‫أهي نهاية "العالم الثالث"؟‬ ‫لعالم متعدد األقطاب‬ ‫Ù?‬ ‫تحديث نظام تعدد األطراÙ?‬ ‫‪Available in: 日本語, Français, руÑ?Ñ?кий, Deutsch, Español, English, 中文, Italiano, Português, ภาษาไทย‬‬ ‫لعالم متعدد األقطاب‬ ‫Ù?‬ ‫تحديث نظام تعدد األطراÙ?‬ ‫روبرت ب‪ .‬زوليك‬ ‫رئيس‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬ ‫مركز وودرو ويلسون للباحثين الدوليين‬ ‫أبريل‪/‬نيسان ‪2010‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬ ‫لقد دأب طالب الدراسات األمنية والعلوم السياسية الدولية‪ ،‬لعقود طويلة‪ ،‬على خوض غمار المناقشة والجدل حول بزوغ نظام‬ ‫متعدد األقطاب‪ .‬لقد آن األوان ألن ّ‬ ‫نقر ونسلم بهذا الطرح االقتصادي الجديد‪.‬‬ ‫Ù?إذا كان عام ‪ 1989‬قد شهد نهاية "العالم الثاني" بانهيار الشيوعية‪ ،‬Ù?إن عام ‪ 2009‬هو الذي رأى مشهد النهاية لما كان‬ ‫وماض Ù?ÙŠ التطور بوتيرة سريعة Ù€ عالم‬ ‫Ù?‬ ‫د عالمي جديد متعدد األقطاب‬ ‫يÙ?عرÙ? "بالعالم الثالث"‪ :‬Ù?نحن نعيش اآلن Ù?ÙŠ اقتصا Ù?‬ ‫يبزغ Ù?يه نجم بعض البلدان النامية كقوى اقتصادية؛ وتمضي Ù?يه بلدان نامية أخرى قدما لترÙ?دَ أقطاب النمو برواÙ?د إضاÙ?ية‪،‬‬ ‫Ù?يما تواجه بعض البلدان األخرى مصاعب جمة Ù?ÙŠ بلوغ قدراتها الكامنة داخل هذا النظام الجديد Ù€ حيث بات اآلن الشمال‬ ‫والجنوب والشرق والغرب نقاط Ù?ÙŠ البوصلة‪ ،‬وليست مقاصد اقتصادية‪.‬‬ ‫إن الÙ?قر مازال مستشرياً‪ ،‬وال بد من معالجة أسباب استشرائه‪ .‬كما أن الدول الÙ?اشلة مازالت قائمة‪ ،‬وال بد من معالجة أسباب‬ ‫Ù?شلها‪ .‬وتتزايد وطأة التحديات العالمية‪ ،‬وال بد من التصدي لها‪ .‬لكن الطريقة التي يتعين أن نعالج بها هذه القضايا آخذة Ù?ي‬ ‫التغير‪ .‬Ù?التقسيمات التي عÙ?ا عليها الزمن Ù€ التي تصنÙ? بلدان العالم إلى عالم أول وآخر ثالث‪ ،‬ومانح ومتلق‪ ،‬وقائد وتابع Ù€ لم‬ ‫تعد مناسبة‪.‬‬ ‫إن آثار ومدلوالت هذه التغيرات والتحوالت عميقة وجوهرية‪ :‬على صعيد تعدد األطراÙ?‪ ،‬والعمل التعاوني العالمي‪،‬‬ ‫والعالقات بين القوى‪ ،‬والتنمية والمؤسسات الدولية‪.‬‬ ‫أهمية النظام المتعدد األطراÙ?‬ ‫لقد كشÙ?ت األزمة االقتصادية العالمية عن أهمية النظام المتعدد األطراÙ?‪ .‬Ù?منذ بداية السقوط Ù?ÙŠ هاوية األزمة االقتصادية‪،‬‬ ‫احتشدت البلدان واصطÙ?ت معا إلنقاذ االقتصاد العالمي‪ .‬بل ولدت مجموعة العشرين بنهجها الحديث من رحم هذه األزمة‪ .‬إذ‬ ‫سرعان ما أوضحت هذه المجموعة قدرتها على التصرÙ? السريع الستعادة الثقة وترسيخها‪ .‬ولعلنا نتساءل اآلن‪ :‬هل كانت تلك‬ ‫الهبّة مجرد خروج عن المألوÙ?ØŸ أم كانت مجرد ومضة سريعة الزوال؟‬ ‫لتعاون دولي Ù?ريد لن يتكرر أم بداية انطالقة Ù?‬ ‫أمر جديد؟ وينظر‬ ‫Ù?‬ ‫هل سيعيد المؤرخون النظر إلى عام ‪ 2009‬Ù?يرونه عاما‬ ‫البعض اآلن إلى محاولة وودرو ويلسون إنشاء نظام دولي جديد بعد الحرب العالمية األولى بوصÙ?ها Ù?رصةً ضائعة تركت‬ ‫وراءها العالم متخبطا Ù?ÙŠ دياجير األخطار واألهوال‪ .‬Ù?هل نحن بصدد لحظة مماثلة؟‬ ‫إن مكمن الخطر يتمثل اآلن Ù?ÙŠ الخوÙ? من أن يكون انقشاع األزمة متبوعا بزوال الرغبة واالستعداد للتعاون أيضا‪ .‬بل إننا‬ ‫جرا للعودة إلى تحقيق مصالح أضيق‪.‬‬‫نشعر بالÙ?عل بقوى الجاذبية وهي تجر عالم الدول القومية ّ‬ ‫نتحرك معها‪ ،‬أو‬ ‫ّ‬ ‫إن ذلك التوجه هو الخطأ بعينه‪ .‬Ù?الصÙ?ائح التكتونية االقتصادية والسياسية مستمرة Ù?ÙŠ التحرك‪ .‬ويمكننا أن‬ ‫بإمكاننا االستمرار Ù?ÙŠ رؤية Ù?‬ ‫عالم جديد من منظور العالم القديم‪ .‬يجب علينا إدراك الوقائع والحقائق الجديدة‪ .‬ويتعين علينا‬ ‫التصرÙ? والعمل بمقتضاها‪.‬‬ ‫ما هو وجه االختالÙ?ØŸ مصادر جديدة للطلب‬ ‫لم يكن العالم النامي سببا Ù?ÙŠ نشوب األزمة االقتصادية العالمية‪ ،‬لكن Ù?ÙŠ مقدوره أن يكون جزءا مهما من الحل‪ .‬وسوÙ? تكون‬ ‫لعالمنا مالمح ومعالم مختلÙ?Ø© تماما Ù?ÙŠ غضون عشر سنوات‪ ،‬Ù?لن يأتي الطلب من الواليات المتحدة وحدها بل سيأتي من كل‬ ‫أرجاء المعمورة‪.‬‬ ‫طردا‪ ،‬على أساس تعادل‬ ‫إننا نرى التغيرات والتحوالت بأم أعيننا‪ .‬Ù?ها هو نصيب آسيا من االقتصاد العالمي وقد حقق ارتÙ?اعا Ù… ّ‬ ‫القوى الشرائية‪ ،‬من ‪ 7‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ عام ‪ 1980‬إلى ‪ 21‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ عام ‪ .2008‬وتمثل أسواق األوراق المالية Ù?ÙŠ آسيا‬ ‫اآلن ‪ 32‬Ù?ÙŠ المائة من رسملة السوق العالمية‪ ،‬أي أنها سبقت الواليات المتحدة وأوروبا اللتين تبلغ نسبتهما ‪ 30‬و‪ 25‬Ù?ي‬ ‫المائة على التوالي‪ .‬وÙ?ÙŠ العام الماضي‪ ،‬حلّت الصين محل ألمانيا كأكبر دولة مصدرة Ù?ÙŠ العالم‪ .‬كما نجحت الصين Ù?ÙŠ أن‬ ‫تحل محل الواليات المتحدة كأكبر سوق للسيارات Ù?ÙŠ العالم‪.‬‬ ‫وتحكي لنا أرقام الواردات قصة مليئة بالخبايا واألسرار‪ :‬Ù?العالم النامي أصبح القوة المحركة لالقتصاد العالمي‪ .‬ويرجع معظم‬ ‫انتعاش التجارة العالمية إلى قوة الطلب على الواردات من جانب البلدان النامية‪ .‬Ù?قد زادت واردات البلدان النامية Ù?