‫عى البلدان‬‫كيف تر‬ ‫ي‬‫أس المال البشر‬‫ر‬ ‫تطبيق نهج “الحكومة بأكملها”‬ ‫نهج االستم ا‬ ‫ررية‬ ‫تمكنت العديد من الدول التي اتّبعت ُ‬ ‫والتنسيق واالعتماد على الشواهد جنبا إلى جنب من‬ ‫الت كاملة‪.‬‬‫تحقيق تحو‬ ‫نبــذة عــن هــذه السلســلة‬ ‫نهج “الحكومة بأكملها”‬ ‫تتناول هذه السلسلة المكونة من أربعة أقسام‬ ‫اتيجيات التي أطلقتها الحكومات للتغلب على‬ ‫اإلستر‬ ‫ي‪ ،‬كانت الدول التي واصلت‬ ‫أس المال البشر‬ ‫في إطار جهودها لبناء ر‬ ‫العقبات العديدة التي تحول دون االستثمار بفاعلية‬ ‫ات السياسية المتعاقبة‪ ،‬والتنسيق فيما بين‬ ‫جهودها بنجاح عبر الفتر‬ ‫ي‪ .‬وهي تركز على نهج الحكومة‬ ‫أس المال البشر‬ ‫في ر‬ ‫امج تستفيد من‬ ‫مختلف القطاعات الحكومية‪ ،‬وتصميم سياسات وبر‬ ‫ات‬‫بأكملها الذي (‪ )1‬يواصل الجهود عبر مختلف الدور‬ ‫أس‬‫قاعدة الشواهد وتعمل على توسيعها‪ ،‬األكثر فاعلية في تكوين ر‬ ‫السياسية؛ (‪ )2‬ينسق على مستوى القطاعات الحكومية؛‬ ‫امج تستفيد من قاعدة الشواهد‬‫و(‪ )3‬يصمم سياسات وبر‬ ‫ي‪ ،‬ومن ثم تمكنت من جني العديد من المنافع االجتماعية‬ ‫المال البشر‬ ‫وتضيف إليها‪.‬‬ ‫واالقتصادية الدائمة‪ .‬ومن هذه الدول ‪ ،‬على سبيل المثال ال الحصر‪،‬‬ ‫ة‪ ،‬وجمهورية كوريا‪ ،‬واليابان‪ ،‬وأيرلندا‪ ،‬وفنلندا‪ .‬وقد تمكن‬ ‫سنغافور‬ ‫أس‬‫غم من إمكانية اإلسهام في بناء ر‬ ‫وعلى الر‬ ‫ة في عقود قليلة‪.‬‬‫الت كبير‬ ‫العديد منها من تحقيق تحو‬ ‫ي من خالل اعتماد أي واحدة من هذه‬ ‫المال البشر‬ ‫جميعا‬ ‫ً‬ ‫اتيجيات‪ ،‬فإن البلدان التي نفذت ثالثتها‬ ‫اإلستر‬ ‫ة‪ :‬إنشاء نظام تعليمي على مستوى عالمي‬ ‫سنغافور‬ ‫في الوقت نفسه كانت في مصاف البلدان التي خطت‬ ‫ي‪.‬‬ ‫أس المال البشر‬ ‫ة في تحسين نواتج ر‬ ‫خطوات كبير‬ ‫وسنبحث في هذه السلسلة األبعاد المختلفة لهذا النهج‪،‬‬ ‫في عام ‪ ،1950‬كان متوسط سنوات التعليم الرسمي لدى البالغين‬ ‫ة على‬‫قطرية‪ ،‬ونختمها بإلقاء نظر‬ ‫باالستعانة بأمثلة ُ‬ ‫‪ 2.1‬عام‪ ،‬وارتفع بحلول عام ‪ 2010‬بحوالي خمسة أضعاف‬ ‫جميعا‬ ‫ً‬ ‫الثالث‬ ‫اتيجيات‬ ‫ر‬ ‫اإلست‬ ‫تنفيذ‬ ‫في‬ ‫كيف أدى النجاح‬ ‫ا بذلك متوسط منطقة شرق آسيا‬ ‫متجاوز‬ ‫ً‬ ‫ليصل إلى ‪ 10.6‬عام‪،‬‬ ‫إلى تحقيق مكاسب مجدية ومنافع دائمة‪.‬‬ ‫البالغ ‪ 7.9‬عام‪ .