تزال قائمة‪.‬‬ ‫الثالث"‪ ،‬ولكن ال نستطيع Ù?عل ذلك بشأن‬ ‫ربما يتساءل المرء‪ :‬ما هي عالقة ذلك وارتباطه بعالم ما بعد المعونة؟ ببساطة شديدة‪ ،‬يعني ذلك تغيير السياسات‪ ،‬وتمكين كل‬ ‫شخص ‪ -‬رجال كان أم امرأة ‪ -‬من أسباب القوة‪ ،‬ألن األمر أكبر من االكتÙ?اء بتقديم حزم المعونة‪.‬‬ ‫نستطيع تقديم المعونة لتحسين مساندة النساء والÙ?تيات؛ وبناء مستوصÙ?ات طبية ومدارس؛ وتعزيز حمالت التطعيم وإتاحة‬ ‫القدرة على الحصول على خدمات الصحة اإلنجابية‪ ،‬بل يجب علينا Ù?عل ذلك؛ Ù?تقديم المعونة وحده ال يكÙ?ي‪.‬‬ ‫لن نستطيع إطالق اإلمكانات والقدرات الكاملة لنصÙ? سكان العالم إال إذا قمنا على الصعيد العالمي بمعالجة قضية المساواة‬ ‫بين الجنسين؛ وحتى ّ‬ ‫تقر البلدان والمجتمعات المحلية واألسر المعيشية Ù?ÙŠ جميع ربوع العالم بحقوق المرأة وتغيير قواعد‬ ‫الالمساواة بين الجنسين‪.‬‬ ‫إن إعطاء المرأة الحق Ù?ÙŠ امتالك األراضي؛ والحق Ù?ÙŠ ملكية الشركات وإدارتها؛ والحق Ù?ÙŠ الميراث؛ وزيادة قدرتها على‬ ‫الكسب؛ وزيادة قدرتها على التحكم Ù?ÙŠ موارد أسرتها Ø› كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى تحسين صحة الطÙ?ل‪ ،‬وزيادة تعليم‬ ‫البنات‪ ،‬وتعزيز إقامة المشاريع وأنشطة األعمال ورÙ?ع اإلنتاجية االقتصادية‪ ،‬وذلك يجعلنا أكثر اقترابا من عالم ما بعد‬ ‫المعونة‪.‬‬ ‫هذا هو Ù?ÙŠ الحقيقة إضÙ?اء الطابع الديمقراطي على التنمية‪.‬‬ ‫سيقوم البنك الدولي Ù?ÙŠ األسبوع القادم بنشر مطبوعة "تقرير عن التنمية Ù?ÙŠ العالم‪ :‬المساواة بين الجنسين والتنمية"‪ .‬وبنا ً‬ ‫ء على‬ ‫هذا التقرير‪ ،‬سوÙ? نقوم بما يلي‪:‬‬ ‫البناء على مبلغ ‪ 65‬مليار دوالر قدمناه خالل السنوات الخمس الماضية لمساندة تعليم البنات وصحة المرأة وتعزيز قدرة‬ ‫النساء على الحصول على االئتمان واألراضي والخدمات الزراعية ÙˆÙ?رص العمل وخدمات البنية التحتية‪ .‬كان هذا العمل مهما‬ ‫مجسدا على نح Ù?‬ ‫و كاÙ?Ù? Ù?ÙŠ محاور تركيز ما نعمله‪.‬‬ ‫بمعنى الكلمة ولكنه ليس كاÙ?يا أو لم يكن Ù?‬ ‫سوÙ? نعمل على مراعاة دمج خالصة الدراسات التحليلية والتشخيصية ألبعاد قضايا المساواة بين الجنسين Ù?ÙŠ جميع‬ ‫اإلستراتيجيات القطرية؛ وإعداد مؤشرات Ø£Ù?ضل لتحليل أثر االستثمارات على النساء؛ والعمل مع البلدان األعضاء من أجل‬ ‫إعداد بيانات أكثر وأÙ?ضل عن قضايا الجنسين‪ ،‬مثل ملكية األصول‪ ،‬والقدرة على الحصول على االئتمان‪ ،‬وأجهزة العدالة‪.‬‬ ‫وحيثما رأينا بلدانا غير راغبة Ù?ÙŠ العمل معنا على تقليل الÙ?جوات بين الجنسين‪ ،‬Ù?إننا سوÙ? نبحث عن سبل أخرى لدÙ?ع األجندة‬ ‫الخاصة بالمساواة بين الجنسين إلى األمام من خالل الحوار وعالقات الشراكة واستلهام األÙ?كار من أمثلة لبلدان نامية أخرى‪.‬‬ ‫وسوÙ? نواصل العمل على جعل التكاÙ?ؤ بين الجنسين Ù?ÙŠ مناصب المديرين Ù?ÙŠ مجموعة البنك الدولي أحد أهداÙ?نا‪ .‬وقد وصلنا‬ ‫إلى نسبة ‪ 51‬Ù?ÙŠ المائة على مستوى نواب الرئيس والوظائÙ? األعلى‪.‬‬ ‫عاشرا‪ :‬الخاتمة‬ ‫منذ أن أصبحت رئيسا لمجموعة البنك الدولي قبل أربع سنوات‪ ،‬تكلمت كثيرا عن أهمية تحديث النظام متعدد األطراÙ? من‬ ‫أجل تحسين إدراك التحوالت االقتصادية التي تحدث Ù?