عليا بواقع ‪2‬‬ ‫Ù?ÙŠ المائة عن مستوى ذروتها Ù?ÙŠ إبريل‪/‬نيسان عام ‪ 2008‬قبل اندالع األزمة‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬ما تزال واردات‬ ‫البلدان المرتÙ?عة الدخل أقل بنسبة ‪ 19‬Ù?ÙŠ المائة من أعلى مستوى لها Ù?يما مضى‪ .‬وعلى الرغم من أن واردات بلدان العالم‬ ‫النامية ال تمثل سوى نحو نصÙ? واردات البلدان المرتÙ?عة الدخل‪ ،‬Ù?إنها تنمو بوتيرة أكثر سرعة‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬مثلت هذه‬ ‫الواردات أكثر من نصÙ? الزيادة Ù?ÙŠ الطلب العالمي على الواردات منذ عام ‪.2000‬‬ ‫أقطاب جديدة للنمو‬ ‫إن االقتصاد العالمي ماض Ù?ÙŠ سبيله إلى إعادة توازنه‪ .‬وبعض هذه العملية جديد‪ ،‬Ù?يما يمثل البعض اآلخر منحى االستعادة‬ ‫والتجديد‪ .‬وطبقا لما يقوله أنغس ماديسون‪ ،‬مثلت آسيا أكثر من نصÙ? الناتج العالمي Ù?ÙŠ ثمانية عشر قرنا من العشرين قرنا‬ ‫تحركا Ù?ÙŠ اتجاه تعدّد أقطاب النمو‪ ،‬Ù?ÙŠ ظل نمو الطبقات المتوسطة Ù?ÙŠ البلدان النامية‪ ،‬وانضمام مليارات‬ ‫الماضية‪ .‬ونشهد اآلن ّ‬ ‫الناس إلى ر ْ‬ ‫كب االقتصاد العالمي‪ ،‬واألنماط الجديدة التي تجمع بين ازدياد التكامل اإلقليمي واالنÙ?تاح العالمي‪.‬‬ ‫وليس هذا التغير حكرا على الصين أو الهند‪ .‬Ù?نصيب بلدان العالم النامية من إجمالي الناتج المحلي للعالم قد ارتÙ?ع‪ ،‬على أساس‬ ‫تعادل القوى الشرائية‪ ،‬من ‪ 33.7‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ عام ‪ 1980‬إلى ‪ 43.4‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ عام ‪ .2010‬وسوÙ? تحقق البلدان النامية‬ ‫معدالت نمو قوية‪ ،‬على األرجح‪ ،‬على مدى السنوات الخمس القادمة وما بعدها‪ .‬وÙ?ÙŠ مقدور منطقة Ø£Ù?ريقيا جنوب الصحراء أن‬ ‫تحقق نموا يزيد Ù?ÙŠ المتوسط عن ‪ 6‬Ù?ÙŠ المائة سنويا Ù‹ من اآلن حتى عام ‪ ØŒ2015‬Ù?يما يمكن أن تحقق منطقة جنوب آسيا‪ ،‬التي‬ ‫يقطنها نصÙ? Ù?قراء العالم‪ ،‬نموا يصل إلى ‪ 7‬Ù?ÙŠ المائة سنويا خالل الÙ?ترة Ù†Ù?سها‪.‬‬ ‫لقد أصبحت منطقة جنوب شرق آسيا منطقة متوسطة الدخل بها حوالي ‪ 600‬مليون نسمة‪ ،‬ولها روابط متزايدة مع الهند‬ ‫والصين‪ ،‬Ù?ضال عن تعميق روابطها مع اليابان وكوريا وأستراليا‪ ،‬والحÙ?اظ على استمرار صالتها وروابطها مع أمريكا‬ ‫الشمالية وأوروبا من خالل االستعانة بالمصادر العالمية‪.‬‬ ‫وتمثل منطقة الشرق األوسط وشمال Ø£Ù?ريقيا مصدرا مهما لرأس المال بالنسبة لباقي أنحاء العالم‪ ،‬كما أن دورها كمركز‬ ‫ألنشطة األعمال والخدمات Ù?يما بين آسيا Ù€ بشرقها وجنوبها Ù€ وأوروبا وأÙ?ريقيا آخذ Ù?ÙŠ التزايد‪ .‬وبلغ إجمالي االحتياطيات‬ ‫الرسمية لدول مجلس التعاون الخليجي أكثر من ‪ 500‬مليار دوالر Ù?ÙŠ نهاية عام ‪ ØŒ2008‬Ù?يما تقدّر أصول صناديق ثرواتها‬ ‫السيادية بما يصل إلى تريليون دوالر‪ .‬وإذا تمكنت دول المغرب العربي من تجاوز مواطن الخلل السابقة‪ ،‬Ù?سيكون Ù?ي‬ ‫استطاعتها أن تكون جزءا من التكامل األورومتوسطي بصالته وروابطه مع كل من الشرق األوسط وأÙ?ريقيا‪.‬‬ ‫وÙ?ÙŠ منطقة أمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪ ،‬تم انتشال ‪ 60‬مليون شخص من براثن الÙ?قر Ù?يما بين عامي ‪ 2002‬و‪،2008‬‬ ‫وأحدثت الطبقة المتوسطة اآلخذة Ù?ÙŠ النمو Ù?يها زيادة Ù?ÙŠ أحجام الواردات بمعدل سنوي بلغ ‪ 15‬Ù?ÙŠ المائة‪.‬‬ ‫أÙ?ريقيا ‪ ...‬قطب مرتقب للنمو‬ ‫يمكن أن تشتد حركة الصÙ?ائح التكتونية االقتصادية والسياسية أكثر Ù?أكثر‪ .‬لقد Ù?اتت على Ø£Ù?ريقيا Ù?ÙŠ السابق Ù?رصة اللحاق‬ ‫بقطار ثورة التصنيع التي انتشلت اقتصادات شرق آسيا من وهدة الÙ?قر ودÙ?عتها إلى الرخاء واالزدهار‪ .‬لكن ال ينبغي على‬ ‫كب‪.‬‬ ‫أÙ?ريقيا بعد اآلن أن تظل متخلÙ?Ø© عن الر ْ‬ ‫الخÙ? المنزلي أو‬ ‫ّ‬ ‫هناك بلدان Ø£Ù?ريقية كثيرة تقوم Ù?ÙŠ الوقت الحاضر باستيراد حتى السلع الصغيرة والرخيصة مثل الصابون أو‬ ‫األدوات األساسية أو السلع االستهالكية‪ .‬لكن إذا قام األÙ?ارقة بإزالة الحواجز التي تعترض سبيل إنتاج هذه السلع محليا وتذليل‬ ‫العقبات الماثلة أمام تنظيم مشروعات العمل الحر المحلية‪ ،‬مع االضطالع Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه بتهيئة الظروÙ? التي تدÙ?ع‬ ‫المستثمرين من الخارج إلى نقل خطوط اإلنتاج إلى Ø£Ù?ريقيا‪ ،‬Ù?إنه يمكن عندئذ أن تنبثق صورة مختلÙ?Ø© تماما للتنمية Ù?ÙŠ هذه‬ ‫القارة‪ .‬وعلى النقيض من الجهود الÙ?اشلة Ù?ÙŠ الماضي Ù?ÙŠ مساندة اهتمامات ومصالح إحالل الواردات التي كانت تخÙ?ÙŠ وراءها‬ ‫نزعة حمائية‪ ،‬Ù?ÙŠ مستطاع هذا النهج تحقيق المناÙ?ع من التكامل اإلقليمي داخل األسواق العالمية‪.‬‬ ‫ما الذي يتطلبه هذا األمر إذن؟ كخطوة أولى Ù?ÙŠ هذا الشأن‪ ،‬يجب أن يكون Ù?ÙŠ مقدور األÙ?ارقة الذين يكسبون دوالرين أو أقل‬ ‫Ù?ÙŠ اليوم للÙ?رد والبالغة نسبتهم ‪ 80‬Ù?ÙŠ المائة تحقيق دخل كاÙ? حتى تكون لديهم القدرة على شراء السلع االستهالكية األساسية‪.‬‬ ‫وتÙ?عتبر الزراعة المصدر الرئيسي للوظائÙ?‪ ،‬كما أنها تتيح Ù?