‬وساعد االستثمار الذي قادته الحكومة في‬ ‫ابط‬ ‫ة على تطوير نظام تعلم وابتكار متر‬ ‫اقتصاد التعلم سنغافور‬ ‫ذي مستوى عالمي‪ ،‬قادر على توفير تعليم جيد يستجيب مع‬ ‫كبير من االهتمام‬ ‫قدر ًا‬‫ونظر إليالء الحكومة ًا‬ ‫ًا‬ ‫ات السوق‪.‬‬ ‫إشار‬ ‫أل تكون قلة المال سببا في‬ ‫ي ّ‬‫أن من الضرور‬ ‫أت ّ‬‫للتعليم‪ ،‬فقد ر‬ ‫حرمان أي طالب من التعليم‪ .‬وسعت سياستها التعليمية إلى إدماج‬ ‫جميع المدارس الخاصة والحكومية في نظام تعليمي وطني ّ‬ ‫موحد‬ ‫‪worldbank.org/humancapital‬‬ ‫ِ‬ ‫بيرو‪ :‬رؤية طويلة األمد للحد من التقزم‬ ‫نح المساعدات‬ ‫من خالل التمويل المباشر من الدولة أو من مَ‬ ‫السخية‪ .‬كما دعمت الحكومة التعليم العالي من خالل تقديم‬ ‫اجع معدل سوء التغذية‬ ‫ة من ‪ 2005‬إلى ‪ ،2016‬تر‬ ‫في الفتر‬ ‫قروض منخفضة الفائدة من صندوق متجدد الموارد‪.‬‬ ‫المزمن بين صفوف األطفال في البيرو من ‪ %28‬إلى ‪.%13‬‬ ‫ة من توفير‬ ‫وبحلول سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬تمكنت سنغافور‬ ‫ويرجع الفضل في ذلك‪ ،‬إلى مداومة الحكومات المتعاقبة على‬ ‫التعليم االبتدائي للجميع؛ وبلغت نسبة االلتحاق بالتعليم الثانوي‬ ‫تقزم األطفال؛ فقد كانت كل‬ ‫تباع سياسة عامة فاعلة للحد من ّ‬ ‫اّ‬ ‫قطاعا للتدريب‬ ‫امن مع ذلك‪ ،‬أقامت‬ ‫بها ‪ %44‬عام ‪ .1990‬وبالتز‬ ‫ً‬ ‫فا جديدة وطموحة للحد من ّ‬ ‫التقزم‪ .‬وفي‬ ‫حكومة تأتي تضع أهدا ً‬ ‫ها‬‫فر‬ ‫تو‬ ‫التي‬ ‫ات‬‫ر‬ ‫المها‬ ‫و‬ ‫اءمة‬ ‫لم‬ ‫جهودا دؤوبة‬ ‫المهني‪ ،‬وبذلت‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫اتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكر‬ ‫ة‬ ‫عام ‪ ،2007‬حشدت االستر‬ ‫المدارس المهنية مع تلك التي تتطلبها األسواق‪.‬‬ ‫ة الحكومات الوطنية واإلقليمية والبلدية‪،‬‬‫– “‪ – ”Crecer‬أجهز‬ ‫من أجل الحد من الفقر وتعزيز التنمية بالتعاون مع القطاع‬ ‫ات األجنبية‪ ،‬عملت الحكومة‬ ‫ومع تز‬ ‫ايد اجتذاب البلد لالستثمار‬ ‫الخاص‪ ،‬والهيئات اإلنمائية الدولية‪ ،‬والمؤسسات الجماهيرية‪.‬‬ ‫جنبا إلى جنب مع هذه الشركات األجنبية على تدريب الفنيين‬ ‫ً‬ ‫الء الشركاء‬ ‫اتيجية إعالمية‪ ،‬تحت القيادة المشتركة لهؤ‬ ‫وأدت إستر‬ ‫بمصانعها‪ .‬وأقنعت الشركات بقبول ضعف العدد الالزم من‬ ‫المتنوعين‪ ،‬إلى خلق وعي واسع النطاق بالتأثير المدمر لسوء‬ ‫ل من بين الخريجين‪ ،‬في‬ ‫الفنيين ومنحتها الفرصة لالختيار أوً‬ ‫ة‪.