ÙŠ عالم اليوم وانعكاساتها‪.‬‬ ‫تحدثتÙ? عن الحاجة إلى إسباغ الطابع الديمقراطي على التنمية حتى يمكن أن يؤدي الجميع ‪ -‬الشمال والجنوب والشرق‬ ‫والغرب‪ ،‬واألغنياء والÙ?قراء‪ ،‬والرجال والنساء ‪ -‬دورا Ù?ÙŠ تصميم الحلول اإلنمائية وتنÙ?يذها واالستمرار Ù?ÙŠ تحسينها‪.‬‬ ‫وخصائص رئيسية ‪ -‬ليس بالنسبة لمجموعة البنك‬ ‫َ‬ ‫وتناولت Ù?ÙŠ أحاديثي الحاجة إلى جعل االنÙ?تاح والشÙ?اÙ?ية والمساءلة سما Ù?‬ ‫ت‬ ‫الدولي Ù?حسب‪ ،‬بل Ù?ÙŠ السياسة الحكومية Ù?ÙŠ جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫تحدثتÙ? عن الحاجة إلى صياغة عقد اجتماعي جديد ‪ -‬لإلقرار والتسليم بأن االستثمار Ù?ÙŠ حرية وقدرة المواطنين على التعبير‪،‬‬ ‫واالستثمارات Ù?ÙŠ المجتمع المدني والمساءلة االجتماعية هي استثمارات مهمة بالنسبة للتنمية مثلها مثل االستثمارات Ù?ÙŠ البنية‬ ‫التحتية والشركات والمصانع أو المزارع‪.‬‬ ‫لقد حاولت اليوم توضيح كيÙ?ية أن عوامل تحسين قدرة النظام متعدد األطراÙ? على تجسيد انعكاسات الحقائق االقتصادية Ù?ي‬ ‫عالم اليوم‪ ،‬وتعميق جذورها Ù?ÙŠ مبدأ التحلي بروح المسؤولية من جانب جميع أصحاب المصالح المؤثرين Ù?يها والمتأثرين بها‪،‬‬ ‫وزيادة ربطها بالقطاع الخاص وشبكات المجتمع المدني‪ ،‬وتعزيز االلتزام بالحلول العملية للمشكالت واالبتكار‪ ،‬هي عوامل‬ ‫يمكنها أن تÙ?حدث انطالقة عالم ما بعد المعونة‪ ،‬وهو عالم مقاصده هي تحقيق الرخاء ال تقديم المسكنات‪ ،‬وتÙ?عيل اإلمكانات‬ ‫والقدرات ال المحسوبية والمحاباة؛ والكرامة ال التبعية‪.‬‬ ‫وربما يرى البعض أن هذا النهج راديكالي إلى حد بعيد‪ ،‬وأن ذلك ربما يؤدي على نح Ù?‬ ‫و ما إلى غضب البلدان المتقدمة وتحللها‬ ‫من ارتباطاتها والتزاماتها بتقديم المعونة‪ .‬كال‪ ،‬لن يكون األمر كذلك‪.‬‬ ‫وربما يرى البعض اآلخر أن هذا النهج محÙ?ÙˆÙ? بالكثير من المخاطر‪ ،‬وأنه سيعطي دورا ألدوات وأسواق مالية جديدة مما‬ ‫يمكن أن يؤدي إلى وقوع البلدان النامية Ù?ÙŠ مشكالت‪ .‬كال‪ ،‬لن يكون األمر كذلك‪.‬‬ ‫وربما يرى البعض أن هذا النهج سابق ألوانه‪ ،‬ألن البلدان النامية ليست مستعدة ألن تكون من األطراÙ? التي تتحلى بروح‬ ‫المسؤولية‪.‬‬ ‫وإنني ألتساءل‪ ،‬هل يبدو أن البلدان النامية أقل استعدادا من البلدان المتقدمة؟‬ ‫نجد بالÙ?عل أن التدÙ?قات المالية للقطاع الخاص هي اآلن بمستويات ضخمة بحيث تبدو المساعدات اإلنمائية الرسمية ضئيلة إلى‬ ‫جانبها‪ .‬وبالÙ?عل هنالك بعض المساهمات الخيرية التي تتضاءل إلى جوارها المعونات الحكومية الثنائية‪ .‬إن أطراÙ?ا جديدة‬ ‫ومانحين Ù?‬ ‫جددا ماضون بالÙ?عل Ù?ÙŠ سبيلهم إلحداث تحوالت مشهودة Ù?ÙŠ عالم المعونة الذي نعرÙ?ه‪.‬‬ ‫إننا Ù?ÙŠ حاجة إلى اإلبحار Ù?ÙŠ ذاكرة الزمن مستلهمين األÙ?كار والرؤى الثاقبة من دعاة النظام متعدد األطراÙ? الشجعان Ù?ي‬ ‫بريتون وودز؛ علينا أن نطرح األسئلة لتمييز الظروÙ? والمالبسات Ù?ÙŠ وقتنا؛ علينا أن نعمل بهدÙ? االستعداد لألوقات القادمة‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت لتعويض ما Ù?ات والمضي قدما؛ حان الوقت لتحمل مسؤولياتنا؛ واالبتكار من أجل المستقبل‪ ،‬ال لنصبح أسرى‬ ‫للماضي‪.‬‬