رصة مبكرة لتعزيز اإلنتاجية وزيادة الدخل‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬يلزم‬ ‫االستثمار Ù?ÙŠ كاÙ?Ø© جوانب سلسلة القيمة الزراعية‪ :‬من حقوق الملكية إلى البذور؛ والري‪ ،‬واألسمدة‪ ،‬والتمويل‪ ،‬والتكنولوجيات‬ ‫األساسية‪ ،‬والتخزين‪ ،‬ونقل المنتجات إلى السوق‪ .‬وبما أن النساء يشكلن حوالي ثلثي المزارعين األÙ?ارقة‪ ،‬Ù?من الواجب علينا‬ ‫ّ‬ ‫نساعدهن Ù?ÙŠ الحصول على حقوقهن القانونية وحقوق الملكية وإمكانية الوصول إلى الخدمات‪.‬‬ ‫أن‬ ‫كن الصناعات المحلية من التوجه نحو السوق المحلية أو تكييÙ?‬ ‫Ù?من شأن االرتÙ?اع القليل Ù?ÙŠ مستويات الدخل والمعيشة أن يم ّ‬ ‫منتجاتها لتكون مالئمة مع احتياجات هذه السوق‪ ،‬وÙ?ÙŠ نهاية المطاÙ? مع احتياجات التصدير‪ .‬ولمواصلة دÙ?ع عجلة النمو‪،‬‬ ‫يحتاج األÙ?ارقة إلى المقومات التي احتاجتها أوروبا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية‪ :‬أي البنية التحتية األساسية؛ والطاقة؛‬ ‫واألسواق المتكاملة المرتبطة باالقتصاد العالمي؛ والظروÙ? واألوضاع الالزمة لوجود قطاع خاص Ù…Ù?عم بالحيوية والنشاط‪.‬‬ ‫والواقع أن المناÙ?ع التي تعود من سلع النÙ?ع العام ال تقتصر على الصناعات المحلية‪.‬‬ ‫إن التحوالت اليوم تÙ?تح األبواب مشرعة أمام الÙ?رص الجديدة‪ .‬Ù?عندما اندلعت األزمة العالمية أدرك بعض الصينيين أنه حان‬ ‫الوقت لتجاوز نطاق االقتصار على صناعة ألعاب األطÙ?ال واألحذية؛ واستطاعت الصين الصعود إلى أعلى سلسلة القيمة‪،‬‬ ‫وزيادة األجور واالستهالك‪ ،‬وتوسيع نطاق "مجتمعها المنسجم"‪ .‬وتمكنت الشركات الصينية بدورها من نقل الصناعات ذات‬ ‫القيمة المضاÙ?Ø© األكثر انخÙ?اضا Ù‹ إلى أماكن أخرى‪ ،‬بما Ù?ÙŠ ذلك Ø£Ù?ريقيا‪ ،‬سيرا Ù‹ على نهج المستثمرين الصينيين Ù?ÙŠ تنمية الموارد‬ ‫وشركات البناء والتشييد الصينية‪.‬‬ ‫من الممكن تشجيع الشركات الصينية على نقل الصناعات إلى أماكن أخرى ألغراض كل اإلنتاج المحلي والتصدير‪ .‬وتجلب‬ ‫هذه الشركات الصناعية معها الدراية والخبرات العملية والÙ?نية‪ ،‬والمعدات‪ ،‬عالوة على القدرة على الوصول إلى شبكات‬ ‫التسويق والتوزيع‪ .‬ويعمل البنك الدولي مع األÙ?ارقة والصينيين إلنشاء مناطق صناعية‪.‬‬ ‫يستشعر الم ستثمرون األوائل وجود إمكانات هائلة وواعدة Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا‪ ،‬وال تثنيهم عنها مخاطر وال صعاب Ù€ Ù?بعد ما حدث لبنك‬ ‫ليمان براذرز ولليونان‪ ،‬يعرÙ? المستثمرون حق المعرÙ?Ø© أن األسواق المتقدمة ال تخلو من المخاطر أيضا‪.‬‬ ‫يمكن لتغيير السياسات الحكومية أن يخلق الÙ?رص أمام نمو القطاع الخاص‪ ،‬وهو ما يؤدي بدوره إلى إتاحة الخدمات إلى‬ ‫آخرين من منظمي مشروعات األعمال الحرة‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ السنوات العشر حتى سنة ‪ ØŒ2008‬استثمر القطاع الخاص أكثر من ‪60‬‬ ‫مليار دوالر Ù?ÙŠ تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا؛ وأصبح ‪ 65‬Ù?ÙŠ المائة من األÙ?ارقة اآلن Ù?ÙŠ نطاق وصول‬ ‫الخدمات الالسلكية الصوتية‪ ،‬ويجري استخدام ‪ 400‬مليون هاتÙ? جوال Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا‪.‬‬ ‫كما تقوم مؤسسة التمويل الدولية‪ ،‬وهي ذراع مجموعة البنك الدولي المعني بالتعامل مع القطاع الخاص‪ ،‬بمد يد العون‬ ‫والمساعدة Ù?ÙŠ تحÙ?يز انطالقة هذه الثورة Ù?ÙŠ أنشطة األعمال‪ .‬وقام صندوق جديد تابع لمؤسسة التمويل الدولية الجديد معني‬ ‫باالستثمار Ù?ÙŠ أسهم رأس المال باستقطاب وجذب ‪ 800‬مليون دوالر من صناديق الثروات السيادية والمعاشات التقاعدية‬ ‫الستثمارها Ù?ÙŠ شركات Ù?ÙŠ منطقتي Ø£Ù?ريقيا وأمريكا الالتينية والبحر الكاريبي‪.‬‬ ‫التحوالت االقتصادية تعني تحوالت ممكنة Ù?ÙŠ القوى‬ ‫تعني زيادة الدخل والنمو Ù?ÙŠ بلدان العالم النامية ازدياد ما لها من التأثير والنÙ?وذ‪ .‬Ù?العالم القديم لقادة مجموعة السبع وهم‬ ‫يتجاذبون أطراÙ? الحديث بجوار المدÙ?أة قد مضى وولى‪ .‬Ù?المباحثات Ù?ÙŠ عالم اليوم تتطلب طاولة اجتماعات كبيرة الستيعاب‬ ‫المشاركين الرئيسيين‪ ،‬وال يمكنها أن تخلو من المقاعد المخصصة للبلدان النامية‪.‬‬ ‫لقد أدركت قمة مجموعة العشرين المنعقدة Ù?ÙŠ بيتسبرغ العام الماضي ذلك التغيير‪ .‬ولكن األمر يستوجب ما هو أكثر من مجرد‬ ‫حبر على ورق‪ .‬Ù?كلمات وودرو ويلسون لم يشÙ?ع لها تدوينها كتابةً Ù?ÙŠ تحقيق ما دعا إليه من المثل العليا‪ .‬ولن يكون‬ ‫كلمات من Ù?‬ ‫ترتيب التقاسم الجديد للمسؤوليات بين أصحاب المصلحة المشتركة والمتبادلة Ù?ÙŠ األنظمة الدولية بالعملية السهلة أو الميسورة‪.‬‬ ‫ولكنه أمر البد من تحقيقه وإنجازه‪ .‬Ù?اإلخÙ?اق Ù?ÙŠ عام ‪ 1919‬أدى إلى عدم تعاون البلدان إبان أزمة الكساد الكبير Ù?ÙŠ عام‬ ‫‪ 1929‬ثم بدأ اندالع حرب جديدة Ù?ÙŠ أوروبا Ù?ÙŠ عام ‪.1939‬‬ ‫إننا نرى اليوم هذه الضغوط والتجاذبات‪ .‬Ù?Ù…Ù?اوضات جولة الدوحة Ù?ÙŠ منظمة التجارة العالمية ومباحثات تغيّر المناخ Ù?ي‬ ‫كوبنهاغن أماطت اللثام عن مدى صعوبة ترتيب تقاسم المناÙ?