‬‬ ‫و�مكانية الوقاية منه من خالل التدخالت المبكر‬ ‫التغذية المزمن‪ ،‬إ‬ ‫حين أسهمت المجموعة الباقية من الفنيين المؤهلين في جذب‬ ‫ة المزيد من األمهات لألطباء والممرضين وأخصائيي‬ ‫ومع زيار‬ ‫اكز التدريب معا‬ ‫مستثمرين جدد‪ .‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬أدمجت مر‬ ‫انتظاما‪ ،‬بدأت‬ ‫ة أكثر‬‫اكز الصحية بصور‬ ‫التغذية بالعيادات والمر‬ ‫ة التعليم‬ ‫زر‬‫ع وا‬‫ه إحدى أذر‬‫لتكوين “معهد التعليم الفني”‪ ،‬باعتبار‬ ‫ً‬ ‫عاداتهن في التغير‪ ،‬ومن ثم تغيرت الحالة الصحية لماليين‬ ‫ة‪ .‬وخير ما يشهد على جودة خريجي معهد التعليم‬ ‫في سنغافور‬ ‫األطفال البيروفيين‪ .‬وبين عامي ‪ 2007‬و ‪ ،2016‬انخفضت‬ ‫الفني‪ ،‬نسبة تشغيلهم التي تبلغ ‪ .%90‬وعلى المستوى الجامعي‪،‬‬ ‫أعداد األطفال الذين كانوا يعانون من التقزم‪ ،‬بنسبة ‪ %49‬في‬ ‫اسية؛‬‫ات الدر‬ ‫أشرك أصحاب األعمال في تصميم المناهج والدور‬ ‫ِ‬ ‫المناطق الحضرية‪ ،‬وبنسبة ‪ %50‬في المناطق الريفية‪.‬‬ ‫ق‬ ‫لالستجابة الحتياجات السو ‪ .‬وعملت الهيئات الحكومية الرئيسية‬ ‫معا وقامت بدور الجهات الوسيطة بين قطاعي التعليم واألعمال‬ ‫ً‬ ‫ة على ثالثة‬ ‫وتقوم االستر‬ ‫اتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكر‬ ‫بناء عليها‪.‬‬ ‫التصرف‬‫و‬ ‫اء‬‫ر‬ ‫لآل‬ ‫المستمر‬ ‫االستطالع‬ ‫لضمان‬ ‫محاور‪:‬المحور األول‪ ،‬تشديدها على أن مسألة التغذية مسألة‬ ‫ً‬ ‫أوسع بكثير من مجرد توزيع المواد الغذائية؛ فإمدادات المياه‪،‬‬ ‫أيضا من أدوات القياس المرجعي الدولية‬ ‫ة ً‬ ‫كما اتخذت سنغافور‬ ‫ة على الحصول على الخدمات‬ ‫وخدمات الصرف الصحي‪ ،‬والقدر‬ ‫اسة االتجاهات الدولية‬‫وسيلة للتحسين والتطوير‪ ،‬وشاركت في در‬ ‫ة‬ ‫أة في المجتمعات الفقير‬ ‫الصحية‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وتمكين المر‬ ‫في الرياضيات والعلوم (‪ )TIMSS‬لسنوات عدة‪ ،‬وفي برنامج‬ ‫والنائية والريفية‪ ،‬أمور بالغة األهمية في الحد من التقزم‪ .‬ومن‬ ‫التقييم الدولي للطالب (‪ )PISA‬منذ عام ‪ .2009‬وتفخر سنغافور‬ ‫ة‬ ‫ة فاعلة دون متابعة‬ ‫المستحيل مكافحة سوء التغذية المزمن بصور‬ ‫اليوم بتحقيقها لبعض أعلى نتائج التعّلم وفقا لقياسات التقييمات‬ ‫اض‬ ‫فضل عن مكافحة األمر‬‫ً‬ ‫ه‪،‬‬‫منتظمة لنمو األطفال وتعزيز‬ ‫ى المشاركة في‬ ‫الدولية؛ حيث فاقت في أدائها جميع الدول األخر‬ ‫ة على الحصول‬ ‫المعدية‪ ،‬وتحسين خدمات الصرف الصحي والقدر‬ ‫اءة والرياضيات ببرنامج التقييم الدولي للطالب‪ ،‬وبلغت‬ ‫العلوم والقر‬ ‫على المياه‪ .‬في المحور الثاني‪ ،‬فقد شددت الحكومة على‬ ‫ائها من دول منظمة التعاون والتنمية‬ ‫مستوى يتجاوز بعامين نظر‬ ‫ات والهيئات الحكومية‪،‬‬ ‫زر‬ ‫أفقيا فيما بين الو ا‬ ‫أهمية التنسيق‪ً ،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫في الميدان االقتصادي‪.‬‬ ‫وهرمياً بين السلطات الوطنية واإلقليمية والبلدية‪ .‬أما المحور‬ ‫ار بمنح‬‫اتيجية‪ ،‬فكان القر‬‫الثالث‪ ،‬وأهمها في التنفيذ الفاعل لإلستر‬ ‫الصالحية (وكذلك الموارد) لمعالجة المشكالت إلى الحكومات‬ ‫اإلقليمية والبلدية مع إخضاعها للمساءلة‪.‬‬ ‫ة االقتصاد والمالية دور القيادة‪ .‬وباالستعانة بالنهج‬ ‫زر‬‫وتولت و ا‬ ‫القائم على النتائج في إنفاق الموارد على التغذية‪ ،‬تالقت‬ ‫القطاعات حول هدف مشترك وعملت على تحقيقه‪ .‬وكانت بيرو‬ ‫حريصة على أال تنفق األموال إال على األساليب والطرق المجربة‬ ‫ة والتدخالت القائمة على الشواهد التي حققت بالفعل‬ ‫والمختبر‬ ‫ى‪ .‬وأدركت مبك ا‬ ‫ر‬ ‫تحسنا في التغذية وصحة األطفال في أماكن أخر‬ ‫ً‬ ‫أهمية البيانات اآلنية واألنظمة التي تعمل بشكل جيد‪ ،‬واتخذت‬ ‫اءاتها بشأن ذلك‪ .‬وكانت الحوافز النقدية‪ ،‬من خالل برنامج‬ ‫إجر‬ ‫ة في بيرو‪.‬‬ ‫المستفيدون من االستر‬ ‫اتيجية الوطنية لتنمية الطفولة المبكر‬ ‫ي‬‫بعدسة‪ :‬بيبيانا ميلز‬ ‫من شأن تنفيذ جميع‬ ‫التحويالت النقدية المشروطة (‪ ،)Juntos‬جزً‬ ‫ءا بالغ األهمية من‬ ‫فر هذا البرنامج النقد لألمهات‪ ،‬واشترط عليهن‬ ‫الحل‪ .‬حيث وّ‬ ‫اتيجيات الثالث أن يساعد‬‫اإلستر‬ ‫ات متابعة‬ ‫اصطحاب صغار أطفالهن بصور‬ ‫ة منتظمة إلى زيار‬ ‫الت هائلة‪.‬‬‫في تحقيق تحو‬ ‫اكز الصحية‪ ،‬والتأكد من‬ ‫أدت هذه المدفوعات إلى‬ ‫هما بالمر‬‫الحالة الصحية والنمو وتعزيز‬ ‫انتظام األطفال األكبر ً‬ ‫سنا بالتعليم‪ .‬وقد ّ‬ ‫زيادة الطلب على الخدمات الصحية واالجتماعية في المجتمعات‬ ‫جمهورية كوريا‪:‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الفقير‬ ‫ة والريفية‪.