ع المتبادلة والمسؤوليات المشتركة بين البلدان المتقدمة والبلدان‬ ‫النامية‪ .‬وكشÙ?ت تلك الحوارات الساخنة أيضا التحديات المختلÙ?Ø© والمتنوعة التي تواجه مختلÙ? البلدان النامية‪.‬‬ ‫التحول‬ ‫ّ‬ ‫وإذا لم يعد Ù?ÙŠ اإلمكان حل القضايا الدولية الكبيرة بدون مشاركة وقبول البلدان النامية واألخرى السائرة على طريق‬ ‫إلى نظام السوق‪ ،‬Ù?إنه لم يعد ممكنا أيضا اÙ?تراض أن البلدان الكبرى األعضاء Ù?يما يسمى بمجموعة (‪ )BRIC‬ـ أي البرازيل‬ ‫وروسيا والهند والصين Ù€ ستمثل جميع البلدان النامية وبلدان التحول االقتصادي‪.‬‬ ‫وينطبق Ù†Ù?س واقع الحال على طائÙ?Ø© متنوعة من التحديات األخرى الكبيرة‪ ،‬وهي‪ :‬المياه؛ واألمراض؛ والهجرة؛ والقضايا‬ ‫الديمغراÙ?ية والسكانية؛ والدول الضعيÙ?Ø© والخارجة لتوها من صراعات‪.‬‬ ‫من الواجب علينا Ù?ÙŠ سياق استكشاÙ? إنشاء منتدى جديد لمجموعة العشرين أن نتوخى الحرص والدقة Ù?ÙŠ أال Ù†Ù?رض على‬ ‫العالم منظومة هرمية جديدة Ù…Ù?تقرة إلى المرونة‪ .‬ويجب بدال من ذلك أن تعمل مجموعة العشرين "كمجموعة توجيهية" عبر‬ ‫شبكة من البلدان والمؤسسات الدولية‪ .‬ويجب عليها إدراك الصالت والتشابكات بين القضايا وتعزيز نقاط المصلحة المشتركة‪.‬‬ ‫وال يمكن لهذا النظام أن يكون هرميا Ù?ÙŠ بنيته وال يجب أن يكون بيروقراطيا Ù?ÙŠ طابعه‪ .‬ويجب عليه أيضا أن يثبت Ù?عاليته‬ ‫عن طريق العمل واإلنجاز‪.‬‬ ‫المخاطر المعتادة للجغراÙ?يا السياسية‬ ‫إن الخطر الناجم عن قوى الجاذبية السياسية التي تشدّ البلدان إلى الوراء إلى دائرة المصالح الضيقة هو الخطر الذي يحتم‬ ‫علينا معالجته ألن تغيير العالم من المنظور القديم لمجموعة السبع ومراعاة مصالح البلدان المتقدمة Ù€ حتى وإن حسنت النوايا‬ ‫مل ما تسÙ?ر عنه‬‫معبرا عن وال ممثال لمنظور االقتصادات الصاعدة‪ .‬وال يمكننا تح ّ‬ ‫ّ‬ ‫وصدقت التوجهات Ù€ ال يستطيع أن يكون‬ ‫الجغراÙ?يا السياسية من تبعات وآثار معتادة‪.‬‬ ‫وال يمكن أن نعود إلى الوراء إلى "تعدد األطراÙ? باألسلوب القديم" Ù€ مستلهمين الحل من نمط المؤتمر الذي عقده ميترنيخ Ù?ي‬ ‫Ù?يينا Ù?ÙŠ القرن التاسع عشر Ù€ ألنه أسلوب يسعى إلى مقاومة التغيير‪" .‬Ù?الجغراÙ?يا السياسية الجديدة لالقتصاد المتعدد األقطاب"‬ ‫بحاجة إلى تقاسم المسؤولية مع إدراك وجهات النظر المختلÙ?Ø© والظروÙ? المتباينة Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه‪ ،‬من أجل بناء المزيد من‬ ‫المصالح المشتركة‪.‬‬ ‫اإلصالح المالي‬ ‫دعونا ننظر إلى إصالح النظام المالي‪ :‬لقد دÙ?ع العالم ثمنا باهظا النهيار النظام المالي العالمي من حيث Ù?رص العمل المÙ?قودة‬ ‫والخراب الذي حل بحياة الكثيرين‪.‬‬ ‫وبطبيعة الحال‪ ،‬البد من تحسين القواعد واللوائح التنظيمية المالية‪ ،‬مع تعزيز المعايير المتعلقة برؤوس األموال والسيولة‬ ‫والرقابة‪ .‬ويجب أن يراعي أي إطار رقابي جديد المخاطر المتأصلة Ù?ÙŠ النظام‪ ،‬وإصالح القواعد واللوائح التنظيمية التي تزيد‬ ‫من تقلب الدورات االقتصادية‪ ،‬وتعزيز الرقابة بهدÙ? تÙ?ادي الÙ?جوات‪ ،‬وأخذ التضخم بعين االعتبار Ù?ÙŠ أسعار األصول‪ ،‬وكذلك‬ ‫Ù?ÙŠ أسعار السلع والخدمات‪.‬‬ ‫لكن علينا توخي الحذر من العواقب غير المقصودة‪ .‬ويجب علينا أال نضاعÙ? التكاليÙ? من خالل تشجيع النزعة الحمائية‬ ‫المالية أو الحد بشكل غير منصÙ? وجائر من الخدمات المالية المقدمة إلى الÙ?قراء‪ .‬ربما تكون القواعد واإلجراءات التنظيمية‬ ‫المتÙ?Ù‚ عليها Ù?ÙŠ بروكسل ولندن وباريس أو واشنطن صالحة للبنوك الكبيرة Ù?ÙŠ بلدان العالم المتقدمة‪ .‬ولكن ماذا عن البنوك‬ ‫األصغر Ù?ÙŠ البلدان المتقدمة أو النامية على حد سواء؟‬ ‫Ù?ÙŠ مقدور هذه القواعد واإلجراءات التنظيمية Ø® ْ‬ ‫نق القطاع المالي ووأد طاقة اإلبداع واالبتكار وإدارة المخاطر Ù?ÙŠ البلدان‬ ‫النامية‪ .‬كما يمكنها زيادة المشاق والصعوبات أمام االستثمار عبر الحدود الوطنية‪.‬‬ ‫يمكن أن يكون لمتطلبات "اإلقراض المحلي" Ù†Ù?س آثار تÙ?ضيل "الشراء المحلي"‪ .‬ويمكن لشروط "الوجود المادي المحلي" أن‬ ‫تعيق الخدمات كما يمكنها تشديد الخناق على التجارة‪ .‬كذلك يمكن أن تÙ?ضي متطلبات "السيولة المحلية" إلى تجزئة إدارة‬ ‫السيولة العالمية وإضاÙ?Ø© تكاليÙ? ضخمة دون تعزيز األمان والسالمة‪.‬‬ ‫لعل األدوات المالية المشتقة قد شابها اآلن ما شابها من سوء السمعة‪ .‬وهذا أمر Ù…Ù?هوم ومÙ?روغ منه عندما يتذكر المرء بنك إيه‬ ‫آي جي‪ .‬ولكن المزارعين Ù?ÙŠ وسط غرب أمريكا يستخدمون األدوات المشتقة للحماية والوقاية من التقلبات Ù?ÙŠ أسعار الحبوب‪.‬‬ ‫وتستخدم المكسيك خيارات الطاقة من أجل تثبيت سعر للنÙ?Ø· الذي يوÙ?ر جانبا Ù‹ كبيراً من الموازنة الحكومية‪.‬‬ ‫كان البنك الدولي رائدا Ù?ÙŠ مجال مبادالت العملة‪ ،‬وهو يستخدم عمليات المبادلة لتوÙ?ير الحماية من مخاطر الصرÙ? األجنبي‬ ‫التحوط الالزم لحماية المقترضين من مخاطر الصرÙ? األجنبي أو أسعار الÙ?ائدة بل حتى‬‫ّ‬ ‫وأسعار الÙ?ائدة‪ .‬وتتيح قروضنا Ù?رص‬ ‫من مخاطر أخرى مثل أخطار الجÙ?اÙ? والكوارث‪ .‬ومن خالل المساعدة Ù?