‬‬ ‫ات مستدامة في الصحة والتعليم‬ ‫استثمار‬ ‫أيرلندا‪ :‬ربط الوظائف بالمهار‬ ‫ات‬ ‫اعة بشكل أساسي‬ ‫بعد أن كان االقتصاد األيرلندي يعتمد على الزر‬ ‫أردفت بسياسات اقتصادية سليمة‬ ‫في سبعينيات القرن الماضي‪ ،‬وكان متوسط إجمالي الناتج المحلي‬ ‫تحول في أواخر القرن العشرين‪،‬‬ ‫الر‪ ،‬حققت أيرلندا ً‬ ‫‪ 88‬مليار دو‬ ‫ايا الديمغر‬ ‫افية‬ ‫استفادت من المز‬ ‫واستفادت من الفرص االقتصادية التي قدمتها اآلفاق الجديدة‬ ‫لإللكترونيات‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والعولمة‪ .‬وفي عام‬ ‫ه ‪%6.7‬‬‫متوسط نمو سنوي قدر‬ ‫‪ ،2017‬بلغ إجمالي الناتج المحلي أليرلندا أعلى قيمة له على‬ ‫با ‪ 334‬مليار دو‬ ‫الر‪.‬‬ ‫اإلطالق مقارً‬ ‫ة ‪ً 40‬‬ ‫عاما‬ ‫على مدى فتر‬ ‫ي من العوامل المهمة‬ ‫أس المال البشر‬ ‫وكان االستثمار في تنمية ر‬ ‫التي أسهمت في تحقيق النمو االقتصادي بالبالد‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫اء إصالحات كبير‬ ‫ة في التعليم والتدريب‪ .‬واقتربت أيرلندا من‬ ‫إجر‬ ‫تعميم التعليم االبتدائي بحلول عام ‪ 1970‬وبلغ صافي نسبة‬ ‫االلتحاق بالتعليم الثانوي بها ‪ ،%63‬ومع حلول عام ‪،1990‬‬ ‫ارتفعت هذه النسبة إلى ‪ .%80‬وبعد أن وطدت هذه المستويات‬ ‫اءة‪ ،‬وكان أداؤهم فوق المتوسط بكثير‬ ‫الميدان االقتصادي في القر‬ ‫من التعليم‪ ،‬ركزت أيرلندا على تحقيق اقتصاد مستدام يرتكز على‬ ‫في الرياضيات والعلوم (المركز الثالث عشر)‪.‬‬ ‫اقتصاد التعلم‪.‬‬ ‫ولعبت نظم الحكم الرشيد ًا‬ ‫دور في اكتساب االقتصاد األيرلندي‬ ‫اء ذي قاعدة‬ ‫ففي عام ‪ ،1997‬قامت أيرلندا بإنشاء فريق خبر‬ ‫وصف ”النمر السلتي“ لعقدين من الزمن‪ .‬كما سعت هيئة التنمية‬ ‫عريضة معني باالحتياجات المهارية المستقبلية‪ ،‬وأنيطت به‬ ‫الصناعية‪ ،‬من خالل العمل عن كثب مع الجهات األيرلندية‬ ‫مسؤولية تقييم مختلف الصناعات والقطاعات‪ ،‬يدعمه إطار تنفيذ‬ ‫ات‪ ،‬إلى جذب االستثمار األجنبي‪،‬‬ ‫المقدمة للبنية التحتية والمهار‬ ‫فضل عن إنشاء شبكات تدريب تمولها الحكومة وتقودها‬ ‫ً‬ ‫مؤسسي‪،‬‬ ‫عن طريق ضمان اتسام خدمات البنية التحتية الحضرية في‬ ‫الصناعة في عام ‪ .1999‬وتمثل الهدف من ذلك في ضمان‬ ‫ات‬ ‫ي بالمهار‬ ‫أيرلندا بمستوى عالمي‪ ،‬وتزويد ر‬ ‫أسمالها البشر‬ ‫ات وتدريب تقنيين‪،‬‬ ‫التزويد بخريجي تعليم عال يتمتعون بمهار‬ ‫الفنية والشخصية الالزمة‪ .‬وتعززت جهود هذه الهيئة بفضل‬ ‫لتلبية طلب سوق العمل‪ .‬ومن خالل ضمان تلبية خريجيها‬ ‫ة صندوق‬ ‫مؤسسة العلوم بأيرلندا التي أنشئت عام ‪ 2000‬إلدار‬ ‫للمعايير الدولية‪ ،‬تمكنت أيرلندا من أن تجذب إليها الشركات‬ ‫التبصر التكنولوجي بقيمة ‪ 646‬مليون يورو‪ .‬وتمثل الغرض من‬ ‫أت الحكومة أن وجود قطاع‬ ‫متعددة الجنسيات‪ .‬وفي الحقيقة‪ ،‬فقد ر‬ ‫ّ‬ ‫تعليم جامعي ذو مستوى عالمي يمثل القوة الدافعة على األمد‬ ‫هذا الصندوق في تمتين الروابط بين مجتمعي األبحاث واألعمال‬ ‫اء االقتصاد‪،‬‬‫الطويل‪ ،‬في عالم يعتبر فيه رجال األعمال‪ ،‬وخبر‬ ‫‪3‬‬ ‫اك مع برنامج األبحاث في مؤسسات التعليم العالي‪.‬‬ ‫باالشتر‬ ‫ة الوسيلة الرئيسية للنمو‪ .‬ونقلت الحكومة‬‫والعلماء التقنيات المبتكر‬ ‫ة‬ ‫ايدا من مسؤولية متابعة معايير االعتماد والكفاءة من وز‬ ‫ار‬ ‫قد ا‬ ‫ر متز‬ ‫جمهورية كوريا‪ :‬استثمار‬ ‫ات تكميلية‬ ‫التعليم إلى هيئات تضم تمثيال أوسع للمصالح التعليمية‪.‬‬ ‫على مدى عدة عقود‬ ‫مرجعيا لنظام التعليم االبتدائي بها وفقا‬ ‫ً‬ ‫تقييما‬ ‫ً‬ ‫كما أجرت أيرلندا‬ ‫مرت جمهورية كوريا بداية من أوائل ستينيات القرن الماضي‬ ‫وبناء على درجات نظام التقييم الدولي للطالب‬ ‫للمعايير الدولية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫افي واقتصادي هائل أسفر عن نمو سنوي بلغ‬ ‫بتحول ديمغر‬ ‫لعام ‪ ،2015‬احتل طالب المدارس الثانوية األيرلندية المركز‬ ‫عاما‪ .‬ونفذت الحكومات المتعاقبة‬ ‫متوسط ‪ %6.7‬على مدى ‪ً 40‬‬ ‫الثالث بين طالب ‪ 35‬دولة من دول منظمة التعاون والتنمية في‬ ‫رقــم ‪ 4‬مــن ‪4‬‬ ‫أبريل‪/‬نيســان ‪2019‬‬ ‫أقرت سياسات اقتصادية استفادت من المز‬ ‫ايا‬ ‫ات في الصحة والتعليم‪ ،‬و ّ‬ ‫استثمار‬ ‫ة‪ ،‬والمر‬ ‫اكز‬ ‫افية الناجمة‪ .‬وبفضل االستثمار المكثف في سياسات تنظيم األسر‬ ‫الديمغر‬ ‫فضل عن نوادي األمهات في المناطق الريفية‪ ،‬للتزويد‬ ‫ً‬ ‫الصحية‪ ،‬والعمال الميدانيين‪،‬‬ ‫بالمعلومات‪ ،‬والتثقيف‪ ،‬ووسائل منع الحمل‪ ،‬أمكن الوصول إلى النسبة المستهدفة‬ ‫ة‪ .‬ونتيجة لهذا‪ ،‬انخفضت‬ ‫البالغة ‪ %45‬من المتزوجين المستخدمين لخدمة تنظيم األسر‬ ‫يعا؛ حيث انخفضت‪ ،‬فيما بين عامي ‪ 1950‬و ‪،1975‬‬ ‫نسبة الخصوبة في كوريا سر ً‬ ‫أة إلى ‪ ،2.9‬وانخفض هذا الرقم إلى ‪ 1.2‬بحلول عام ‪.2005‬‬ ‫من ‪ 5.4‬طفل لكل امر‬ ‫عت كوريا خطى النمو‬ ‫ونظر لوجود قطاع كبير من السكان في سن العمل‪ ،‬فقد ّ‬ ‫سر‬ ‫ًا‬ ‫االقتصادي من خالل تدابير السياسات الشاملة لعدة قطاعات‪ .