ÙŠ تطوير االقتراض بالعملة المحلية وربطه باألسواق‬ ‫العالمية‪ ،‬أمكننا أن نساعد Ù?ÙŠ حماية البلدان النامية من موجات المد العاتية التي ضربت القطاع المالي Ù?ÙŠ األزمة األخيرة‪.‬‬ ‫لقد أدت االبتكارات المالية‪ ،‬عند استخدامها والرقابة الحصيÙ?Ø© عليها‪ ،‬إلى زيادة الكÙ?اءة‪ ،‬وتوÙ?ير الحماية ضد المخاطر‪ :‬حيث‬ ‫قام البنك الدولي بدور ريادي Ù?ÙŠ التأمين على الثروة الحيوانية لصالح أصحاب القطعان Ù?ÙŠ منغوليا؛ وتقديم أداة مشتقة خاصة‬ ‫بالطقس للحماية ضد الجÙ?اÙ? Ù?ÙŠ مالوي؛ باإلضاÙ?Ø© إلى إنشاء مج ّ‬ ‫مع للتأمين متعدد البلدان ضد الكوارث Ù?ÙŠ منطقة البحر‬ ‫الكاريبي‪ .‬وقد سارع هذا األخير إلى تقديم ‪ 8‬ماليين دوالر إلى هايتي Ù?ور تعرضها للهزة األرضية Ù?ÙŠ يناير‪ /‬كانون الثاني ـ‬ ‫وكانت هذه الموارد أسرع Ù?ÙŠ الوصول إلى هايتي من أية مصادر خارجية أخرى‪.‬‬ ‫وطبقا للتحذير الذي أطلقه إرنستو زيديللو‪ ،‬الرئيس المكسيكي السابق‪ ،‬Ù?إن مشكلة الÙ?قراء ال تتمثل Ù?ÙŠ كثرة األسواق‪ ،‬بل Ù?ي‬ ‫قلتها الشديدة‪ :‬إننا Ù?ÙŠ حاجة إلى أسواق من أجل‪ :‬مؤسسات التمويل األصغر أو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ال سيما التي‬ ‫تديرها النساء؛ ونقل وتخزين وبيع السلع والبضائع؛ واالدخار والتأمين واالستثمار‪.‬‬ ‫لقد كشÙ?ت وول ستريت عن مخاطر االبتكارات المالية‪ ،‬وعلينا التزام جانب الحيطة والحذر واتخاذ إجراءات جادة‪ .‬إال أن‬ ‫التنمية أثبتت مناÙ?عها ومحاسنها‪ ،‬Ù?ÙŠ حين يمكن للمنظور الشائع لمجموعة السبع أن يقوض الÙ?رص أمام المليارات من الناس‪.‬‬ ‫تغير المناخ‬ ‫إذا تطرقنا إلى تغير المناخ‪ ،‬سنجد أن الخطر يتمثل Ù?ÙŠ أننا نأخذ القواعد السارية Ù?ÙŠ البلدان المتقدمة Ù?Ù†Ù?رضها باعتبارها‬ ‫نموذجا Ù‹ نمطيا Ù‹ واحدا Ù‹ يناسب الجميع على البلدان النامية‪ .‬وهذا أمر تأباه البلدان النامية وترÙ?ضه‪.‬‬ ‫ويمكن ربط السياسة المعنية بتغير المناخ بالتنمية وكسب تأييد البلدان النامية ودعمها للنمو منخÙ?ض الكربون Ù€ غير أنه ال يجب‬ ‫Ù?رض ذلك كسترة لتقييد اآلخرين والحجْ ر على آرائهم‪ .‬إن األمر ال يتعلق البتة بنقص االلتزام ببناء مستقبل أكثر مراعاة للبيئة‪.‬‬ ‫إن الناس Ù?ÙŠ البلدان النامية يرغبون أيضا Ù‹ Ù?ÙŠ وجود بيئة نظيÙ?ة‪.‬‬ ‫الواقع أن البلدان النامية Ù?ÙŠ حاجة إلى المساندة والتمويل كي يمكنها االستثمار Ù?ÙŠ مسارات النمو األكثر نظاÙ?ة‪ .‬Ù?هناك ‪1.6‬‬ ‫مليار شخص محرومون من الكهرباء‪ .‬ولذا Ù?إن التحدي يتمثل Ù?ÙŠ مساندة التحول إلى الطاقة األنظÙ? دون التضحية بالقدرة‬ ‫على الحصول على الطاقة‪ ،‬وتعزيز اإلنتاجية‪ ،‬والنمو الذي يمكنه انتشال مئات الماليين من البشر من براثن الÙ?قر‪.‬‬ ‫إن تÙ?ادي تÙ?عيل عوامل الجغراÙ?يا السياسية يعني من المنظور المعتاد النظر إلى القضايا من زوايا مختلÙ?ة‪ .‬Ù?نحن Ù?ÙŠ حاجة إلى‬ ‫والكÙ? عن االختيار بين أمرين اثنين ال ثالث لهما‪ :‬إما القوة أو البيئة‪ .‬من الواجب علينا انتهاج السياسات التي‬ ‫ّ‬ ‫التحرك بعيدا‬ ‫تعكس التكلÙ?Ø© الÙ?علية النبعاثات الكربون‪ ،‬وزيادة ÙƒÙ?اءة استخدام الطاقة‪ ،‬وتطوير تكنولوجيات الطاقة النظيÙ?Ø© واستحداث‬ ‫تطبيقات لها للبلدان األكثر Ù?قرا‪ ،‬وإنشاء أنظمة الطاقة الشمسية غير المتصلة بالشبكة‪ ،‬واالبتكار Ù?ÙŠ مجال الطاقة األرضية‬ ‫الحرارية‪ ،‬وتحقيق ا لمناÙ?ع العائدة على الجميع من سياسات استخدام الغابات واألراضي‪ .‬ويمكننا Ù?ÙŠ هذا السياق خلق Ù?رص‬ ‫العمل وتدعيم أمن الطاقة‪.‬‬ ‫لقد حققت البلدان المتقدمة الرخاء واالزدهار بتوليد الطاقة الكهرومائية من السدود‪ .‬ولكن البعض ال يرى ضرورة Ù?ÙŠ أن‬ ‫تحظى البلدان النامية بنÙ?س مصادر الطاقة هذه التي تستخدمها االقتصادات المتقدمة‪ .‬واألمر بالنسبة لهم سهل إذ ْ‬ ‫يرونه كبساطة‬ ‫النقر بطرÙ? اإلصبع على المÙ?تاح الكهربائي وترك المصابيح مشتعلة Ù?ÙŠ غرÙ?Ø© خالية‪.‬‬ ‫ال نستطيع Ù?ÙŠ إطار االهتمام الواجب بالبيئة ورعايتها أن نترك األطÙ?ال األÙ?ارقة يؤدون واجبهم المنزلي على ضوء الشموع‪،‬‬ ‫أو إنكار حق العمال األÙ?ارقة Ù?ÙŠ الحصول على وظائÙ? بقطاع الصناعة‪ .‬إن المنظور القديم للبلدان المتقدمة هو أقصر طريقة‬ ‫مؤكدة Ù„Ù?قدان دعم البلدان النامية وتأييدها لألهداÙ? الخاصة بالبيئة العالمية‪.‬‬ ‫إدارة االستجابة لألزمة‬ ‫التحول يتمثل Ù?ÙŠ تركيز البلدان المتقدمة على‬ ‫ّ‬ ‫آن لنا أن ندلÙ? إلى قضايا االستجابة لألزمة‪ :‬Ù?الخطر Ù?ÙŠ هذا العالم اآلخذ Ù?ي‬ ‫مؤتمرات القمة المعنية باألنظمة المالية‪ ،‬أو التركيز على سوء اإلدارة Ù?ÙŠ بلدان متقدمة مثل اليونان‪.‬‬ ‫والواقع أن البلدان النامية Ù?ÙŠ حاجة إلى مؤتمرات قمة تعنى بأحوال الÙ?قراء‪ .‬وأحد الدروس المستÙ?ادة من هذه األزمة هو أن‬ ‫شبكات األمان االجتماعي الÙ?عالة حالت دون Ù?قدان وضياع جيل بأكمله Ù€ على عكس ما حدث Ù?ÙŠ أزمة آسيا Ù?ÙŠ التسعينيات من‬ ‫القرن الماضي‪.‬‬ ‫إن سماع وجهات نظر البلدان النامية لم يعد من قبيل الصدقة واإلحسان أو التكاÙ?ل‪ :‬إنها المصلحة الذاتية بعينها‪ .‬Ù?البلدان النامية‬ ‫هي اآلن مصادر النمو‪ ،‬ومستوردة للسلع الرأسمالية والخدمات من البلدان المتقدمة‪.‬‬ ‫Ù?البلدان النامية ال تريد مناقشة المديونية المرتÙ?عة Ù?ÙŠ البلدان المتقدمة Ù?حسب؛ ولكنها ترغب أيضا Ù‹ Ù?ÙŠ التركيز على‬ ‫االستثمارات اإلنتاجية Ù?ÙŠ البنية األساسية وتنمية الطÙ?ولة المبكرة‪ .‬كما ينبغي لها تحرير األسواق لخلق Ù?رص العمل وزيادة‬ ‫ماض Ù?ÙŠ سبيله لبحث كيÙ?ية االستÙ?ادة من االبتكار وكÙ?اءة األسواق‬ ‫Ù?‬ ‫اإلنتاجية وتحقيق النمو االقتصادي‪ .‬والكثير من هذه البلدان‬ ‫الخاصة Ù?ÙŠ المساعدة Ù?ÙŠ توÙ?ير وصيانة البنية األساسية للقطاع العام وخدماتها‪.‬‬ ‫دور جديد للقوى الصاعدة‬ ‫لكن تحديث نظام تعدد األطراÙ? ال ينحصر Ù?ÙŠ تعلّم البلدان المتقدمة كيÙ?ية التكيÙ? مع احتياجات القوى الصاعدة‪ .‬Ù?مع القوة‬ ‫تأتي المسؤولية‪ ،‬صنوان ال ÙŠÙ?ترقان‪.‬‬ ‫الواقع أن على البلدان النامية أن تدرك أنها تشكل اآلن جزءا من الهيكلية البنيوية للعالم‪ ،‬وأنها صاحبة مصلحة Ù?ÙŠ وجود‬ ‫مْ‬ ‫عنية بالتمويل‪ ،‬والتجارة‪ ،‬وانتقال األÙ?كار والناس‪ ،‬والبيئة ‪ --‬ومؤسسات‬ ‫أنظمة دولية متسمة بالسالمة والديناميكية والمرونة Ùˆ َ‬ ‫قوية متعددة األطراÙ?‪.‬‬ ‫من الواجب علينا البحث والتنقيب عن نقاط التقاء المزايا والمناÙ?ع المتبادلة‪ ،‬والتمكين من تحقيق المكاسب المشتركة‪ .‬ويتعين‬ ‫علينا Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه أن نعترÙ? بالقيود السياسية والمخاوÙ? المحلية‪ .‬نريد اتÙ?اقيات يستطيع كل زعيم أن يروج لها Ù?ÙŠ بلده‪.‬‬ ‫ماذا يعني هذا العالم المتغير بالنسبة للتنمية؟‬ ‫لم تعد التنمية اتجاها بينيا بين الشمال والجنوب Ù?حسب‪ .‬بل إنها تحدث اآلن Ù?يما بين بلدان الجنوب‪ ،‬وتتجه حتى من الجنوب‬ ‫إلى الشمال‪ ،‬بما لذلك من دروس Ù…Ù?يدة لكل أصحاب النظرة المتÙ?تحة والعقول الراجحة‪ .‬Ù?برامج التحويالت النقدية المشروطة‬ ‫Ù?ÙŠ المكسيك تتم دراستها Ù?ÙŠ جميع أنحاء العالم‪ .‬وها هم الهنود Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا يشرحون ما يسمى "بالثورة البيضاء" Ù€ التي زادت‬ ‫من إنتاج الحليب‪ .‬إنه عالم جديد لم تعد Ù?يه البلدان النامية متلقية للمعونة Ù?حسب‪ ،‬بل ومقدمة للمعونة والخبرات أيضاً‪ .‬كما أن‬ ‫التنمية ال تتعلق بدواء أيديولوجي شاÙ?Ù? من كل العلل واألدواء‪ ،‬وال بمخططات العمل‪ ،‬وال باألساليب النمطية القائمة على حل‬ ‫واحد يناسب الجميع‪ .‬Ù?التنمية Ù?ÙŠ ظل اقتصاد متعدد األقطاب تعنى بالنهج العملي الواقعي‪ ،‬والتعلم من التجارب والخبرات‪،‬‬ ‫واإلقرار بكيÙ?ية تغير األسواق ÙˆÙ?رص األعمال‪ ،‬وتبادل األÙ?كار وتقاسمها‪ ،‬والربط بين المعارÙ?‪ ،‬تماما مثلما نقيم الصالت‬ ‫والروابط بين األسواق‪ ،‬عبر شبكات مبتكرة‪.‬‬ ‫كذلك ال يرتبط مستقبل التنمية بالمÙ?اهيم القديمة للمعونة Ù?حسب‪ :‬Ù?صناديق الثروات السيادية والمعاشات التقاعدية الراغبة Ù?ي‬ ‫االستثمار مع مجموعة البنك الدولي Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا تمثل شكال جديدا من أشكال الوساطة المالية‪ .‬وليس ذلك الجهد عمال خيريا‪،‬‬ ‫إنما هو استثمار يتطلع إلى عوائد ومردودات جيدة‪ .‬وتقوم مؤسسة التمويل الدولية حاليا Ù‹ بالمساعدة على الحد من الحواجز أمام‬ ‫إمكانية الحصول على المعلومات وتخÙ?يض تكاليÙ? المعامالت‪ .‬Ù?نحن نهدÙ? إلى Ù?عل ما ال يقل عن إحداث ثورة Ù?ÙŠ التدÙ?قات‬ ‫المالية إلى البلدان النامية‪.‬‬ ‫تحديث المؤسسات المتعددة األطراÙ?‬ ‫كيÙ? يتسنى لنا إدارة "العوامل الجديدة للجغراÙ?يا السياسية من أجل اقتصاد متعدد األقطاب" بما يحقق التمثيل العادل لكل‬ ‫األطراÙ? Ù?ÙŠ هيئات واتحادات للجميع‪ ،‬ال أندية للنخبة قليلة العدد؟‬ ‫إذا كانت الصÙ?ائح التكتونية االقتصادية والسياسية آخذة Ù?ÙŠ التغير‪ ،‬Ù?إنه يجب أن تشهد المؤسسات المتعددة األطراÙ? تغيّرات‬ ‫أيضا‪.‬‬ ‫Ù?قد أوضحت األزمة إمكانات التعاون الدولي‪ ،‬ولكنها أكدت أيضا على الحاجة إلى تحديث المؤسسات المتعددة األطراÙ?‬ ‫وتعزيزها حتى تعكس خصائص عالم مختلÙ?‪.‬‬ ‫يتطلب العالم الجديد تحديد المصالح المتبادلة‪ ،‬والتÙ?اوض على العمل المشترك‪ ،‬وإدارة الÙ?وارق واالختالÙ?ات بين أطياÙ? من‬ ‫البلدان أوسع نطاقا من أي وقت مضى‪.‬‬ ‫ويحتاج العالم الجديد إلى مؤسسات تتحلى بالسرعة والمرونة وخاضعة للمساءلة‪ ،‬وقادرة على خلق صو Ù?‬ ‫ت مسموع لمن ال‬ ‫صوت له‪ ،‬مؤسسات مواردها جاهزة لالستخدام الÙ?وري‪.‬‬ ‫ت مستعدة‬ ‫يريد العالم الجديد مؤسسات قادرة على التواصل مع الشركاء Ù?ÙŠ أجواء Ù…Ù?عمة بالتواضع واالحترام Ù€ مؤسسا Ù?‬ ‫لالستÙ?ادة والتعلّم من اآلخرين وقادرة على العمل كنقاط للربط والتواصل العالمي وأداء دور ريادي وطليعي Ù?ÙŠ العالم الجديد‬ ‫للمعرÙ?Ø© والتعلم المشترك وتبادل الخبرات Ù?يما بين بلدان الجنوب ÙˆÙ?يما بين الجنوب والشمال‪.‬‬ ‫إن العالم الجديد بحاجة إلى مؤسسات قادرة على أن تبرهن أن Ù?ÙŠ مستطاعها تحقيق نتائج حقيقية‪ ،‬مع تح ّ‬ ‫مل المسؤولية عندما‬ ‫تتعثر‪.‬‬ ‫يجب على مجموعة البنك الدولي تنÙ?يذ ما يلزم من إصالحات تساعده Ù?