‬وحولت الحكومة‬ ‫ات أعلى‪.‬‬ ‫ات بحيث تنتج قوى عاملة ذات مهار‬ ‫اتيجيتها لتطوير التعليم والمهار‬ ‫إستر‬ ‫ات‬‫اتيجية “التعليم الموجه لتعزيز اإلنتاج” المواطنين بالمعارف والمهار‬ ‫وزودت إستر‬ ‫طا اقتصادية شاملة‪ ،‬ركزت على‬ ‫الالزمة للتنمية االقتصادية‪ .‬كما وضعت كوريا خط ً‬ ‫ات‬‫االستثمار في القطاعات كثيفة االستخدام لأليدي العاملة‪ ،‬ووجهت االستثمار‬ ‫امج البنية التحتية واإلنشاءات الريفية‪ ،‬وأوجدت بيئة أعمال مواتية جذبت‬ ‫إلى بر‬ ‫مدروسا بسن سياسات متز‬ ‫امنة‬ ‫ً‬ ‫ار‬ ‫ا‬ ‫ً‬‫ر‬ ‫ق‬ ‫كوريا‬ ‫اتخذت‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ة‪.‬‬ ‫المباش‬ ‫األجنبية‬ ‫ات‬‫ر‬ ‫االستثما‬ ‫في مجاالت الصحة والتعليم والنمو االقتصادي‪ ،‬مكنت من أن تعزز هذه الجهود‬ ‫بعضها بعضا‪ ،‬وتحسين الكفاءة‪ ،‬وساعدت في تحقيق نمو اقتصادي مستدام على‬ ‫‪4‬‬ ‫مدى عدة عقود‪.‬‬ ‫ة عن جهد‬ ‫ي هو عبار‬ ‫أس المال البشر‬‫عر‬ ‫مشرو‬ ‫ات‬ ‫عالمي يستهدف تسريع وتير‬ ‫ة زيادة االستثمار‬ ‫في البشر كما وكيفا من أجل تعزيز العدالة‬ ‫ع حاليا‬‫والنمو االقتصادي‪ ،‬ويساعد المشرو‬ ‫في توفير المجال السياسي لقادة الدول لتحديد‬ ‫ات التي من شأنها إحداث‬ ‫أولويات االستثمار‬ ‫ات جوهرية في مجاالت الصحة والتعليم‬ ‫تغيير‬ ‫از‬‫والحماية االجتماعية‪ .‬ويتمثل الهدف في إحر‬ ‫تقدم سريع نحو عالم يتمتع فيه جميع األطفال‬ ‫ُّ‬ ‫الحوا شــي‬ ‫بتغذية جيدة وعلى استعداد لتلقي العلم‪ ،‬ويمكنهم‬ ‫ ‪1‬‬‫‪Yusuf, S. and Nabeshima, Kaoru. 2012. Some Small Countries Do It Better: Rapid Growth‬‬ ‫تعلم حقيقي داخل الفصول‪،‬‬ ‫الحصول على ُّ‬ ‫‪and Its Causes in Singapore, Finland, and Ireland. The World Bank.‬‬ ‫ودخول سوق العمل كبالغين يتمتعون بالصحة‬ ‫ ‪2‬‬‫‪Marini, A., Rokx, C. and Gallagher, P. 2017. Standing Tall: Peru’s Success in Overcoming‬‬ ‫‪its Stunting Crisis. The World Bank.‬‬ ‫ة والقدر‬ ‫ة على اإلنتاج‪.‬‬ ‫والمهار‬ ‫ ‪3‬‬‫‪Yusuf, S. and Nabeshima, Kaoru. 2012. Some Small Countries Do It Better: Rapid Growth‬‬ ‫‪and Its Causes in Singapore, Finland, and Ireland. The World Bank.‬‬ ‫ ‪4‬‬ ‫للمزيــد مــن المعلومــات‪ ،‬يرجــى زيار‬ ‫ة‪:‬‬ ‫‪worldbank.org/humancapital‬‬