ÙŠ االضطالع بهذا الدور‪ ،‬ويجب أن تكون عملية‬ ‫اإلصالح مستمرة بوتيرة أسرع من أي وقت مضى‪ .‬وبما أن الحكومات والمؤسسات العامة تميل إلى أن تكون أبطأ Ù?ÙŠ التغيير‬ ‫من المؤسسات الخاصة التي تواجه المناÙ?سة‪ ،‬وإدراكا منا لهذه المخاطر‪ ،‬وضرورة معالجتها‪ ،‬Ù?قد شرعنا Ù?ÙŠ تنÙ?يذ أكبر‬ ‫مجموعة من اإلصالحات الشاملة Ù?ÙŠ تاريخ مؤسستنا‪.‬‬ ‫نقوم باإلصالح لنصبح أكثر تمثيالً وشرعية‬ ‫يجب أن تمثل مجموعة البنك الدولي بعد تحديثها الواقع االقتصادي الدولي Ù?ÙŠ القرن الحادي والعشرين‪ ،‬وأن تدرك دور‬ ‫ومسؤولية أصحاب المصلحة المباشرة الذين يتزايد عددهم‪ ،‬Ù?ضال عن تنوع أطياÙ?هم واحتياجاتهم الخاصة‪ ،‬وأن تتيح صوتا‬ ‫أكبر ألÙ?ريقيا‪.‬‬ ‫وانطالقا من هذه االحتياجات‪ ،‬نحث المعنيين من البلدان المساهمة Ù?ÙŠ البنك على الوÙ?اء بوعدهم بزيادة نسبة الحقوق التصويتية‬ ‫للبلدان النامية إلى ‪ 47‬Ù?ÙŠ المائة أو أكثر Ù?ÙŠ هذا الشهر‪.‬‬ ‫لكننا لن نتوقÙ? عند هذا القدر‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ إطار Ù?ريد من نوعه على مستوى المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬سيتم استعراض المساهمات‬ ‫Ù?ÙŠ رأس المال مرة كل خمس سنوات إلتاحة إجراء التغييرات استنادا إلى استمرار النمو االقتصادي والتطور للبلدان‬ ‫المساهمة‪ ،‬وبهدÙ? ترسيخ العدالة واإلنصاÙ? بمرور الوقت‪ .‬وألول مرة‪ ،‬ستقوم المساهمات على صيغة موضوعة خصيصا‬ ‫بما يعكس االحتياجات والتÙ?ويضات والواليات المنوطة بمجموعة البنك الدولي‪ :‬ولن تعكس المساهمات القوة االقتصادية‬ ‫Ù?حسب‪ ،‬بل ستعكس أيضا المساهمات المقدمة لصندوقنا المعني بأشد بلدان العالم Ù?قرا‪.‬‬ ‫يضم جهاز اإلدارة العليا للمجموعة اآلن عددا قياسيا من التنÙ?يذيين من البلدان النامية ومن النساء‪ .‬لكن علينا أن Ù†Ù?عل ما هو‬ ‫أكثر من ذلك‪.‬‬ ‫إننا بحاجة إلى العمل مع البلدان النامية كأطراÙ? متعاملة معنا‪ ،‬ال كموضوعات لنماذج التنمية المستمدة من الكتب الدراسية‪.‬‬ ‫نريد أن نساعد هذه البلدان Ù?ÙŠ حل مشكالتها‪ ،‬وال نريد اختبار النظريات واالÙ?تراضات‪.‬‬ ‫إال أن المشكالت تحتاج إلى الموارد الالزمة لحلها‪.‬‬ ‫نقوم باإلصالح من خالل زيادة الموارد‬ ‫ارتبطت مجموعة البنك الدولي‪ ،‬منذ أن اندلعت األزمة بكل قوتها Ù?ÙŠ منتصÙ? عام ‪ ØŒ2008‬بتقديم أكثر من ‪ 100‬مليار دوالر‬ ‫لمساندة البلدان النامية‪.‬‬ ‫لقد حطمنا بهذا الرقم كل األرقام القياسية السابقة‪ .‬وأود أن أشكر بصÙ?Ø© خاصة خبراء مجموعة البنك الدولي وموظÙ?يها الذين‬ ‫كانوا على مستوى المسؤولية Ù?ÙŠ مواجهة هذا التحدي‪.‬‬ ‫لقد وجهنا الموارد المالية بشكل سريع حيثما تمس الحاجة إليها‪ .‬وعلى الرغم من أن مجموعة البنك الدولي كانت تقليديا‬ ‫مقرضا للمشروعات الطويلة األمد‪ ،‬Ù?إن المدÙ?وعات التي قدمتها ألغراض التنمية زادت على المدÙ?وعات التي قدمها صندوق‬ ‫النقد الدولي لمواجهة األزمة‪.‬‬ ‫Ù?عندما انبرت مجموعة البنك الدولي لمواجهة هذه المخاطر‪ ،‬Ù?إننا اعتمدنا على االستخدام الÙ?عال والكÙ?Ø¡ للموارد التي Ù?ي‬ ‫حوزتنا‪.‬‬ ‫وسنحتاج إلى زيادة مواردنا لمساندة تعاÙ?ÙŠ النمو وانتعاشه وللمساعدة Ù?ÙŠ إنجاح نظام تعدد األطراÙ? Ù?ÙŠ هذا االقتصاد العالمي‬ ‫الجديد المتعدد األقطاب‪ .‬وإذا حدث وتعثر تعاÙ?ÙŠ االقتصاد العالمي‪ ،‬Ù?سنقÙ? موقÙ? المتÙ?رج نتيجة لذلك‪.‬‬ ‫ولهذا السبب‪ ،‬يسعى البنك الدولي لتحقيق أول زيادة Ù?ÙŠ رأس ماله منذ أكثر من ‪ 20‬عاما‪ .‬وعلى البلدان المساهمة اتخاذ القرار‬ ‫إما بتعزيز مجموعة البنك أو السماح بضعÙ? تأثيرها‪ ،‬وÙ?قدانها كمؤسسة Ù?اعلة متعددة األطراÙ?‪ ،‬وتركها دون موارد كاÙ?ية‬ ‫لمواجهة التحديات التالية وما يمكن أن تخبئه لنا األيام‪.‬‬ ‫لقد قمنا‪ ،‬باإلضاÙ?Ø© إلى تقديم هذه الموارد المالية البالغة األهمية‪ ،‬بتوضيح كيÙ? يمكن أن يعمل النظام المتعدد األطراÙ?‬ ‫المحدث‪ .‬ونقوم حاليا Ù‹ بتعزيز التعاون Ù?يما بين البلدان المساهمة األعضاء البالغ عددها ‪ 186‬بلدا‪.‬‬ ‫إن أكثر من نصÙ? الموارد التي تمت تعبئتها لتعزيز رأس مالنا سوÙ? يأتي من البلدان النامية من خالل زيادات Ù?ÙŠ األسعار‬ ‫واالستثمارات الرأسمالية‪ .‬وسوÙ? يكون االتÙ?اق على هذه الحزمة من التدابير‪ ،‬Ù?ÙŠ حال نجاحه‪ ،‬خير مثال لقصة نجاح متعددة‬ ‫األطراÙ? على العكس من التعثر مؤخرا بشأن تغير المناخ والتجارة‪.‬‬ ‫اإلصالح كي نصبح أكثر Ù?عالية وتحليا Ù‹ بروح االبتكار وخضوعا Ù‹ للمساءلة‬ ‫لن يكون االقتصار على قضيتي توسيع التمثيل وزيادة الموارد كاÙ?يا‪ ،‬ألنه يجب علينا أن نكون أكثر Ù?اعلية وقدرة على‬ ‫االستجابة واالبتكار والمرونة وتحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫نقوم باإلصالح من أجل شحذ محور تركيزنا اإلستراتيجي على المجاالت التي يمكن أن نحقق Ù?يها الحدود القصوى للقيمة‬ ‫المضاÙ?Ø© – حيث نركز على الÙ?قراء والمستضعÙ?ين وخاصة Ù?ÙŠ منطقة Ø£Ù?ريقيا جنوب الصحراء؛ وإتاحة الÙ?رص من أجل‬ ‫النمو؛ وتعزيز العمل الجماعي العالمي Ù€ Ù?ÙŠ مجاالت مثل تغير المناخ‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والمياه والصحة؛ وتعزيز الحوكمة ونظام‬ ‫اإلدارة العامة؛ واالستعداد لمواجهة األزمات‪.‬‬ ‫نقوم باإلصالح لتحديث أدواتنا ومنتجاتنا وخدماتنا‪ ،‬وتشجيع Ù?رص االبتكار‪ ،‬وبحث نموذج الالمركزية الجديد الذي سيم ّ‬ ‫كننا‬ ‫من تطبيق المهارات المتقدمة Ù?ÙŠ العمل عن قرب مع المتعاملين معنا‪ ،‬مع القيام Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه بجمع وإعداد وتبادل المعارÙ?‬ ‫والخبرات على الصعيد العالمي‪ .‬إننا بحاجة إلى التواصل العالمي‪ ،‬ولكن بلمسة محلية أيضا‪.‬‬ ‫نقوم باإلصالح من أجل التركيز على تحقيق النتائج‪ ،‬وتعزيز جهودنا Ù?ÙŠ مجال الحوكمة ومحاربة الÙ?ساد‪ ،‬بما Ù?ÙŠ ذلك البرامج‬ ‫الوقائية القوية‪ ،‬واالضطالع بدور قيادي Ù?ÙŠ توجيه المؤسسات الدولية األخرى لتصبح أكثر Ø´Ù?اÙ?ية وخضوعا للمساءلة‪ .‬لدينا‬ ‫سياسة جديدة بشأن الحصول على المعلومات‪ ،‬تستند إلى القوانين الهندية واألمريكية الخاصة بحرية تداول المعلومات‪ ،‬وهي‬ ‫السياسة األولى من نوعها Ù€ لكننا نأمل أال تكون األخيرة Ù€ على مستوى المؤسسات الدولية‪ .‬كما نقوم بإطالق سياسة جديدة‬ ‫بشأن إتاحة إمكانية االطالع على بيانات البنك الدولي للجميع‪ .‬وأبرمنا Ù?ÙŠ األسبوع الماضي اتÙ?اقية مع بنوك التنمية األخرى‬ ‫المتعددة األطراÙ? على تعميم قرارات المنع والحرمان المشترك على األÙ?راد الÙ?اسدين والشركات الÙ?اسدة‪.‬‬ ‫وشرعنا أيضا Ù?ÙŠ تنÙ?يذ نظام بطاقات قياس األداء كي نكون أكثر خضوعا للمساءلة‪.‬‬ ‫ونعلم علم اليقين أننا لسنا معصومين من ارتكاب بعض األخطاء؛ ولكن إذا كان التغلب على الÙ?قر أمرا سهال وميسورا لكنا قد‬ ‫زمن بعيد‪ .‬وال شك أن قيامنا بتعزيز سياسة اإلÙ?صاح عن المعلومات بالبنك ليرى اآلخرون ماذا Ù†Ù?عل‪ ،‬وكيÙ?‬ ‫Ù?‬ ‫قضينا عليه منذ‬ ‫نÙ?عله‪ ،‬وما هي النتائج التي نحققها‪ ،‬سوÙ? نضع أيدينا على أية أخطاء بشكل أسرع مع تحسين أدائنا بوتيرة أكثر سرعة‪.‬‬ ‫وإذا نظرنا إلى كل هذه اإلصالحات مجتمعة‪ ،‬سندرك أنها بمثابة ّ‬ ‫تحوالت كبيرة وملموسة‪ .‬Ù?لم يعد البنك الدولي هو Ù†Ù?سه البنك‬ ‫الدولي الذي كان Ù?ÙŠ عهد األجداد‪ .‬بل إنه حتى لن يشبه البنك الدولي Ù?ÙŠ زمن اآلباء‪.‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫ال يمكننا إجراء اإلصالح لمرة واحدة‪ ،‬بل يجب أن يتسم باالستمرارية Ù€ التكيÙ? وإعادة التكيÙ? Ù€ مع مواصلة استقاء اآلراء‬ ‫والتعليقات التقييمية‪ ،‬تتشابك معا Ù?ÙŠ مواجهة حقائق الواقع اآلخذ Ù?ÙŠ التغير‪.‬‬ ‫وال يمكن التنبؤ بالمستقبل بكل الثقة والتأكيد‪ .‬ولكن Ù?ÙŠ مقدورنا أن نتوقع سير االتجاهات Ù€ وأحدها أن عصر االقتصاد العالمي‬ ‫المتعدد األقطاب أصبح على مرمى البصر‪.‬‬ ‫ليس هذا بالخروج عن المألوÙ? وال بومضة سريعة الزوال‪ .‬Ù?ما زلنا نعيش Ù?ÙŠ عالم الدول القومية‪ .‬ولكن هناك اآلن المزيد من‬ ‫البلدان التي تمارس Ù†Ù?وذها Ù?ÙŠ التأثير على مصيرنا المشترك‪ .‬وهي بلدان متقدمة ونامية من كل مناطق العالم‪ .‬ويمكن أن يكون‬ ‫ذلك Ù?ÙŠ صالح الجميع‪ .‬ولكن حدود وخطوط هذا االقتصاد الجديد المتعدد األقطاب ما زالت Ù?ÙŠ طور الصياغة‪ ،‬وتحتاج إلى‬ ‫الدخول Ù?ÙŠ مرحلة التكوين والتشكيل‪.‬‬ ‫إن النظام الحديث المتعدد األطراÙ? بحاجة إلى أن يكون صالحا ومهيئا Ù‹ لهذه التغيرات‪.‬‬ ‫ويجب أن يتحلى تعدد األطراÙ? الحديث بالطابع الواقعي والعملي‪ .‬وعليه أن يدرك أن معظم السلطات الحكومية مازالت Ù?ي‬ ‫أيدي الدول القومية‪ .‬ولكن كثيرا من القرارات ومصادر القوة والنÙ?وذ تتدÙ?Ù‚ حول الحكومات ومن خاللها ÙˆÙ?يما يتجاوز نطاقها‪.‬‬ ‫ويجب على النظام الحديث المتعدد األطراÙ? أن ÙŠÙ?رز لنا أطراÙ?ا Ù‹ Ù?اعلة جديدة‪ ،‬Ù?ضال عن بناء التعاون بين األطراÙ? الÙ?اعلة‬ ‫القديمة والجديدة‪ ،‬واالستÙ?ادة من تعبئة المؤسسات العالمية واإلقليمية للمساعدة Ù?ÙŠ معالجة المخاطر واغتنام الÙ?رص التي‬ ‫تتجاوز قدرات الدول بمÙ?ردها‪.‬‬ ‫لن يكون النظام الحديث المتعدد األطراÙ? ناديا منغلقا Ù‹ على أعضائه وعدد الواقÙ?ين خارج الغرÙ?Ø© أكبر من عدد الجالسين Ù?يها‪.‬‬ ‫عل التواصل بين المزيد والمزيد من البلدان‬‫إنما سيكون أكثر شبها باالنتشار العالمي لإلنترنت‪ ،‬يقيم الصالت والروابط ويÙ? ّ‬ ‫والشركات واألÙ?راد والمنظمات غير الحكومية عبر شبكة مرنة‪ .‬وÙ?ÙŠ مقدور المؤسسات الشرعية والÙ?عالة المتعددة األطراÙ?‪،‬‬ ‫المدعومة بالموارد والقادرة على تحقيق النتائج‪ ،‬أن تشكل النسيج المحقق للربط والتواصل‪ ،‬بما لها من إمكانات االمتداد‬ ‫واالنتشار Ù?ÙŠ الهيكل البنيوي لهذا النظام الديناميكي المتعدد األقطاب‪.‬‬ ‫كان مبتغى وودرو ويلسون هو إنشاء عصبة األمم‪ .‬ونحن نحتاج إلى عصبة من الشبكات‪.‬‬ ‫لقد حان الوقت كي نلقي بالمÙ?اهيم القديمة الخاصة التي تصنÙ? بلدان العالم إلى عالم أول وآخر ثالث‪ ،‬وإلى عالم مانح وآخر‬ ‫متلق وراء ظهورنا‪.‬‬ ‫يجب علينا تقديم الدعم والمساندة لبزوغ أقطاب متعددة للنمو الذي يمكن أن يعود بالخير العميم على الجميع‪.‬‬